"تُقَرِّبُونَ خُبْزًا نَجِسًا عَلَى مَذْبَحِي. وَتَقُولُونَ: بِمَ نَجَّسْنَاكَ؟ بِقَوْلِكُمْ: إِنَّ مَائِدَةَ الرَّبِّ مُحْتَقَرَةٌ..." (ملاخي 1: 7)
خبز الوجوه، الذي وُضِع على المائدة في خيمة الاجتماع، يرمز إلى كلمة الله. إنّ كلمة الله تنار بنور المنارة - الرّوح القدس - وهي طعام أولئك الّذين ينتمون إلى الله. يجب أن "يأكلوا" منه بانتظام. نحن أيضًا، الّذين نخدم الله ككهنوت ملوكيّ، يجب أن نأكل يوميًّا من كلمته في نور الرّوح القدس. الشّيء الرّئيسيّ الّذي يُظهره الله لخدّامه هو أنّهم يحتقرون كلمته، وبالتّالي فإنّ الخبز الّذي يقدّمونه له نجس وفاسد.
يحاول البشر في العصر الحديث جعل كلّ مهمّة أسهل. نفس الشيء ينطبق على توجّهنا للكتاب المقدّس. نريد قراءة الكتاب المقدّس وفهمه بطريقة سهلة لا تتطلّب جهدًا مستمرًّا. نريد أن نتقدّس على الفور. لكن كلمة الله - العهد القديم والعهد الجديد - ليست معدّة للقراءة السّريعة والسّطحيّة، بل المقصود منها تحطيم الصّخر وتخترق مفرق النّفس والرّوح والمفاصل والمخاخ (انظر إرميا 23: 29؛ عبرانيين 4 :12).
مؤمنون كثيرون في العالم لا يعرفون الكتاب المقدّس جيّدًا، لأنّ الكثيرين منهم ليس لديهم اهتمام حقيقيّ بفحص الكتاب المقدّس (راجع بطرس الأولى 1: 10). لا يسعى النّاس إلى فهم مقاصد الله الّتي أعطاها رسالة في يد رسله، ويرفضون ملائمة حياتهم وطريقة تفكيرهم حسب المكتوب. بدلًا من ذلك، يحاول الكثير منّا تبسيط الرّسالة وتكييفها مع نمط الحياة الّذي نرغب فيه.
لم تعُد كلمة الله هي الشّيء المهمّ بالنّسبة لنا، وطموحنا الأساسيّ هو أن نقرأها بسهولة وطلاقة ونفهمها بطريقة لا تتعارض مع نمط الحياة الّذي نريده. هذا يعني أنّه في العديد من الكنائس، لم تعد الحدود بين الخير والشّرّ، وبين الصواب والخطأ واضحة أو لا تتوافق مع ما قيل في الكتاب المقدّس. الطّلاق في الكنائس أصبح أمرًا شائعًا حتّى بين القادة. تعمل النّساء كرعاة للكنائس، وأصبح السّكنى معًا قبل الزّواج أمرًا شائعًا، حتّى بين بعض أعضاء الكنائس المسيحيّة. إنّ ازدراء كلمة الله ومحاولات تكييفها مع "الحياة العصريّة" تحتقر الله، وتتسبّب في إفساد ما نتعلّمه ونعلّمه كملائكة (رُسل) الله.
كمؤمنين، يجب أن تحظى كلمة الله المكتوبة بالاحترام الّذي تستحقّه في حياتنا، وأن تكون السّلطة العليا في كلّ نواحي حياتنا. كلمة الله لا تتكيّف معنا، ولا مع تغيّر الموضات. مثلها مثل الله الّذي أعطاه: "يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ" (عبرانيين 13: 8)، نحن الّذين يجب أن نلائم أنفسنا معها، ولا نحاول أن نجعل كلمة الله تتماشى مع العصر الحديث.
هل تجتهد لتلائم نفسك حسب كلمة الله وتدير حياتك في نورها، أم أنّك - وحاشا - تحاول أن تجعل كلمة الله تتناسب معك؟ وهل يلزمك أن تتوب عن هذا؟