رسالة المحبة

استكشاف محبة الله ودعوته الشخصية: من الخلق والإبداع إلى الخلاص والتوبة. كيف يمكن للجميع الاستجابة لهذه الدعوة الكاملة من قلب الله الآب القدوس.
08 يوليو - 08:00 بتوقيت القدس
رسالة المحبة

الانسان بطبيعته يرغب وبشدة بان يكون في موقع تقدير واحترام من المجتمع المحيط به، ان كان في دائرة البيت والعائلة، المدرسة، مكان العبادة او العمل.
يرغب الانسان بسماع كلام التشجيع على انجازاته في مجال العِلم والعمل، من عائلته المصغرة ان كان من الاهل او الاخوة، او حتى في مجال الخدمة والعطاء في المجال الروحي.

ان كان الامر كذلك بيننا نحن البشر، مع انه ليس كل امر مُبرر وبشكل مطلق بان نبذل جهدنا "فقط" لكي ننال اعجاب واستحسان الآخرين، فكم بالحري مع الخالق، رب السماء والارض الله القدير، وابنه يسوع المسيح الذي به كان كل شيء، وبدونه لم يكن شيء ممن كان.

الخالق العظيم الله القدوس يُحب خليقته، لدرجة انه أرسل ابنه الوحيد يسوع المسيح لكي يصالح به العالم، لكن هذه الدعوة هي ليست فقط للقارات والدول والمجتمعات، لكنها بشكل شخصي لكل انسان وُلد في هذا العالم، من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، رجل وامرأة، يهودي واممي، غني وفقير، لنا جميعًا...

هناك من يُنكِر وجود الله ويقول ان هذه الرسالة هي ليست لي، لكن الكتاب المقدس يُعلِن وبشكل واضح وصريح بحاجتنا المطلقة لله الخالق العظيم، لأنه بالفعل السماوات تحدث بمجد الله، والفلك يُخبِر بعمل يديه...
إذا نظرنا الى النجوم والكواكب فلا بد ان نرى مجد الله في خليقته، كذلك الى الطبيعة حولنا من الحيوانات والنباتات نقول مجدًا للرب، وإذا درسنا وتعمقنا في جسم الانسان بتركيبته العجيبة ووظائفه الفيزيولوجية، نقول بالفعل ان الله ابدع بخلقنا!

لكن هل رسالة محبة الله لخليقته الى فقط الخلق والابداع؟ هل اقتصرت يد الله فقط بعطاء الطعام والشراب والسكن؟ او ربما العِلم والعمل والسفر؟

نقرأ في انجيل يوحنا انه هكذا أحب الله العالم، كل العالم، بدون استقصاء أحد من دعوته حتى اشر الخطأة مثل شاول الطرسوسي القاتل، او ربما انا وانت، لأنه بالفعل الجميع اخطأ واعوزنا مجد الله.
فكيف لنا ان نرفض هذه الدعوة وهذه الرسالة؟
كيف لنا ان نستهتر بهذه المحبة الكاملة الازلية الابدية من قلب الله الآب القدوس لنا جميعًا؟

انها ايام التي علينا جميعًا ان نفتح آذاننا وعيوننا، بل قبل كل شيء قلوبنا لكي نرى ونسمع دعوة ذاك الذي احبنا حتى المنتهى، ذاك الذي من تواضع حتى اقصى الحدود، مع كونه الله القدير، يسوع المسيح، اخذ صورة انسان وصورة عبد لكي يحمل خطايانا في جسده على عود الصليب.

فماذا علينا ان نفعل؟
قبل كل شيء علينا ان نعترف وبقلب صادق اننا اخطأنا وعوجنا المستقيم، ليس فقط بالزنى والقتل والكذب والسرقة، لكن ربما في امور الغِش والخداع والتزوير؟
او ربما في الحقد والكراهية والنميمة على الآخرين حتى الاعداء!

علينا ان نفتح قلوبنا للرب يسوع ونقبله مخلصًا، سيدًا وربًا على حياتنا، نسير حسب تعليمه وارشاده لحياتنا حسب اعلان الكتاب المقدس لنا، علينا دراسة كلمة الله بانتظام، ربما نبدأ بدراسة وتأمل حياة يسوع بالأناجيل الاربعة، كذلك دعوة الله ان كل من آمن واعتمد خلص، امر الله بالمعمودية عندما نُدرك اننا خطأة وبحاجة الى مخلص، كذلك ان ننتمي الى كنيسة محلية في بلدتنا لكي نعبد الله ونخدمه حسب مشيئته لنا بكل وداعة وتواضع مع اخوتنا.

هل نقبل هذه الدعوة ورسالة محبة الله لكل واحد منا؟
مكتوب انه هوذا الان وقت مقبول ووقت خلاص، اليوم وليس غدًا لأننا لا نعلم امر الغد، وربما تنتهي حياة الانسان بلحظة وبشكل مفاجئ!!!

صلاتي لنا جميعا ان نفتح قلوبنا لله الآب القدوس وابنه يسوع المسيح، لكي نختبر هذه المحبة الكاملة لنا جميعا، هذه المحبة التي نقلتنا من الموت الى الحياة، من العالم الشرير الى ملكوت الله، من سلطان الشر والظلمة والخطية الى ارشاد الروح القدس لحياتنا، لكي نعيش كل ايام حياتنا على الارض لكي نمجد ذاك الاسم المبارك، اسم يسوع المسيح الذي خلصنا بسفك دمه على الصليب، مات، وقام بمجد عظيم، لكي نحيا معه كل ايام حياتنا على الارض، ونكون معه في ملكوته الابدي في السماء...

فهل نقبل رسالة المحبة هذه؟

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا