تنويه: هذه السلسلة من المقالات، هي تخليدا للراقد على رجاء القيامة قدس الأرشمندريت اميل شوفاني الأخ والصديق والمعلم الوفي.
تُنشر هذه السلسلة في موقع "لينغا" وبشكل حصري.
الكنيسة في خطر ان يكون ايمانها منتزعا ومنفصلا عن الجذور " العهد القديم"، وفصل رسالة المسيح عن الجذور التوراتية نتيجة لسوء فهم التوراة على خلفيات غريبة وغير موضوعية لاهوتيا وعقائديا.
علينا ان ندرك ان التوراة كانت كتاب الكنيسة الأولى {حتى القرن الرابع} والابتعاد عن التوراة يُسيء لفهم الانجيل، لان صلة التوراة الوثيقة بإنجيل المسيح متين جدا هو.
في القرون الأربع الأولى استخدم آباء الكنيسة ومعلمو الكنيسة التوراة ككتاب الايمان المسيحي.
من الطبيعي جدا والمنطقي ان يأخذ المسيحيون الأوائل الاسفار المقدّسة اليهودية، كيهودي يستخدم كتبه المقدسة، وهناك بعض الإشكاليات في الامر حول فهم النصوص والناموس امامهم. مثلا فهم اشعياء 53 ومعاناة المسيح، بينما قادة المجمع اليهودي فهموا ان الحديث عن معاناة الشعب اليهودي، وهل اشعياء 14 :7:" وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ» “هل آمنوا الحكماء اليهود ان الحديث عن عذراء حقا؟ ام امرأة شابة تلد كما ينادي الفريسي؟
يقول بولس 1 كو 23 :1:" وَلكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً!" و" لِلْيَهُودِ عَثْرَةً" لان اليهود او بالأدق الرئاسة الدينية اليهودية كانت تنتظر المسيح حقيقة، ولكن ليس يسوع الناصري وليس يسوع الناصري يحقّق توقّعاتهم لأنهم لا يعتقدون ان " المسيح يجب ان يُصلب في عار لان الناموس يقول ان من يُصلب هو ملعون" {تث 23 :21:” فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا. وراجع الحوار مع تريفون 2 _1 :89}.
الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد هو وحدة واحدة مُكمّلة لبعضها البعض وتُحقّق بعضها واستخدمها الآباء في القرون الأربع الأولى.
العهد القديم هو " المنظار _ الناظور" للمسيح، وحياة المسيح وتعاليمه، تعتمد على نصوص العهد القديم ولم تكن للمسيحيّة ان تقوم بدون العهد القديم.
المسيحيون الأوائل هم من اليهود، ولهم الاسفار المقدّسة المكتوبة والشفهية {التوراة الشفهية قبل تدوينها} وحين اعتنقوا المسيحية استمروا في استخدام هذه النصوص المقدَّسة ولم يروا ان الايمان بالمسيح يتناقض وتعاليمهم ابدا بتاتا، لانّ يسوع هو المحقّق والمتمّم للتوراة ولآمال اليهود حسب نصوص التوراة.
لجأ المسيحيون الأوائل {من اليهود} بشكل خاص الى اشعياء 53 ومزمور 22 لدعم ما يؤكّد عليه يوستين، والقديس ايريناؤس يقتبس اشعياء 53 ويفسر علاقة النص وآلام المسيح وهذا، لانّ إرادة الله تتَحقّق بحدوث هذه الأمور للمسيح.
كلّ الإشارات في العهد الجديد لما يُسمّى " الكتب" هي إشارة "للعهد القديم" {ما عدا 2 بط 16 :3:" كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ."} وفي 1 كو 4 _3 :15 :" فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ،" وكذلك اع 3 _2 : 17 :" فَدَخَلَ بُولُسُ إِلَيْهِمْ حَسَبَ عَادَتِهِ، وَكَانَ يُحَاجُّهُمْ ثَلاَثَةَ سُبُوتٍ مِنَ الْكُتُبِ، مُوَضِّحًا وَمُبَيِّنًا أَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَنَّ: هذَا هُوَ الْمَسِيحُ يَسُوعُ الَّذِي أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ." يعني ان بولس يحاججهم من كتب العهد القديم {التوراة او بالعبرية תנ"ך _ תורה נביאים כתובים أي التوراة والانبياء والكتب} وأيضا ينطبق نفس الشيء، اع 28 :18:" لأَنَّهُ كَانَ بِاشْتِدَادٍ يُفْحِمُ الْيَهُودَ جَهْرًا، مُبَيِّنًا بِالْكُتُبِ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ." وبولس حين يُذكّر تلميذه تيموثاوس، انه يعرف الكتب المقدسة منذ طفولته وهي قادرة ان تقوده الى الخلاص بالإيمان بيسوع لان ّكل الكتاب هو موحى به، 2 ثي 16 _15 :3 :" وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،".
لفظة " مكتوب" تكون عادة قبل اقتباس من العهد القديم، وذلك ليبيّن الارتباط بين جوانب معيّنة من خدمة يسوع، وهذه الاحداث من ميلاد الرب في بيت لحم والموت والقيامة والصعود والآلام، وحياة المسيح وخدمته والقاب المسيح وصفاته.
عقيدة عبودية البشر للخطيّة، رو 2 _1 :3 ودور الايمان في الخلاص رو 17 :1 والتبرير من خلال الايمان، رو 4 وتعثّر اليهود وخلاص الأمم، رو 33 :9 و 15 _12 :1 وعقيدة آدم الأول وآدم الثاني، 1 كو 45 :15 ،النصوص:" إِذًا مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ، أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلًا فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا». فَمَاذَا نَقُولُ إِنَّ أَبَانَا إِبْرَاهِيمَ قَدْ وَجَدَ حَسَبَ الْجَسَدِ؟ لأَنَّهُ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ بِالأَعْمَالِ فَلَهُ فَخْرٌ، وَلكِنْ لَيْسَ لَدَى اللهِ. لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا». أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ، بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ، وَلكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ، فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا. كَمَا يَقُولُ دَاوُدُ أَيْضًا فِي تَطْوِيبِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَحْسِبُ لَهُ اللهُ بِرًّا بِدُونِ أَعْمَال: «طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً». أَفَهذَا التَّطْوِيبُ هُوَ عَلَى الْخِتَانِ فَقَطْ أَمْ عَلَى الْغُرْلَةِ أَيْضًا؟ لأَنَّنَا نَقُولُ: إِنَّهُ حُسِبَ لإِبْرَاهِيمَ الإِيمَانُ بِرًّا. فَكَيْفَ حُسِبَ؟ أَوَهُوَ فِي الْخِتَانِ أَمْ فِي الْغُرْلَةِ؟ لَيْسَ فِي الْخِتَانِ، بَلْ فِي الْغُرْلَةِ! وَأَخَذَ عَلاَمَةَ الْخِتَانِ خَتْمًا لِبِرِّ الإِيمَانِ الَّذِي كَانَ فِي الْغُرْلَةِ، لِيَكُونَ أَبًا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ وَهُمْ فِي الْغُرْلَةِ، كَيْ يُحْسَبَ لَهُمْ أَيْضًا الْبِرُّ. وَأَبًا لِلْخِتَانِ لِلَّذِينَ لَيْسُوا مِنَ الْخِتَانِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا يَسْلُكُونَ فِي خُطُوَاتِ إِيمَانِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي كَانَ وَهُوَ فِي الْغُرْلَةِ. فَإِنَّهُ لَيْسَ بِالنَّامُوسِ كَانَ الْوَعْدُ لإِبْرَاهِيمَ أَوْ لِنَسْلِهِ أَنْ يَكُونَ وَارِثًا لِلْعَالَمِ، بَلْ بِبِرِّ الإِيمَانِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الَّذِينَ مِنَ النَّامُوسِ هُمْ وَرَثَةً، فَقَدْ تَعَطَّلَ الإِيمَانُ وَبَطَلَ الْوَعْدُ: لأَنَّ النَّامُوسَ يُنْشِئُ غَضَبًا، إِذْ حَيْثُ لَيْسَ نَامُوسٌ لَيْسَ أَيْضًا تَعَدٍّ. لِهذَا هُوَ مِنَ الإِيمَانِ، كَيْ يَكُونَ عَلَى سَبِيلِ النِّعْمَةِ، لِيَكُونَ الْوَعْدُ وَطِيدًا لِجَمِيعِ النَّسْلِ. لَيْسَ لِمَنْ هُوَ مِنَ النَّامُوسِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا لِمَنْ هُوَ مِنْ إِيمَانِ إِبْرَاهِيمَ، الَّذِي هُوَ أَبٌ لِجَمِيعِنَا. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ». أَمَامَ اللهِ الَّذِي آمَنَ بِهِ، الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى، وَيَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ. فَهُوَ عَلَى خِلاَفِ الرَّجَاءِ، آمَنَ عَلَى الرَّجَاءِ، لِكَيْ يَصِيرَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ، كَمَا قِيلَ: «هكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ». وَإِذْ لَمْ يَكُنْ ضَعِيفًا فِي الإِيمَانِ لَمْ يَعْتَبِرْ جَسَدَهُ - وَهُوَ قَدْ صَارَ مُمَاتًا، إِذْ كَانَ ابْنَ نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ - وَلاَ مُمَاتِيَّةَ مُسْتَوْدَعِ سَارَةَ. وَلاَ بِعَدَمِ إِيمَانٍ ارْتَابَ فِي وَعْدِ اللهِ، بَلْ تَقَوَّى بِالإِيمَانِ مُعْطِيًا مَجْدًا للهِ. وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضًا. لِذلِكَ أَيْضًا: حُسِبَ لَهُ بِرًّا». وَلكِنْ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ أَجْلِهِ وَحْدَهُ أَنَّهُ حُسِبَ لَهُ، بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضًا، الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا، الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ. الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «هَا أَنَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ، وَكُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى». أَيْ لِنَتَعَزَّى بَيْنَكُمْ بِالإِيمَانِ الَّذِي فِينَا جَمِيعًا، إِيمَانِكُمْ وَإِيمَانِي. ثُمَّ لَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّنِي مِرَارًا كَثِيرَةً قَصَدْتُ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ، وَمُنِعْتُ حَتَّى الآنَ، لِيَكُونَ لِي ثَمَرٌ فِيكُمْ أَيْضًا كَمَا فِي سَائِرِ الأُمَمِ. إِنِّي مَدْيُونٌ لِلْيُونَانِيِّينَ وَالْبَرَابِرَةِ، لِلْحُكَمَاءِ وَالْجُهَلاَءِ. فَهكَذَا مَا هُوَ لِي مُسْتَعَدٌّ لِتَبْشِيرِكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ فِي رُومِيَةَ أَيْضًا، هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا: «صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا».".
رأى بولس ان الاحداث التي وردت في العهد القديم سُجّلت لتعلّم المسيحيين وتشجّعهم، رو 16 _14 :4 و 1 كو 12 _ 10 :1:" لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الَّذِينَ مِنَ النَّامُوسِ هُمْ وَرَثَةً، فَقَدْ تَعَطَّلَ الإِيمَانُ وَبَطَلَ الْوَعْدُ. لأَنَّ النَّامُوسَ يُنْشِئُ غَضَبًا، إِذْ حَيْثُ لَيْسَ نَامُوسٌ لَيْسَ أَيْضًا تَعَدٍّ. لِهذَا هُوَ مِنَ الإِيمَانِ، كَيْ يَكُونَ عَلَى سَبِيلِ النِّعْمَةِ، لِيَكُونَ الْوَعْدُ وَطِيدًا لِجَمِيعِ النَّسْلِ. لَيْسَ لِمَنْ هُوَ مِنَ النَّامُوسِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا لِمَنْ هُوَ مِنْ إِيمَانِ إِبْرَاهِيمَ، الَّذِي هُوَ أَبٌ لِجَمِيعِنَا. وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلًا وَاحِدًا، وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ، لأَنِّي أُخْبِرْتُ عَنْكُمْ يَا إِخْوَتِي مِنْ أَهْلِ خُلُوِي أَنَّ بَيْنَكُمْ خُصُومَاتٍ. فَأَنَا أَعْنِي هذَا: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ: «أَنَا لِبُولُسَ»، وأنا لأَبُلُّوسَ»، وأنا لِصَفَا»، وأنا لِلْمَسِيحِ».".
يسوع علّم تلاميذه ان العهد القديم يتحدّث عنه شخصيًّا، حيثُ يتّضح من نصوص الانجيل، ان المسيح قرأ العهد القديم قراءة " كريستولوجية Christology _ يونانية مركّبة من χριστός مخلّص ولفظة λογία نظرية " أي رأى المسيح ان العهد القديم يتحدّث عنه من خلال النبوات المباشرة او بسيرة اشخاص كانوا مثالا لجزء من حياته وخدمته فيقول:" فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي." يو 46 ،39 :5. ويونان النبي مثالا للمسيح وقراءة يسوع الخلاصية هذه كانت في الكنيسة الأولى، وبذلك استطاعوا الربط بين الايمان بيسوع وجذورهم اليهودية.
العهد القديم في حياة الكنيسة الأولى {القرون الأربع الأولى} كان يُشكّل كتابا مُقدّسا للمسيحيين الأوائل وانهم قرأوا التوراة بالنظر الى المسيح.
آمن اليهود {المسيحيون الأوائل} ان المسيح هو إتمام لوعود الله في العهد القديم، لذلك كانت معتقداتهم عن المسيح متّفقة تماما وايمانهم اليهودي.
هذا ما نفهمه من قصّة فيلبس والخصي الحبشي وهو يقرأ اشعياء 35 قارن اع 35 :8:" فَفَتَحَ فِيلُبُّسُ فَاهُ وابْتَدَأَ مِنْ هذَا الْكِتَابِ فَبَشِّرَهُ بِيَسُوعَ." ورو 2 :1:" الَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ". وبالتالي انضمّت كتابات العهد القديم مع الرسالة المسيحية في ارتباط من غير التحام في ذهن المسيحيين الأوائل. لم يقدروا على تخيّل احتمالية وجود ايمان مسيحي بدون العهد القديم. كان العهد القديم ضروريا جدا لفهمهم هوية يسوع، وحياته وموته وقيامته وما اوصاهم به ليفعلوه كتلاميذ له.
في هذه العجالة القليل من النصوص التي تبيّن أهمية العهد القديم.
+ رو 2 _1 :1:" بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْمَدْعُوُّ رَسُولًا، الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ، الَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ،”.
+ تك 10 :49 وعد 17 :24: تتحدّث عن المسيح ": لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ. أَرَاهُ وَلكِنْ لَيْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ لَيْسَ قَرِيبًا. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ، وَيُهْلِكُ كُلَّ بَنِي الْوَغَى." لننتبه ان اللفظة العبرية " שֵׁבֶט" ترجمة " قضيب " بينما في اشعياء 1 :11 " قضيب חֹטֶר _ וְיָצָא חֹטֶר, מִגֵּזַע יִשָׁי; וְנֵצֶר, מִשָּׁרָשָׁיו יִפְרֶה وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ،". وقارن زك 12 :6:" وَكَلِّمْهُ قَائِلًا: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلًا: هُوَذَا الرَّجُلُ «الْغُصْنُ» اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ." ومز 2 _1 :110:" قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ». يُرْسِلُ الرَّبُّ قَضِيبَ عِزِّكَ مِنْ صِهْيَوْنَ. تَسَلَّطْ فِي وَسَطِ أَعْدَائِكَ.
+ لو 45 _44، 27 :24:" ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ. وَقَالَ لَهُمْ: «هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ».
45 حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ.". واخنوخ الأول 9 _2 :48:" ובשעה ההיא אשר בן האדם יקרא בשם אל פני אגון הרוחות ושמו ראש הימים. ובטרם השמש והאותות יבראו בטרם כוכבי השמים ייעשו נקרא שמו לפני אדון הרוחות...מטה לצדיקים ואור לגויים. תקווה לנשברי לב...נבחר ונסתר בטרם תברא תבל".
مقارنة ومز 17 :72:" يَكُونُ اسْمُهُ إِلَى الدَّهْرِ. قُدَّامَ الشَّمْسِ يَمْتَدُّ اسْمُهُ، وَيَتَبَارَكُونَ بِهِ. كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ."
مزور 72 واحد من بين المزامير الخاصة " بالمسيح" كما في מדרש שמות א:" سبعة أشياء خُلقت قبل خلق العالم: التوراة والتوبة وجنة عدن وجهنم وعرش المجد والهيكل والمسيح".
أقدم نص مسيحي يربط بين المزمور والمسيح هو الحوار بين يوستين وتريفو اليهودي يعود لمنتصف القرن الثاني واستخدم النص أيضا ايريناوس وترتليان لإثبات الوهية المسيح ووجوده منذ الازل {الحوار مع تريفو 7 _5 :64}.
القديس ايريناوس يحاول ان يثبت وجود المسيح الابن باستناده على نص التكوين 1 :1:" فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. בְּרֵאשִׁית, בָּרָא אֱלֹהִים, אֵת הַשָּׁמַיִם, וְאֵת הָאָרֶץ " من الجدير ان ندرك ان القديس ايريناؤس لا يعلم اللغة العبرية بتاتا ومن هنا يبدو انه استند على مصدر ما بتفسيره، حيث يقول ان اللفظة العبرية :" בָּרָא " هي تعني "בָּר الابن" ونفهم من هذا انه يقصد، ان اللفظة آرامية هي حيث النهاية קמץ א " تفيد التعريف" مثل الالفاظ :" אב _אבא. סב _ סבא. אם _ אמא וכד'". وتكون الآية:" الابن كان في البدء قبل خلق الله السموات والأرض".
نص يو 3 :1:" كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. “التأمل في النص الذي يرويه ايريناوس ويستند على مزمور 3 :110 و 17 : 72 :" شَعْبُكَ مُنْتَدَبٌ فِي يَوْمِ قُوَّتِكَ، فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ مِنْ رَحِمِ الْفَجْرِ، لَكَ طَلُّ حَدَاثَتِكَ. يَكُونُ اسْمُهُ إِلَى الدَّهْرِ. قُدَّامَ الشَّمْسِ يَمْتَدُّ اسْمُهُ، وَيَتَبَارَكُونَ بِهِ. كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ. “ويقول في ذلك القديس ايريناوس:" أي قبل خلق العالم، طالما ان النجوم خُلقت في نفس الوقت من العالم".
والقديس ترتليان يؤكّد ان مزمور 72 أعلاه،" قُدَّامَ الشَّمْسِ "تعني ان كلمة الله الذي هو المسيح كان موجودا قبل الشمس {ضد ماركيون 11 _9: 5}.
يقول القديس ثيؤدوريت اسقف قورش {Theodoret of cyrus} عن مزمور 72:" ان كلمة " اسم "تشير الى المسيح والتي تجعل المسيح سابقا لوجود الشمس" ويقول هيلاري بواتييه:" ان هذه الآية تثبت ان المسيح يسبق كل الأزمنة التي تُقاس بواسطة الشمس والقمر"{عن الثالوث 34 :12}.
نص زكريا 13 _ 12 :6:" وَكَلِّمْهُ قَائِلًا: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلًا: هُوَذَا الرَّجُلُ «الْغُصْنُ» اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ. فَهُوَ يَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ، وَهُوَ يَحْمِلُ الْجَلاَلَ وَيَجْلِسُ وَيَتَسَلَّطُ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَيَكُونُ كَاهِنًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَتَكُونُ مَشُورَةُ السَّلاَمِ بَيْنَهُمَا كِلَيْهِمَا. וְאָמַרְתָּ אֵלָיו לֵאמֹר, כֹּה אָמַר יְהוָה צְבָאוֹת לֵאמֹר: הִנֵּה-אִישׁ צֶמַח שְׁמוֹ, וּמִתַּחְתָּיו יִצְמָח, וּבָנָה, אֶת-הֵיכַל יְהוָה. וְהוּא יִבְנֶה אֶת-הֵיכַל יְהוָה, וְהוּא-יִשָּׂא הוֹד, וְיָשַׁב וּמָשַׁל, עַל-כִּסְאוֹ; וְהָיָה כֹהֵן, עַל-כִּסְאוֹ, וַעֲצַת שָׁלוֹם, תִּהְיֶה בֵּין שְׁנֵיהֶם."يدمج القديس يوستين بين نص زكريا ومزمور 72 {الحوار مع تريفون 2 :121}.
مراجعة النصوص تبيّن ان يوستين استخدم " فوق " بدلا من " قبل " كما في الترجمة السبعينية. ولنص زكريا استخدم الفعل " يطلع" بدلا من " يمتد" وهدف ذلك تقريب الآية الى الاسم " الطالع".
النص العبري يركّز:" הִנֵּה-אִישׁ צֶמַח שְׁמוֹ, וּמִתַּחְתָּיו יִצְמָח, וּבָנָה, אֶת-הֵיכַל יְהוָה."
" צֶמַח " اسم رجل، التشبيه مستمد من الزراعة:" النبت الغصن وسينبت" الاسم والفعل {צֶמַח יִצְמָח,} يستخدمان أيضا عن نمو النباتات حسب المفهوم اليهودي لكن اليوناني يفهم ذلك" العالم الفلكي" مثل فيلون ويوستين.
المفهوم اليهودي وبالتالي المسيحي فيما بعد، استنادا على ارميا 5 :23:" «هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرّ، فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ، وَيُجْرِي حَقًّا وَعَدْلًا فِي الأَرْضِ. הִנֵּה יָמִים בָּאִים נְאֻם-יְהוָה, וַהֲקִמֹתִי לְדָוִד צֶמַח צַדִּיק; וּמָלַךְ מֶלֶךְ וְהִשְׂכִּיל, וְעָשָׂה מִשְׁפָּט וּצְדָקָה בָּאָרֶץ.".
دمج الحكماء نص ارميا 23 وزكريا 6 وفهموا ان النص إشارة للمسيح:" انظروا رجل اسمه الغصن وسينبت، هذا يشير الى المسيح الذي قيل عنه أيضا أقيم لداود غصن برّ، فيملك ملك وينجح ويجري حقا وعدلا في الأرض " {قارن مدراش ربا _ מדרש רבה}.