محبة الله الفائقة الأبدية

المحبة هي من أهم صفات وميزات الله ومن أشهرها في الكتاب المقدس. وقد ظهرت محبة الله للبشر من خلال أمور عديدة وتعاملات عديدة لله مع شعبه في العهدين القديم والجديد. ولكن الأمر الأهم والحدث الأهم الذي أظهر محبة الله لنا هو ما فعله الرب يسوع المسيح لأجلنا في الصليب في الجلجثة.
17 أكتوبر - 13:57 بتوقيت القدس
محبة الله الفائقة الأبدية

الكتاب المقدس يعلن أن الله محبة.
"اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ."  رسالة يوحنا الأولى 4: 16

المحبة هي من أهم صفات وميزات الله ومن أشهرها في الكتاب المقدس. وقد ظهرت محبة الله للبشر من خلال أمور عديدة وتعاملات عديدة لله مع شعبه في العهدين القديم والجديد. ولكن الأمر الأهم والحدث الأهم الذي أظهر محبة الله لنا هو ما فعله الرب يسوع المسيح لأجلنا في الصليب في الجلجثة.
الصلب والفداء والكفارة الإلهية الكاملة كانوا تعبيراً صادقاً واضحاً وكاملاً عن محبة الله لكل البشر ولكل شعوب الأرض.

هل محبة الله تجاه الإنسان تتغير أو تتأثر وفقاً للظروف والأحوال وسلوكيات الإنسان؟ هل محبة الله تجاه البشر تتغير أو تتأثر بمقدار قداسة البشر أو بمقدار سلوك البشر بحسب وصايا الله وتعاليم الله؟ هل عند الله مشاعر متقلبة يحبك عندما تكون خاضعاً له ويكرهك عندما تكون متمردا عليه؟؟
الجواب: كلا طبعاً. بالتأكيد لا.  فإن محبة الله ثابتة وأبدية تجاه خليقته من البشر، ولا تهتز أو تتغير بتاتاً بعض النظر عن مدى خضوع لهم أو عدم خضوعهم.  فالكتاب المقدس يعلن بوضوح أن الله يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ." (متى 5: 45).
لاحظوا أن محبة الله ثابتة حتى تجاه الأشرار والظالمين والخطاة، وليس فقط تجاه الأبرار و"الصالحين" (بناءً على الآية المذكورة أعلاه).

يقول الكاتب المسيحي الأمريكي الشهير فيليب يانسي:  "لا يوجد أي شيء تفعله يجعل الله يحبك أكثر، ولا يوجد شيء تفعله يجعل الله يحبك أقل".

وبالتالي فإن محبة الله تجاهنا لا تتعلق أو تتأثر بأسلوب سلوكياتنا أو مستوى أخلاقنا أو مدى "صلاحنا" (وأنا أضع عبارة "صلاحنا" بين مزدوجين لأن ليس أحد صالح إلا واحد وهو الله). بل إن محبة ثابتة وقائمة إلى الأبد لا تتزعزع ولا تهتز.
ولكن على الرغم من أن الله يحب الخاطئ ويحب البشر أجمعين، إلا أنه يكره الشر والخطيئة والإنحراف.
"فَهَلْ صَارَ لِي الصَّالِحُ مَوْتًا؟ حَاشَا! بَلِ الْخَطِيَّةُ. لِكَيْ تَظْهَرَ خَطِيَّةً مُنْشِئَةً لِي بِالصَّالِحِ مَوْتًا، لِكَيْ تَصِيرَ الْخَطِيَّةُ خَاطِئَةً جِدًّا بِالْوَصِيَّةِ." (رسالة رومية 7: 13).
كلمة الله تحثنا بوضوح على أن نتوب توبة صادقة عن كل خطايانا وشرورنا وأن ننبذ كل أنواع الشر والخطيئة، وأن نسلك سلوكاً مسيحياً يتلائم مع وصايا الله وتعاليمه، وبالأخص وصايا المحبة التي استلمناها من الرب يسوع المسيح في عظته على الجبل: "أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم . أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا ﻷجل الذين يسيئون إليكم ويطردوكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين. ﻷنه إن أحببتم الذين يحبوكم، فأي أجر لكم؟ أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك؟ وإن سلمتم على إخوتكم فقط، فأي فضل تصنعون؟ أليس العشارون أيضا يفعلون هكذا؟ فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل".

يقول الكتاب المقدس: اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ،" (عب 12: 14)

لاحظوا أن الرسول بولس يتحدث في هذه الآية عن محورين في حياة الجهاد الروحي المسيحي: المحور الأول هو أن نتبع السلام مع الجميع، أن نصبر ونحتمل ضعفات الآخرين وسقطاتهم وإساءاتهم وأن نتعامل مع كل أبناء البشر بمحبة واحترام.

"طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ." (مت 5: 9).

المحور الثاني هو نسلك في حياة القداسة والتوبة. فمن يحب المسيح محبة حقيقية لا يمكنه أن يرضى بأسلوب حياة ملتوي أو شرير أو خاطئ، بل عليه يجتهد حتى يرضي الله في سلوكياته وأعماله وأن يحب الرب من كل قلبه وفكره.

القداسة تشمل وتوازي أيضاً نقاوة القلب التي تحدث السيد المسيح عنها في عظته على الجبل والتي بها يعاين أنقياء القلب الله (متى 5: 8).

ما المقصود بعبارة " يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ"؟؟

القصد هو أن يتواجد الشخص في محضر الله وأن يستمتع بميراث الملكوت السماوي وأن  يدرك محبة الرب ويفرح بأحكام الرب ويرى قدرة الرب فلا يخاف شيئاً.

فأنت لا تستطيع أن تتمتع بكل هذه الأمور المذكورة إذا لم تمتلىء بالروح القدس (روح المحبة) وإذا تسلك في حياة القداسة والمحبة سلوكاً جدياً. فهذه شروط أساسية للتمتع بالبركات السماوية المذكورة.

صلاتي أن يملأنا الرب بروح الحكمة والفهم والإعلان حتى ندرك محبته الفائقة لنا ونتمتع بها يومياً وأن يملأنا بروح القوة والقدرة والجهاد الروحي حتى نسلك في محبته وقداسته.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا