نقرأ في كتاب التكوين عن دعوة الله لابراهيم، بان يخرج من ارضه، عشيرته واهل بيته لكي يدخل ارض الموعد. اطاع ابراهيم بالايمان وتحقق الوعد المبارك، ونال نسل ابراهيم البركة بابنه اسحاق وحفيده يعقوب، الذي نال اسم جديد بعد لقائه الله، اسم اسرائيل، الذي جاهد مع الله والناس وغلب.
الله امين بوعوده، لكن على الانسان ان يطيع دعوة الله لحياته، لكن حتى لو كنا نحن غير امناء، يبقى الله امينا، لانه لا يقدر ان يُنكر نفسه !
نال ابراهيم واسحاق البركة من الله، لكن يعقوب اتبع اسلوب الاحتيال مع من هم حوله، مثل خاله لابان بل حتى عيسو الاخ.
وعد الله ابراهيم انه بنسلك سوف تتبارك جميع قبائل الارض، اي انه من نسله سوف يأتي المسيح الذي هو الرجاء الوحيد لخلاص الامم.
يعقوب احتال على اخيه عيسو في امر البركة والباكورية، لكن عيسو استهان بهذا الامر المبارك حتى انه باعه بصحن من العدس !!!
هل نستهين نحن بوعود الله لنا بالامور الروحية اولها الخلاص والحياة الابدية، كذلك البركات المادية ؟
هل نطلب البركة مثل ابراهيم، اسحاق ويعقوب، مع ان اسلوب يعقوب لم يكن لائقا، ام نستبيح مثل عيسو ؟
كان في العهد القديم اهمية كبيرة للباكورية، لذلك طلبها يعقوب بلجاجة، وكما قال الرب لشعبه بان يقدسوا له كل فاتح رحم، لانه قدس للرب.
بارك الله يعقوب بنسله، ووهبه الاولاد الذين على اسمهم يطلق اسم اسباط اسرائيل الاثنا عشر.
لكن الابن البكر رأوبين، ارتكب خطية شنيعة جدا بانه اضطجع مع سرية ابيه بلهة، وبسبب هذا الامر فقد باكوريته.
نقرأ في كتاب العبرانيين الاصحاح 12 عن مصطلح مبارك ومعبر جدا، وهو كنيسة الابكار.
كاتب رسالة العبرانيين لم يقل كنائس الابكار، بل كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية، جسد واحد، كرمة واحدة، لان الله واحد والرب واحد.
يقول كنيسة الابكار مكتوبين في السماوات، لاننا في المسيح يسوع الرب جميعنا اولاد لله، غاليين جدا على قلبه، وهو لا يفرق بين عربي ويهودي او اجنبي، رجل او امرأة، غني او فقير، بل في السماوات كل هذه الاختلافات تزول، بل يجب ان تزول اليوم من قلوبنا وافكارنا، لاننا بالنعمة مخلصون، ليس بفضل منا او اعمال، بل عطية وهبة الله لنا.
طبعا وكما يقول الكتاب في رسالة كورنثوس الاولى انه في الملكوت نجم يمتاز عن نجم، وكما كتب دانيال ان الذين ردوا كثيرين الى البر سوف يضيؤون كنجوم السماء، لانه كل ابن لله مخلص بالنعمة، سوف ينال اجره والمجازاة حسب تعبه هنا على الارض، بالعمل في حقل الله وبناء الملكوت...
هل ادركنا غنى المجد الذي نلناه في المسيح يسوع ربنا ؟
بان نكون اولاد لله الى ابد الآبدين، وبان اسامينا كتبت في سفر الحياة، وباننا جميعنا ننتمي الى الكنيسة المجيدة، كنيسة الابكار، التي تضم من كل قبيلة ولسان وشعب وامة.
صلاتي اخوتي ان نبارك الله الآب القدوس على هذه النعمة المجيدة، بان ندعى اولاده، وبان نحذر من استباحية عيسو بالباكورية من اجل امور هذا العالم الفاني، بل لنجاهد لكي نحيا كما يحق لانجيل المسيح، كذلك نحذر تهور وزنى رأوبين الذي جرح قلب اباه، بان نكون مخلصين ومحبين للآب القدوس، وفي النهاية نحذر اساليب يعقوب المخادعة لكي ننال اي بركة حتى الروحية منها، لان طرق الله كلها صدق وامانة، وداعة وتواضع.
لنذكر دائما دعوة الرسول بولس بان اساس الله الراسخ قد ثبت، اذ له هذا الختم :
" يعلم الرب الذين هم له، وليتجنب الاثم كل من يسمي اسم المسيح ".