غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين (2 تيموثاوس 3: 2)
هل تصدّق أنّ من يتعالى بل ويجدّف على الله، يمكن أن يحترم ويطيع والديه بشكل صحيح؟ إنّ إكرام الوالدين هي الوصية الخامسة في الوصايا العشر، لكنّ الوصايا الأربع الأولى تتعلّق بعبادة الله ومهابته، لذلك فمن يتعدّى على الله ولا يعتبره، لا يمكنه أبدًا أن يقدّر والديه حقّ تقدير.
اسمع الجاحدين يقولون لله: "ابعد عنّا وبمعرفة طرقك لا نُسرّ. من هو القدير حتى نعبده وماذا ننتفع إن التمسناه؟"(أيوب 21: 14- 15). إنّ عدم الخضوع لله يظهر بالتالي في عصيان الوالدين، وهكذا تقلّ هيبة وسلطة الوالدين كثيرًا ممّا يؤدّي إلى التفكك المستمر للعائلات، كما يُلاحظ في العقود الأخيرة.
حاول أحبار اليهود المساومة على ذلك قديمًا بإنشاء تقليد يعفي الابن من مساعدة والديه المحتاجين، إن كان يكرّس ممتلكاته لله أو للهيكل، وقد شجب السيّد ذلك قائلاً لهم: "مُبطلين كلام الله بتقليدكم" (مرقس 7: 9- 13).
أكثر من ذلك، إنّ من لا يقدّر والديه الذين أنجباه وربّياه، فمن المؤكّد أنه لا يحترم ولا يشكر الآخرين أيضًا. كم نفتقد التقدير والشكر والعرفان بالجميل في هذه الأيام!!
ما أندر استخدام الكلمات الإنسانية الأساسية: شكرًا، من فضلك، لو سمحت وغيرها من الكلمات الدمثة.
في أيام أخيرة وشريرة، ليتنا نضع في قلوبنا أن نطيع والدينا في الرب لأن هذا حق، بل كل ما نعمله بقول او فعل، فلنعمل الكل باسم الرب يسوع، شاكرين الله والاب به (أفسس 6: 1، كو 3: 17).
ألا نتمثل بسيدنا المبارك الذي اتّسمت أيام جسده بالشكر فنقدم له حياتنا كذبيحة شكر دائمة. تعالوا
نشكر الله على نسمة الحياة وعلى البركات اليومية من هواء ومأكل ومشرب. ليتنا نقدّر شخصه وأعمال عنايته فنتعلّم كيف نقدّر ونشكر الآخرين أيضًا.