المسيح الملك - مرقس 1:11-11

في أحد السعف، نقف أمام مشهد فريد من نوعه: ملك يدخل مدينة لا ليحكم بسيف، بل ليملك بالسلام؛ لا على صهوة جواد، بل على جحش وديع. هذا الدخول الذي استُقبل بالهتاف وأغصان النخيل، يحمل في طياته رسالة أعمق من لحظة احتفال عابرة.
13 ابريل - 10:35 بتوقيت القدس
المسيح الملك - مرقس 1:11-11

أحد السعف: احتفال بدخول الملك

يحتفل المسيحيون في جميع أنحاء العالم بأحد السعف، المعروف أيضًا بأحد الشعانين، وهو اليوم الذي دخل فيه السيد المسيح إلى أورشليم استقبالًا مهيبًا، حيث فرش الناس ثيابهم وأغصان النخيل على الطريق وهتفوا قائلين: "أوصنا! مبارك الآتي باسم الرب!" أي خلصنا مرقس 11: 9.

الدخول بتواضع المسيح الملك

يتميز دخول المسيح إلى أورشليم بكونه مشهدًا يجمع بين المجد والتواضع. فبينما كان الشعب ينتظر ملكًا يأتي على حصان قوي ليحررهم سياسياً، دخل المسيح راكبًا على جحش، في تحقيق لنبوة زكريا القائل: "هوذا ملكك يأتي إليك وديعًا راكبًا على جحش ابن أتان" (زكريا 9: 9). هذا المشهد يوضح أن ملكوت المسيح ليس ملكوتًا أرضيًا، بل هو ملكوت روحي يقوم على المحبة والخلاص والتضحية للبشرية بسبب محبته.

بين الهتاف والتغيير من قبل الجمهور

كان الشعب في ذلك اليوم يهلل للمسيح، لكنه سرعان ما انقلب بعد أيام قليلة وصاح البعض: "اصلبه! اصلبه!" (مرقس 15: 13-14). يعكس هذا التغير في المواقف خطر الإيمان القائم على المصالح الشخصية، حيث أن الكثيرين أرادوا ملكًا يحقق توقعاتهم، وعندما اكتشفوا أن ملكوته مختلف، تراجعوا عن ولائهم له إنه تغير سريع.

رسالة أحد السعف للبشرية

أحد السعف ليس مجرد احتفال تاريخي، بل هو دعوة لكل مؤمن ليفتح قلبه للمسيح كملك حقيقي في حياته، وليس فقط في لحظات الفرح، بل أيضًا في أوقات التحدي. كما أن تطهير المسيح للهيكل بعد دخوله أورشليم (مرقس 11: 15-17) يذكّرنا بأهمية تطهير قلوبنا من كل ما يبعدنا عن الله في هذا العالم المضطرب.

في هذا اليوم، يحمل السعف رمزية الفرح والانتصار، لكنه أيضًا يذكّرنا بضرورة الثبات في الإيمان والمحبة، حتى عندما لا تتماشى ظروف الحياة مع توقعاتنا. فهل سنبقى نهتف للمسيح في كل وقت، أم سنكون مثل الذين تغيرت قلوبهم بسرعة؟ الثبات في الايمان بيسوع المسيح تحت جميع الظروف.

أحد السعف: الهتاف بالمحبة لا بالمصلحة

يحتفل المسيحيون بأحد السعف، وهو ذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم حيث استقبله الشعب بالهتاف وأغصان النخيل، هاتفين: "أوصنا! مبارك الآتي باسم الرب!" (مرقس 11: 9). دخل المسيح المدينة راكبًا جحشًا، في صورة ملك متواضع، ليعلن أن ملكوته روحي قائم على المحبة والخلاص للبشرية أجمع.

لكن سرعان ما تغيرت أصوات الجموع من الهتاف إلى المطالبة بصلبه، مما يعكس هشاشة الإيمان القائم على المصالح الشخصية. كما طهر الهيكل بعد دخوله، يذكّرنا هذا اليوم بأهمية تطهير قلوبنا واستقبال المسيح بصدق وثبات. فهل يبقى هتافنا له مستمرًا في كل الظروف؟

أحد السعف هودعوة الاستقبال المسيح في حياتنا كملك حقيقي وليس فقط بالهتاف، بل بالتوبة والاتضاع ، والمحبة بلا رياءْ. لنبقى نهتف له في كل الظروف.

فنطلب من الملك يسوع أن يدخل قلوبنا ويملك بسلامه ويطهرنا من كل ما يبعدنا عنه

كل عام وانتم بخير

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا