عندما نتكلم عن شهادة شخص معين، اهم ما في الامر هو حياة ومواقف ذلك الشخص قبل كلامه، لان الكلام وحده غير كافٍ ان لم تتبعه خطوات عملية في ارض الواقع.
نقرأ في كتاب اعمال الرسل ان يسوع كان يعمل ويُعلِّم في ايام خدمته على الارض، اولا كان يهتم ان يعمل، لانه مكتوب عنه في اعمال الرسل ان جال يصنع خيرًا، ويُحرر مع تسلط عليهم ابليس.
هل كان ربنا يسوع المسيح رجل كلام فقط ؟
مع كونه يُدعى المُعلِّم لكنه ايضا كان رجل اوجاع، لانه تألم من شعبه بل ومن افراد عائلته الذين راودهم الشك في دعوته وخدمته، كذلك تلاميذه تركوه في احلك ظروف حياته عندما أُسلم للصلب، احد تلاميذه انكره والآخر اسلمه !
لكن يسوع رجل الاوجاع كما قال عنه اشعياء كان ايضا رجل المواقف امام الله وامام الناس، لانه شفى المرضى وحرر المقيدين واشبع الجياع العطاش، شجع المخذول وقبل كل امر غفر الخطايا ووهب الحياة الابدية لكل انسان خاطئ.
يسوع كلمة الله المُتجسِّد، ابن الله الذي به كان كل شئ، اخلى نفسه آخذ صورة عبد صائرًا في شبه الناس، لانه جاء لا لكي يُخدم بل ليَخدِم ويُسدد كل عوز مادي وقبل كل شئ الاحتياج الروحي لكل انسان.
حتى ايامنا هذه يشهد جليلنا عن حياة يسوع، تشهد بيت لحم عن ولادته كما تنبأ النبي ميخا، وانه سوف يذهب الى مصر ويرجع الى ارض اسرائيل كما تنبأ هوشع، اشعياء تنبأ عن جليل الامم الذي اناره المسيح بمجده وسلطانه، الناصرة وكفرناحوم واورشليم التي تشهد عن مسيرة حياة السيد، ولكن اعظم النبوات كانت على فم اشعياء وداود الملك عن آلام المسيح، صلبه، موته وقيامته في اليوم الثالث كما نقرأ في اشعياء 53 والمزامير ربما اشهرها 22.
عندما نتكلم عن شهادة يسوع، هذا الشخص المبارك العظيم الفريد، ابن الانسان وابن الله، بطبيعته البشرية والالهية.
شهد الآب عن ابنه يسوع المسيح عندما اعتمد من يوحنا المعمدان، بانه هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت، وفي جبل التجلي اعلن الآب انه هو اختار يسوع ابنه، وامر ان نسمع له، كذلك عندما اعلن يسوع عن موته جاء صوت من السماء، اني مجدت وسوف امجد اسمي، لان الآب تمجد بمسيرة حياة يسوع، طاعته الكاملة للآب حتى الموت، موت الصليب، لذلك قال الآب اني مجدت اسمي وسوف أُمجِد ايضا...
قال يسوع في انجيل يوحنا انه لا يشهد لنفسه، لان الذي يشهد له هو الآب، ولان يسوع لم يطلب ابدا مجد نفسه بل اعطى كل المجد للآب القدوس بكل ما صنع واتم على الارض.
لكن اعلن بعدها انه يشهد ايضا لنفسه كونه ابن الله، وكما قال لليهود ان لم تريدوا ان تؤمنوا بكلامي، فعلى الاقل آمنوا بسبب الاعمال التي اعطاني الآب لكي أُكملها.
نقرأ كذلك في انجيل يوحنا ان الروح القدس شهد ليسوع، عن حياته وخدمته وكل ما صنع لمجد الآب، وكما تنبأ اشعياء في الاصحاح 61، وقرأ يسوع في الناصرة ان روح الرب كان عليه لكي يتمم الخدمة التي اعطاه الآب.
الآب القدوس شهد لابنه يسوع المسيح، كذلك يسوع شهد لنفسه، والروح القدس ثبت الانظار على ابن الله، كانت الشهادة قوية لدرجة انها اسرت قلوب التلاميذ والرسل الذي شهدوا بدورهم ليسوع بانه المسيح ابن الله بقوة الروح القدس.
كذلك يشهد الانجيل عن حياة يسوع، الذي دونه متى مرقس لوقا ويوحنا باعلان روح الله، والرسل الذين دعاهم الرب واشهرهم بولس الذي تغيرت حياته بعد لقائه الحي بيسوع المسيح المُقام من الاموات، وكتب رسائل عديدة تمجد اسم الرب يسوع.
الكنيسة اليوم وعبر التاريخ، التي هي من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، تشهد ليسوع المسيح بانه الطريق والحق والحياة، بانه نور العالم، رب الارباب وملك الملوك، انه المُخلص الوحيد وواهب الحياة الافضل والحياة الابدية، كذلك تُعلن الكنيسة وتشهد ان كل من يُؤمن بيسوع له حياة ابدية، ولم لا يُؤمن بيسوع يحل عليه غضب الله ودينونة رهيبة وجحيم مروع !!
أخوتي، هل حياتنا تشهد ان يسوع هو المخلص والرب والسيد على حياتنا، عائلاتنا وكنائسنا ؟
هل كلامنا يطابق مواقفنا في مدارسنا واماكن عملنا ومجتمعنا ؟
هل نشهد للجميع بان الطريق الوحيد الذي يُؤدي الى الآب هو فقط يسوع ؟
صلاتي لنا جميعا ان نحمل في قلوبنا وافكارنا وحياتنا شهادة يسوع التي هي روح النبوة، كما نقرأ في كتاب رؤيا يوحنا، وكما قدم الرسول يوحنا حياته على المذبح مع قديسين كثيرين عبر التاريخ للسيد والرب يسوع المسيح، علينا ان نشهد عن يسوع لجميع الامم والشعوب.
يسوع المسيح الذي كان صادقًا بكلامه وافعاله، الذي قدم شهادة لنا جميعا حتى الموت، الا نشهد نحن عنه حتى لو كلفنا الامر اغلى ما عندنا، حتى حياتنا ؟