مَلِك اورشليم الوديع والمتواضع

عندما نتأمل في تاريخ ملوك الأرض، نجد أن كثيرًا منهم حكموا بالقوة والبطش، وتركوا خلفهم حكايات عن جبروتهم وظلمهم. ولكن ملكنا، يسوع المسيح، جاء مختلفًا تمامًا. ملك وديع، منتصر بالمحبة، غافرٌ، لم يحمل سيفًا ولا درعًا، لكنه غزا القلوب وسكنها إلى الأبد.
قبل 10 ساعات
مَلِك اورشليم الوديع والمتواضع

عندما نقرأ عن تاريخ ملوك الارض بشكل عام، نُدرك ان سيرة حياتهم تميزت بالقوة والسلطان، ومن الممكن احيانًا بالظلم والبطش !

هذا ما نقرأه مثلًا في المزمور الثاني، عن مؤامرة الملوك والرؤساء ضد الرب ومسيحه، وهذا ما تحقق في حياة بيلاطس وهيرودس بعد سنوات طويلة من كتابة هذا المزمور، وهذا ما نراه في ايامنا هذه مع الاسف الشديد من رؤساء دول كثيرة، من ملوك الارض واتباعهم !

لكن ليس الامر هكذا مع ملكنا، بل ملك الملوك ورب الارباب الذي تنبأ زكريا عن دخوله الى اورشليم، الملك الوديع والمنصور.

هذا ما نتعمله من قراءة الانجيل المُقدس، عن سيرة حياة يسوع الذي كان وديع ومتواضع القلب، الذي عاش هذا المبدأ قبل ان يُعلنه بالكلام، وما نفع الكلام من دون الاعمال!

انتصر يسوع على "اعدائه" بالمحبة والوداعة والغفران، ومع انه لم يحمل سيفًا، فقد أسر قلوب الكثيرين، وما زال.

بكى يسوع المسيح على اورشليم، مدينة الملك العظيم، لانه اراد ان يجمع الانبياء والملوك، بل وابناء اورشليم، كما تجمع الدجاجة فراخها، ولكنهم لم يريدوا!

ونحن اليوم، هل ما زِلنا نُبكي يسوع على اورشليم؟

الذي ما زال يُحاول ان يجمع رعاة وابناء اورشليم، في حظيرة واحدة وتحت الاسم الواحد، اسم يسوع المسيح الراعي الصالح.

هل تعلمنا من سيدنا الذي ترك امجاد السماء، وجاء وسطنا وديع ومتواضع القلب؟ ام ما زالت الانا الساكنة فينا تسحق كرامة ورأي، بل وحق الآخر، حتى لو أختلف عني "قليلًا" بالمذهب او العقيدة، او حتى الفِكر؟

ما زال يسوع يبكي اورشليم، الكنيسة والعروس الواحدة المحبوبة، التي افتداها بدمه الكريم وخطبها لنفسه عذراء عفيفة، لا غضن فيها ولا دنس، وان كان هو يراها بدون دنس، فهل يحق لابناء اورشليم ان يُظهروا ويُشهروا بخطايا وضعفات الاخوة؟

والم نقرأ ان المحبة تستر كثرة من الخطايا، كما ستر لنا المسيح؟!

دخل يسوع المسيح اورشليم قبل حوالي الفي سنة بالجسد، عندها ارتجت المدينة من دخول الملك العظيم الى مدينته.

صلاتي في هذه الايام، ان نستقبل دخول الملك العظيم الى مدينته، ليس فقط بسعف النخيل واللباس الخارجي، بالزينة والحلي!

بل ان يأتي الملك بالروح الى عروسته المحبوبة، الكنيسة، وان يرى في قلوبنا المحبة والوحدة، اكرام احدنا الآخر، وان نكون قد سمعنا صوته المبارك ودعوته لنا جميعًا، بان نتعلم منه، لانه وديعٌ ومتواضع القلب، وعندها فقط سوف نختبر بالفعل الراحة لقلوبنا، وأن يملأ الرجاء المبارك قلوبنا المتواضعة، انه عن قريب سوف يأتي الملك العظيم ويُدخلنا معه الى اورشليم السماوية، الى ابد الآبدين، آمين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا