مقدّمة
مت 8 _1 :12
{قارن مر 28 _23 :2 ولو 5 _1 :6}
نص سفر الخروج، 11 _8: 20:" اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ، وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلًا مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ. لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ." ونص متى أعلاه:" فِي ذلِكَ الْوَقْتِ ذَهَبَ يَسُوعُ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَجَاعَ تَلاَمِيذُهُ وَابْتَدَأُوا يَقْطِفُونَ سَنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ.".
حسب سفر الخروج أعلاه يمنع الله العمل في يوم السبت ومنها " قطف القمح" والخبيز لان الامر يتطلب العمل واشعال النار.
لكن عمل التلاميذ كان فقط قطف السنابل ليأكلوا ولم يعملوا بتاتا، وحسب الفريسيون السبت فوق الانسان والانسان للسبت وليس السبت للإنسان.
الحكماء وقطف القمح
حسب " גמרה, מסכת שבת דף קכח א:" חבילי סיאה אזוב וקורנית הכניסן לעצים אין מסתפק מהן בשבת למאכל בהמה מסתפק מהן בשבת וקוטם ביד ואוכל ובלבד שלא יקטום בכלי ומולל ואוכל ובלבד שלא ימלול בכלי הרבה דברי רבי יהודה וחכמים אומרים טמולל בראשי אצבעותיו ואוכל ובלבד שלא ימלול בידו הרבה כדרך שהוא עושה בחול أي من يقطف بيده ويأكل فقط ولم يقطف بأداة وآلة مسموح هو بالسبت ..."
قول المسيح الرب ان " الانسان رب السبت" نقرأ ذلك في {מסכת יומא דף פ עמ' ב:” אבל להחיות - אפילו מעל מזבחי; ומה זה שספק יש ממש בדבריו ספק אין ממש בדבריו, ועבודה דוחה שבת - קל וחומר לפקוח נפש שדוחה את השבת;נענה רבי אלעזר ואמר: ומה מילה שהיא אחד ממאתים וארבעים ושמונה איברים שבאדם דוחה את השבת - קל וחומר לכל גופו שדוחה את השבת; باختصار انقاذ النفس فوق السبت، {وكم بالحري إذا لعضو من 248 أعضاء الانسان فوق السبت وكيف كل الجسم؟} ولننتبه لنص سفر الخروج 14 _ 13 :31 :" «وَأَنْتَ تُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: سُبُوتِي تَحْفَظُونَهَا، لأَنَّهُ عَلاَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ، فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلًا. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلًا تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا." الحديث عن العمل في يوم السبت.
غالبا ما تناقضت تعاليم المسيح وتعليم الفريسيون، ومعجزاته وقوة الشفاء بالمعجزات أدى لخوف الرئاسة الفريسية من فقدان الصلاحيّة والسلطة.
من هذا المنطلق أحاطت بالمسيح مجموعة من الفريسيين بهدف إيجاد علّة وخطأ في التعليم والتفسير، لان هدفهم الرئيسي والوحيد ابعاد المسيح والتخلّص منهم.
قبل الوقوف على نص متى 12 أعلاه، يجب مراجعة مت30 _28 :11 :" تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ»."
نفهم ان الراحة الأبديّة الحقيقيّة هي من لدن المسيح بالأيمان به كربّ ومخلِّص وليس بغيره{ رو 10 _9 :10 :" لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ. لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ.}.
متى 8 _1 :12
مرور التلاميذ بحقل القمح ويقطفون السنابل ويأكلون، أدى للفريسيين ان يدّعوا وكأنّ التلاميذ خالفوا تعاليم التوراة بحفظ السبت. ولكن التفسير القويم السليم للنص هو المسيح، لان التوراة لا تمنع ذلك بتاتا {راجع خر 11 _8 :20 أعلاه} والتثنية 15 _12 :5 :" اِحْفَظْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. سِتَّةَ أَيَّامٍ تَشْتَغِلُ وَتَعْمَلُ جَمِيعَ أَعْمَالِكَ، وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَسَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، لاَ تَعْمَلْ فِيهِ عَمَلًا مَّا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ وَكُلُّ بَهَائِمِكَ، وَنَزِيلُكَ الَّذِي فِي أَبْوَابِكَ لِكَيْ يَسْتَرِيحَ، عَبْدُكَ وَأَمَتُكَ مِثْلَكَ.وَاذْكُرْ أَنَّكَ كُنْتَ عَبْدًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فَأَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ هُنَاكَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ. لأَجْلِ ذلِكَ أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْ تَحْفَظَ يَوْمَ السَّبْتِ." {قا 25 _24 :23 «إِذَا دَخَلْتَ كَرْمَ صَاحِبِكَ فَكُلْ عِنَبًا حَسَبَ شَهْوَةِ نَفْسِكَ، شَبْعَتَكَ. وَلكِنْ فِي وِعَائِكَ لاَ تَجْعَلْ. إِذَا دَخَلْتَ زَرْعَ صَاحِبِكَ فَاقْطِفْ سَنَابِلَ بِيَدِكَ، وَلكِنْ مِنْجَلًا لاَ تَرْفَعْ عَلَى زَرْعِ صَاحِبِكَ.}. إذا ما من مخالفة بتاتا ونص التوراة التي تجيز قطف القمح من الحقل للأكل وبيوم السبت وتأكل العنب حسب شهوتك. هذا لان المسيح حقّق التوراة، مت 17 :5:" «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ." فهل يُعقل ان يسمح المسيح بمخالفة ما يحقق هو؟
تفسير الفريسي حسب قول الحكماء وليس الشريعة، وجواب المسيح بسؤال مستوحى هو من التوراة وعلى ضوء ذلك يحسن الفريسي فهم التوراة.
1 _ أكل داوود من " خبز الوجوه" عند هروبه من شاؤول، في 1 صم 7 _4 :21:" فَأَجَابَ الْكَاهِنُ دَاوُدَ وَقَالَ: «لاَ يُوجَدُ خُبْزٌ مُحَلَّلٌ تَحْتَ يَدِي، وَلكِنْ يُوجَدُ خُبْزٌ مُقَدَّسٌ إِذَا كَانَ الْغِلْمَانُ قَدْ حَفِظُوا أَنْفُسَهُمْ لاَ سِيَّمَا مِنَ النِّسَاءِ». فَأَجَابَ دَاوُدُ الْكَاهِنَ وَقَالَ لَهُ: «إِنَّ النِّسَاءَ قَدْ مُنِعَتْ عَنَّا مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ عِنْدَ خُرُوجِي، وَأَمْتِعَةُ الْغِلْمَانِ مُقَدَّسَةٌ. وَهُوَ عَلَى نَوْعٍ مُحَلَّلٌ، وَالْيَوْمَ أَيْضًا يَتَقَدَّسُ بِالآنِيَةِ». فَأَعْطَاهُ الْكَاهِنُ الْمُقَدَّسَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ خُبْزٌ إِلاَّ خُبْزَ الْوُجُوهِ الْمَرْفُوعَ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ لِكَيْ يُوضَعَ خُبْزٌ سُخْنٌ فِي يَوْمِ أَخْذِهِ. وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مِنْ عَبِيدِ شَاوُلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَحْصُورًا أَمَامَ الرَّبِّ، اسْمُهُ دُوَاغُ الأَدُومِيُّ رَئِيسُ رُعَاةِ شَاوُلَ." وخبز الوجوه هو الخبز المقدس المعد تقدمة للكاهن ويسمح للكهنة بتناوله فقط، لا 9 _5: 24:" «وَتَأْخُذُ دَقِيقًا وَتَخْبِزُهُ اثْنَيْ عَشَرَ قُرْصًا. عُشْرَيْنِ يَكُونُ الْقُرْصُ الْوَاحِدُ. وَتَجْعَلُهَا صَفَّيْنِ، كُلَّ صَفّ سِتَّةً عَلَى الْمَائِدَةِ الطَّاهِرَةِ أَمَامَ الرَّبِّ. وَتَجْعَلُ عَلَى كُلِّ صَفّ لُبَانًا نَقِيًّا فَيَكُونُ لِلْخُبْزِ تَذْكَارًا وَقُودًا لِلرَّبِّ. فِي كُلِّ يَوْمِ سَبْتٍ يُرَتِّبُهُ أَمَامَ الرَّبِّ دَائِمًا، مِنْ عِنْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِيثَاقًا دَهْرِيًّا. فَيَكُونُ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ، فَيَأْكُلُونَهُ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، لأَنَّهُ قُدْسُ أَقْدَاسٍ لَهُ مِنْ وَقَائِدِ الرَّبِّ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً»."
2_ يقول يسوع ان الكهنة " تُحلّل السبت" في الهيكل وهم ليسوا بمذنبين، في سفر العدد 16 _9: 28:" «وَفِي يَوْمِ السَّبْتِ خَرُوفَانِ حَوْلِيَّانِ صَحِيحَانِ، وَعُشْرَانِ مِنْ دَقِيق مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ تَقْدِمَةً مَعَ سَكِيبِهِ، مُحْرَقَةُ كُلِّ سَبْتٍ، فَضْلًا عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَسَكِيبِهَا. «وَفِي رُؤُوسِ شُهُورِكُمْ تُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ: ثَوْرَيْنِ ابْنَيْ بَقَرٍ، وَكَبْشًا وَاحِدًا، وَسَبْعَةَ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ صَحِيحَةٍ، وَثَلاَثَةَ أَعْشَارٍ مِنْ دَقِيق مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ تَقْدِمَةً لِكُلِّ ثَوْرٍ. وَعُشْرَيْنِ مِنْ دَقِيق مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ تَقْدِمَةً لِلْكَبْشِ الْوَاحِدِ. وَعُشْرًا وَاحِدًا مِنْ دَقِيق مَلْتُوتٍ بِزَيْتٍ تَقْدِمَةً لِكُلِّ خَرُوفٍ. مُحْرَقَةً رَائِحَةَ سَرُورٍ وَقُودًا لِلرَّبِّ. وَسَكَائِبُهُنَّ تَكُونُ نِصْفَ الْهِينِ لِلثَّوْرِ، وَثُلْثَ الْهِينِ لِلْكَبْشِ، وَرُبْعَ الْهِينِ لِلْخَرُوفِ مِنْ خَمْرٍ. هذِهِ مُحْرَقَةُ كُلِّ شَهْرٍ مِنْ أَشْهُرِ السَّنَةِ. وَتَيْسًا وَاحِدًا مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لِلرَّبِّ. فَضْلًا عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ يُقَرَّبُ مَعَ سَكِيبِهِ. «وَفِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ." وأعطى الكاهن لداوود الجائع من " خبز الوجوه " بالرغم من انها فقط للكاهن؟ واجب على الكاهن بتقديم تقادم للرب في يوم السبت وعملهم اليومي كل الأسبوع دون توقّف وحتى يوم السبت.
ما الغاية من المَثَلين؟
داوود كان في خدمة الله حين هرب من امام شاؤول، نيّة شاؤول قتل اختيار الله لداوود مما اضطر الهرب وهو غير مذنب، راجع 1 صم 2.
داوود جائع وكذب على احيميلخ الكاهن حين أخبره انه بمهمّة سرية لخدمة الملك وبحاجة للخبز {ربما هدف كذب داود لئلا يُتَّهم ويُدان الكاهن احيميلخ الكاهن انه اعطى الخبز لداود عن معرفة الحقيقة}.
اعطى احيميلخ الكاهن لداود " خبز الوجوه" لأنه ادرك ان حياة " مختار الله داوود" بخطر {الخبز الذي اخذه داود تم تبديله، لا 9 _5 :24 }.
استمرت الكهنة بتقديم القرابين في الهيكل يوم السبت، وتفسير هذا العمل انهم يخدمون الله في بيت الله وتقدمة القرابين عن نيّتهم ونيّة الشعب الذي يحظى بالسبت مثله مثل أي يوم آخر، بمعنى العمل بالسبت واجب “لحياة الانسان".
لم يُتهم داود ولم يُدان والكهنة بأكلهم " خبز الوجوه" وعمل تقدمة القرابين يوم السبت لخدمة الله والحفاظ على حياة الانسان.
يختم يسوع المثالين في قوله:" وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ ههُنَا أَعْظَمَ مِنَ الْهَيْكَلِ". ما القصد؟
عدم ذنب داود والكهنة بعيني الله، خدموه من خلال الرموز التي أعطاها لبني إسرائيل أي " خبز الوجوه" والتقادم والهيكل كل هذه من الرموز والظلّ للسماويات وأعظمها المسيح، كولسي 17 _16 :2:" فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْل أَوْ شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلاَل أَوْ سَبْتٍ، الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ."
وهذا الأعظم معنا نلمسه ونعاينه وهو غاية كل وصية، وهل يعقل الا يوبّخ الرب تلاميذه ان زاغوا؟
جواب المسيح المختصر يشمل:
الدال على نفسه أعظم من الهيكل الحجري، وهو الله. وإذا الله لا يدين من يعمل بقربه، هل للفريسيين الحقّ؟ وتوبيخ الفريسيون نابع عن عمى روحاني وموت روحاني والعقاب وخيم، لو 44 _ 41 :19:” وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا قَائِلًا: «إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضًا، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هذَا، مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ! وَلكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ. فَإِنَّهُ سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ، وَيُحْدِقُونَ بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ، وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ افْتِقَادِكِ».".
نفهم أولا غاية السبت، تك 2 :2:" وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ." امر الرب بالراحة وعدم العمل أي عملنا تجاه الرب، قارن الخروج 11 _8 :20 ولا 3 :23.
السبت راحة من العمل أي يوم راحة من عمل المعيشة، ويوم واحد لخدمة الرب والعمل من اجله، وهو "السبت" ضمن الوصايا العشر والسبت الرمز والظل للعمل الإلهي، كما يوضح رؤ 25 :21:” وَأَبْوَابُهَا لَنْ تُغْلَقَ نَهَارًا، لأَنَّ لَيْلًا لاَ يَكُونُ هُنَاكَ. “كما الحال في س" سنة الابراء".
يرمز السبت لشيء عظيم كذلك الهيكل الحجري الأرضي وقالب لسماوي، كولسي 17 _16 :2 وعب 8 و4.
السبت والهيكل آليات، منحها الله لنا بواسطتهم لنخدم الرب وليس السبت _ الهيكل الهدف والاساس بل الله.
وهنا ضياع الفريسيون ذهبوا وراء الوسيلة وليس الهدف.
المسيح رب السبت والمسيح الباب للهيكل السماوي ومن آمن بالمسيح خلُص وعمل حسب تعاليمه، مت 30 _28 :11.
يقول المسيح للفريسيين:" اريد رحمة لا ذبيحة" وهذا مقتبس من هوشع 6 :6:" «إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ اللهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ." بمعنى من يهتم بالمظاهر والقشور وليس من القلب والعمق والمعنى يفسّره، ميخا 8 _6: 6 واش 1:” بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلهِ الْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ، بِعُجُول أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟ هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ، بِرِبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي، ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟ قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ."
لو فهمتم معنى نص هوشع واشعياء لما لمتم التلاميذ.
ان نتّبع تعاليم الله ونعلم ان الرب رب السبت والسبت لخدمة الله من خلال الانسان واثبت لهم الرب عن معنى الرحمة حين ابرأ الاعرج، مت 21 _ 9 :12.
يوم السبت هو الرمز للجوهر وهو " يسوع" والراحة تكمن بالمسيح يسوع، مت 28 :11 وغاية قول الرب " رحمة لا ذبيحة"، أي أنتم قدّستم الرموز وليس الجوهر، قارن ار 15 _13 :2.:" لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً. «أَعَبْدٌ إِسْرَائِيلُ، أَوْ مَوْلُودُ الْبَيْتِ هُوَ؟ لِمَاذَا صَارَ غَنِيمَةً؟ زَمْجَرَتْ عَلَيْهِ الأَشْبَالُ. أَطْلَقَتْ صَوْتَهَا وَجَعَلَتْ أَرْضَهُ خَرِبَةً. أُحْرِقَتْ مُدُنُهُ فَلاَ سَاكِنَ.".
لننتبه للنص الأصلي للتكوين 2 :2 :" וַיְכַל אֱלֹהִים בַּיּוֹם הַשְּׁבִיעִי, מְלַאכְתּוֹ אֲשֶׁר עָשָׂה; וַיִּשְׁבֹּת בַּיּוֹם הַשְּׁבִיעִי, מִכָּל-מְלַאכְתּוֹ אֲשֶׁר עָשָׂה" وخصوصا للكلمة :" מְלַאכְתּוֹ " التي وردت لمرتين في الآية .هذا موضوع آخر قريبا.