خائنين، مقتحمين، متصلّفين (2 تيموثاوس 3: 4)
صلّى عزرا واعترف وهو باكٍ... وصام... وكان ينوح بسبب خيانة أهل السبي (عز 10: 1، 6). أمّا اليوم فالخيانة من السمات البارزة المُميّزة للأيام الأخيرة، فخيانة الأهل والناس صارت طبيعية. لقد فُقد الإحساس بشناعة غشّ الآخرين وخداعهم وتضليلهم لأجل مآرب شخصية خسيسة.
في كل مكان نجد خيانة الأصدقاء والشركاء لأجل المصلحة الشخصية... لقد استشرت الخيانة في القلوب تعيث فسادًا بشراسة وبلا رادع.
هل لاحظت أنّه حتى الخيانة الزوجية صارت تسمّى بمسمّيات أخرى وتُعطى ألف مبرّر لإراحة الضمير، لكن عبثًا... إنها تعدٍ على الله الذي شرّع الزواج وكذلك خيانة لشريك الحياة الذي ارتبطتَ به بعهد دائم أمام الله والناس.
الصفة التالية هي الاقتحام أي التعدّي، فالخائنون لا يهتمون بالآخرين، ويعيشون بلا انضباط، فهم يتكلمون ويتصرّفون كما يريدون.
في أيامنا هذه، قد يسمّي البعض الاقتحام انتهازًا للفرص، ريادة أو طلائعية، لكن عندما يكون ذلك انفلاتًا ودوسًا على الآخرين والقيم والمبادئ، فهو اقتحام وتعدٍ لا أقل.
بعدها نصل إلى الغرور، فبعد أن ابتدأ الإنسان بمحبة الذات والمال متعظّمًا (2 تي 3: 2)، فإنه يصل بسهولة وسرعة إلى هاوية الغرور والكبرياء. إنها "الأنا" المتربّعة على عرش الحياة بلا مساومة وكأن الإنسان لا يرى إلاّ نفسه. عبثًا قد يقول ذلك الشخص أنه يهتم بالله أو بالآخرين فالعالم في نظره صار يدور حوله وحوله وحده.
المثال الأشرس هو الشيطان الذي أراد أن يصعد الى السماوات ويرفع كرسيّه... ويصير مثل العلي (أشعياء 14: 13، 14). انه رائد مدرسة العجرفة والمباهاة والرغبة في الامتلاك. أرجوك، لا تكن من أتباع هذه المدرسة وتربط مصيرك بمصير الشيطان المحتوم، وهي النار الأبدية المعدّة أصلاً لإبليس وملائكته (متى 25: 41). بالأحرى إنه وقتٌ للرجوع الحقيقي إلى الله... إنه وقت التوبة وباب التوبة مفتوح الى الآن.