مؤخرًا بدأت بقراءة كتاب بعنوان "وجهة النظر الكتابية عن الصورة الذاتية" من تأليف جاي آدامز. يتناول هذا الكتاب حركة تقدير الذات وتأثيرها داخل الكنيسة، ويقيّمها من منظور كتابي لتحديد مدى توافقها مع التعاليم المسيحية.
يستعرض الكتاب تأثير هذه الحركة على الخدمة والكنائس والعائلات، ويطرح تساؤلات حول صحتها وخطورتها وكيفية التعامل معها من منظور إيماننا المسيحي الكتابي.
آدامز، كواحد من روّاد المشورة المسيحية الكتابية (biblical counseling)، يرى أن
الكثير من مفاهيم "الصورة الذاتية الإيجابية" كما تُروّج لها الثقافة الحديثة وحتى بعض الكنائس، لا تتفق مع تعاليم الكتاب المقدس.
أهمية الكتاب بالنسبة لي تمثلت في انه يُعيد القارئ إلى المرجعية الكتابية بدلاً من علم النفس الإنساني المعاصر كما يُقدم طرحاً جريئاً وصريحاً في نقد الفكر النفسي الحديث. ويُساعد المؤمن على التركيز على الهوية في المسيح بدلاً من بناء هوية تعتمد على الذات أو تقدير الناس.
في هذا الكتاب ينتقد جاي آدامز حركة تقدير الذات التي أصبحت شائعة في المجتمع والكنيسة. يؤكد آدامز أن التركيز المفرط على الذات يتعارض مع التعاليم الكتابية، حيث يدعو الكتاب المقدس المؤمنين إلى التركيز على اللّٰه وخدمته بدلاً من التركيز على الذات. يشدد آدامز على أن السلام والفرح الحقيقيين يأتيان من الله، وليس من تعزيز تقدير الذات.
الكتاب يرفض النظرة النفسية الحديثة التي تقول إن الإنسان يحتاج إلى "صورة ذاتية إيجابية" ليعيش حياة صحية. جاي آدامز يرى أن هذا المفهوم غير كتابي، بل هو تحوير للحق الإلهي لأن الكتاب المقدس لا يدعونا إلى محبة الذات أو تعزيزها، بل إلى نكران الذات والاعتماد على الله.
أهم المحاور التي يناقشها الكتاب:
(Self-Esteem) "نقد مفهوم “تقدير الذات”
• آدامز يرى أن التقدير الذاتي أصبح أصنامًا حديثة نعبدها بدل الله.
• بحسب رأيه الكثير من الناس لا يعانون من قلة تقدير الذات بل من الكبرياء في صورة خفية.
• يقول إن العلاج الكتابي لا يقوم على رفع صورة الإنسان أمام نفسه، بل على تذكيره بهويته في المسيح.
كما يناقش الذات في ضوء الكتاب المقدس:
• المسيح قال: "من أراد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه، ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني." (لوقا 9:23)
• هذا نقيض مباشر لما تقوله ثقافة "أحب نفسك أولاً".
• يوضح آدامز أن الكتاب لا يطلب منا أن نحب أنفسنا أكثر, لأننا بطبيعتنا نميل أصلاً إلى حب الذات (وهذا هو جذر الخطية).
ثم يستعرض الكاتب الفرق بين الصورة الذاتية الحقيقية والمزيفة:
• الصورة الذاتية المزيفة مبنية على مقارنة نفسك بالناس أو على معايير العالم (الجمال الذكاء، النجاح...).
• أما الصورة الكتابية الحقيقية، فهي مبنية على من نكون في المسيح: مغفور لنا، محبوب، مقبول أمام الله.
• يقول: لا تبن قيمتك على نفسك بل على النعمة التي نلتها مجانًا.
ويوضح لنا نتائج التركيز على الذات:
• التركيز على الذات يؤدي إلى التوتر، الشعور بالنقص، الغيرة، الكبرياء أو حتى الكآبة.
• أما التركيز على الله، فيؤدي إلى السلام، الطاعة، والفرح الحقيقي.
أخيرا، الكتاب يقدم رؤية قوية وجذرية ويؤكد ان مشكلتنا ليست أننا نحتقر أنفسنا بل أننا نحب أنفسنا أكثر مما نحب الله.