كانت سنة 2024 صعبة جدا علينا وخاصة بسبب الحرب التي كانت وما زالت بعدة جبهات، التي سقط ضحيتها آلاف القتلى والجرحى والمشردين.
هذه الحرب لم ترحم أحدا، ان كان وسط الشعب الإسرائيلي او الفلسطيني في غزة خاصة، كذلك في لبنان والان أيضا عدم الاستقرار الأمني والسياسي في سوريا، بعد سقوط النظام السابق!
كانت سنة خوف وقلق وعدم اليقين، عهدنا فيها صوت صفارات الأنظار والقنابل والحرائق والدمار، لكن أصعب امر كان الموت الرهيب للأبرياء العزل!
ونحن على نهاية هذه السنة وعلى اعتاب سنة جديدة، هل لنا ان نقول مع الملك داود في مزمور 65:
" كللت السنة بجودك، وآثارك تقطر دسمًا " ؟!
مع كل التحديات والصعوبات في هذه السنة، لكن إحسانات الرب كانت كثيرة علينا، من الممكن ليس لجميعنا وخاصة من تضرر من الحرب بفقدان احبائه، لكن علينا ان نرى جود واحسان الرب علينا، الذي وهب لنا الحياة لنعيش فيها بكرامة، الذي وهب لنا الطعام والشراب والدفء والمأوى، وعلينا ان نصلي الى الله ان يرحم من فقد هذه الامور الاساسية في الحياة!
نبارك الله القدوس على الصحة والعافية، على دراستنا واماكن عملنا وعائلاتنا واحبائنا،
نبارك الله القدوس قبل كل شيء لان مجيء رب المجد يسوع المسيح الثاني قريب على الابواب، ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، والمدعون حسب قصده.
تمر الايام والسنين ويبقى الوعد الصادق والامين من رب المجد انه معنا كل الايام الى انقضاء الدهر...
يبقى الوعد المبارك ان يسوع المسيح هو هو امسًا واليوم والى الابد...
انه هو الخالق العظيم، ولا تسقط شعرة من رؤوسنا الا بأذن منه له المجد والكرامة،
انه هو صاحب القدرة والسلطان المُطلق في السماء وعلى الارض، وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته، ولا يفوته امر...
من الممكن ان نتساءل لماذا يسمح الله بهذه الحروب والدمار والقتل وسفك الدم؟!
من الصعب جدا الاجابة على هذه الاسئلة، خاصة لمن فقدم احبائه واهله وبيته، لكن يبقى الله هو المُحب لجميع البشر، الاله الصالح الذي يُعطي بسخاء ولا يُعير، لكنه لا يتغاضى عن شر الانسان في القتل والدمار وبدون محاباة!
وسوف يقدم كل منا حساب امام الله القدوس على افكاره قبل اعماله، الشريرة قبل الصالحة، لان الله وحده عارف بأفكار القلب ونياته...
نصلي الى الآب السماوي باسم يسوع المسيح ان يرحم شرقنا المُتألم، ان كان وسط الشعب الفلسطيني وخاصة اهل غزة، او الاسرائيلي وخاصة اهل الشمال، ان يرحم شعب لبنان وسوريا واليمن وآخرين وكل من تضرر في منطقتنا، كذلك الحرب بين روسيا واوكرانيا، بان يرحم الرب هذه الشعوب والامم لان الهنا اسمه يسوع المسيح رئيس السلام...
نصلي الى الله لكل من هم في منصب وللملوك والرؤساء ولجميع الناس، كما اوصى بولس تيموثاوس، لكي نعيش حياة مُطمئنة وهادئة، في تقوى ووقار، وبان يعِم السلام الحقيقي بين الشعوب والامم...
في نهاية هذه السنة علينا جميعًا ان نراجع امورنا الخاصة، مواقفنا وقراراتنا امام الله وامام الناس،
ان كنا قد سلبنا احدا ماله او ارضه بان نرد لصاحب الحق حقه...
ان نصالح قدر المستطاع جميع الناس كما اوصى الرب،
وبان يكون عنوان ورجاء حياتنا ان نُحب الجميع بدون محاباة كما اوصانا الرب يسوع:
" أحبوا بعضكم بعضًا كما احببتكم انا "...
قبل كل اعتبار علينا ان نراجع علاقتنا مع الخالق العظيم والآب السماوي، وان نرجع اليه بتوبة حقيقية وقلوب خاشعة، تطلب رحمته ونعمته علينا جميعًا، كأفراد وعائلاتنا ومجتمعات ودول، لكي نرى مجد الرب الاله يسوع المسيح في شرقنا الحبيب المتألِّم، الى اقاصي الارض، آمين.