نقرأ في كتاب يوئيل عن وعد الله لشعبه بانه سوف يسكب الروح القدس على كل بشر، لكن قبل هذا الامر العظيم تكلم الرب عن اهمية الرجوع الى الله من كل القلب، والتوبة الحقيقية عن شر اعمالهم.
تحقق هذا الوعد المبارك عندما سكب الله روحه القدوس في يوم الخمسين، عندما اجتمعت الكنيسة الاولى في اورشليم.
سكب الله روحه كما نقرأ في اعمال الرسل الاصحاح الثاني، وتكلم الجميع بالسن كما اعطى الله لكل واحد.
بعد هذا الحدث المبارك، وعظ بطرس وعظته الشهيرة امام شيوخ وشعب اسرائيل، وآمن حوالي ثلاثة آلاف شخص بيسوع المسيح.
سمعان بطرس الذي أنكر السيد وبكى بكاءً مرًا، تاب من كل قلبه واعاده الرب الى مكانته الاولى "صياد الناس"، بما معناه ان يربح بطرس النفوس للمسيح.
وعظ بطرس ان بيت اسرائيل هو الذي صلب المسيح، ونفذ الرومان هذا الامر، لكن هذا الحدث كان بعلم وخطة الله الآب القدوس لخلاص البشرية، وليس فقط شعب اسرائيل.
هل فقط اليهود والرومان هم من تآمروا ونفذوا صلب يسوع المسيح؟
نقرأ في كتاب اشعياء اصحاح 53 ومزمور 22 عن نبوة صلب، موت وقيامة المسيح، يسوع الذي اخذ بجسده على الصليب خطايا جميعنا، لغفران خطايا كل من يُؤمن، وينال الخلاص والحياة الابدية.
هذا ما وعظ به بطرس لشعب اسرائيل قبل الفي سنة، حتى ان السامعين نُخِسوا في قلوبهم وطلبوا التوبة والايمان بيسوع المسيح، واعتمد حوالي ثلاثة آلاف شخص.
ما أعظم عمل الرب يسوع في حياة المؤمن، سمعان الذي خاف وأنكر وهرب، نراه بهذا المشهد العظيم يرد قلوب الكثيرين الى الله الحي القدوس.
ما أعظم عمل الروح القدس الذي يبكت القلوب على خطية وبِر ودينونة، لأنه علينا ان نختار البركة او اللعنة، النور او الظلمة، المسيح او الشيطان، العالم او ملكوت الله، الخطية او البِر، ملكوت الله او الجحيم...
ماذا نختار اخوتي؟
اليوم وليس غدًا علينا ان نختار ونعزم من كل القلب من نتبع ومن نُكرم، نختار ان نكون من الخراف او الجداء، قمح او زوان، عذارى حكيمات او جاهلات، وان نُدرك من كل القلب اننا طُعمنا في زيتونة الله، وعلينا ان نكون غصن مثمر في الكرمة اي المسيح، وان نكون عضو حي وفعال في جسد المسيح.
نقرأ في اعمال الرسل بنهاية الاصحاح الثاني، ان الرب كان يضم الى الكنيسة الذين يخلصون.
لان عند الله لا توجد محاباة، كونهم بيت اسرائيل واولاد ابراهيم لا يفيدهم شيء ولا يبررهم امام الله ولا يخلصهم الى الابد، لأنه ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به ينبغي ان نخلص، اسم يسوع المسيح.
ليس انتمائي الديني ولا انتمائي لكنيسة او طائفة معينة يهبني الخلاص والحياة الابدية!
ليس الاصوام والصلوات ولا اي طقوس دينية اخرى تنفع امام عرش السماء الابيض العظيم!
نقرأ في نفس الاصحاح من اعمال الرسل عن اهمية المواظبة والشركة في الكنيسة، وعلينا ان نجتهد من كل القلب ان نواظب كما واظبت الكنيسة الاولى على تعاليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز والصلوات.
تعاليم الرسل:
من المهم جدا ان نعرف كلمة الرب الكتاب المقدس، لكي نعرف الحق الالهي، ولا ننقاد الى تعاليم غريبة وعجيبة، وما اكثرها في هذه الايام!
يقول تعاليم الرسل، وليس تعاليم يسوع المسيح، مع ان يسوع هو من تمم الخلاص وواهب الحياة الابدية، هو رأس الكنيسة وهو الصخرة التي تقوم عليها الكنيسة في كل الاجيال والسنين، لكن الرب سلم كلامه وتعاليمه لأنبيائه ورسله منذ ايام موسى الى ايام بطرس وبولس ويوحنا، والى ايامنا هذه وضع الرب الرعاة والمعلمين لكي تخضع الكنيسة للقادة الروحيين، وقبل كل شيء للرب يسوع المسيح، لان كل تعليم وكل وعظ ليس مصدره الكتاب المقدس وليس بقيادة الروح القدس فهو مرفوض بشكل مطلق!
الشركة:
انها امر فائق الاهمية وهي الشهادة ان جسد المسيح حي، كما اوصى المسيح ان نحب بعضنا البعض كما احبنا هو، وان تكون لنا الشركة المقدسة مع بعض ونكون واحد كما كان يسوع المسيح بشركة كاملة وكان وما زال واحد مع الآب الى ابد الابدين.
هل نهتم أحدنا بالآخر؟ هل نسأل عن احوال اخوتنا؟ هل نقدم المعونة الروحية، النفسية وان أمكن المادية ايضا الى اخوتنا واحبائنا؟
ام اكتفينا بالشركة مرة او مرتين في الاسبوع على الاكثر، او ربما تركنا اجتماعاتنا كما لقوم عادة؟!
صلاتي اخوتي لنا جميعا ان لا نكتفي بعدم فعل الشر للأخوة، بالنميمة والتكبر والانشقاق والخصام بالجسد الواحد، بل ان نشعر من كل القلب بالانتماء لجسد يسوع المسيح، ان نحب كل اعضاء الكنيسة، الرجل والمرأة، الطفل والشيخ، حديث وضعيف الايمان ومن وهبه الله نمو روحي مبارك.
الصلوات:
ما احوجنا في هذه الايام الصعبة ان نواظب على اجتماعات العبادة، اجتماعات الصلاة وكل اجتماع باسم يسوع لكي نصرخ الى الله رحمة ونعمة لعائلاتنا، كنائسنا بلادنا وكل امر روحي او مادي نحن بحاجة اليه، لان كل كنيسة لا تواظب على الصلاة والصراخ لله من كل القلب، لن تختبر قوة وسلطان الروح القدس لافتقاد النفوس والثبات بالمسيح.
كسر الخبز:
نقرأ في اعمال الرسل ان جميع الذين آمنوا اعتمدوا بالماء، والتصقوا بكنيسة الرب من كل القلب، حتى انهم باعوا الممتلكات وكان كل شيء مشترك للجميع.
واظبت الكنيسة الاولى على كسر الخبز اي عشاء الرب، الامر الفائق الاهمية والامر الروحي العميق الذي علينا ان ندرك معناه الروحي قبل ان نشترك به.
هذا الامر الذي اوصى به يسوع، عندما اوصى ان نأكل جسده ونشرب دمه بالمعنى الروحي، لأننا ندرك بروحنا اننا خطاه امام الله، واننا بالنعمة مخلصون ليس بالأعمال كي لا يفتخر احد، واننا اعتمدنا على اسم الآب، والابن والروح القدس، وندرك بروحنا اننا ننتمي الى جسد يسوع المسيح اي الكنيسة، تربطنا شركة محبة وسلام مع جميع الاخوة، اقول ثانية مع جميع الاخوة، ليس كما كان في كنيسة كورنثوس الزنى والسرقة وعدم المبالاة بالأخوة الفقراء والجائعين، وكان الانشقاق والتحزب في الكنيسة، ورفعوا القضايا احدهم على الآخر في المحاكم، وتمردوا على السلطة الروحية في الكنيسة وتكلموا بالنميمة على خادم الرب المبارك بولس، وبعد كل هذا كانوا يكسرون الخبز ليس كما اوصى الرب كنيسته وكما اوصى بولس، لذلك كان كثيرين منهم مرضى وكثيرين رقدوا (اي ماتوا !!!).
صلاتي اخوتي ان ندرك بروحنا ومن اعماق قلوبنا وصية الرب المقدسة:
" اصنعوا هذا لذكري، اصنعوا هذا الى ان أجئ ".
صلاتي ان نتوب جميعا عن خطايانا، عن كل نميمة وكلام انتقاد لاذع ضد الاخوة وخدام الرب الذين مسحهم الرب في الكنيسة، والذين سوف يقدمون حساب لله عن كل نفس.
صلاتي ان نعتمد على اسم الآب والابن والروح القدس، لكي ندفن الانسان العتيق ونقوم انسانًا جديدًا محبًا متواضعًا معطاء من كل القلب من وقته وقدراته وخدماته ومواهبه وامواله للرب ولكنيسته، لكي نكون بالفعل واحد كما اوصى المسيح.
صلاتي ان نواظب على تعاليم الرسل والاجتماعات والصلوات، نواظب على الشركة مع الاخوة القديسين، الذين هم ليسوا كاملين كما كل واحد فينا ليس كاملًا.
صلاتي ان ندرك اننا غير مستحقين ان ننال الخلاص والحياة الابدية، وان يُدعى اسم المسيح علينا، وان نكون من شعب الرب وندعى خدام لله.
صلاتي ان لا نتقدم لمائدة الرب باستخفاف وبدون إدراك روحي عميق لهذه الوصية المقدسة، وان نتوب كل يوم امام الله على زلاتنا وخطايانا، وان نحكم اليوم على انفسنا لكي لا يحكم الله علينا يوم الدينونة، ويكون استحقاقنا الوحيد للتقدم لمائدة الرب هو دم يسوع ونعمة الله، كما اوصى يسوع اصنعوا هذا لذكري، لم يقل يسوع كل يوم، او كل اسبوع، او كل شهر او سنة، بل قال اصنعوا هذا لذكري...
صلاتي ان نحب بعضنا بعضا ونكون واحد كما الآب القدوس والابن يسوع المسيح واحد، لكي نحفظ الوصية المقدسة ووحدانية الروح برباط السلام، لكي نواظب من كل القلب على تعاليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز والصلوات الى يوم مجيء الرب يسوع المسيح، آمين.
