قد أُكمِل‎

تميزت حياة الرب يسوع في أيام تجسده على الأرض بالمحبة والعطاء والغفران، حتى أنه صرخ فوق الصليب قائلاً: "قد أُكمل" قبل أن يُسلم الروح. لقد سبق الأعمال بالتعليم، وأكّد أنه لم يأتِ لينقض الناموس بل ليُكمله. ومن خلال قراءتنا للأناجيل، نُدرِك عمق تعاليمه التي فاقت كل تعاليم البشر، لأنها كلمة الله الحي، وليست مجرد كلمات بشر.
قبل 10 ساعات
قد أُكمِل‎

تميزت حياة الرب يسوع المسيح خلال أيام تجسده على الأرض بالمحبة والعطاء والغفران، حتى أنه صرخ فوق الصليب قائلاً: "قد أُكمل"، قبل أن يُسلم الروح.

كان يسوع يصنع الأعمال الصالحة قبل أن يعلّم التعاليم السماوية، وهو من أكَّد انه لم يأتِ لينقض الناموس بل ليُكمله.

ومن خلال قراءتنا للأناجيل نُدرِك عمق تعاليمه التي فاقت بقوتها كل تعاليم البشر عبر التاريخ والعصور، لأنها ليست من الإنسان، بل كلمة الله الحي القدوس.

نُدرِك بروحنا قوة اعلان يسوع فوق الصليب "قد أُكمِل"، من خلال تعاليم وإعلان الكتاب المقدس:

الناموس والانبياء:
اذا درسنا وتأملنا بالكتاب المقدس، ندرك ان يسوع اكمل الناموس، بمعنى ان كل النبوات عن ولادته، ذهابه الى مصر وعودته، حياته، صلبه وقيامته قد تحققت في حياته بحذافيرها.
لذلك اعلن يسوع في انجيل متى انه لن تسقط كلمة او نقطة واحدة من الناموس، حتى يكون الكُل.
وهذا ما اعلنه لتلميذا عمواس، ان موسى والانبياء قد تكلموا جميعهم عن يسوع المسيح ابن الله.
أختُتن يسوع كعادة الناموس ودخل الهيكل، كذلك اعتمد بالماء من يوحنا المعمدان مع كونه القدوس البار، الذي وحده لم يُخطئ ابدًا، ولم يوجد في فمه الغِش!

مشيئة الله الآب:
تجسد يسوع وعاش كانسان كامل، مع كونه الله الابن القدوس الازلي الابدي، لكنه اخلى نفسه آخذ صورة عبد، واطاع حتى الموت، موت الصليب.
تمم يسوع مشيئة الآب بالكامل، وكان بشركة مُقدسة معه خاضعًا له بالكامل، واكمل الاعمال التي رتب له الآب بان يعمل، مثل شفاء المرضى، اطعام الجياع وإقامة الموتى وغيرها من اعمال كثيرة.

الخلاص والحياة الأبدية:
نقرأ ان يسوع هو الطريق والحق والحياة، ولا احد يأتي الى الآب الى به، وانه ليس بأحد غيره الخلاص، كذلك لا خلاص وغفران للخطايا بدون سفك دم، دم ابن الله يسوع المسيح الذي أخذ جميع خطايا العالم في جسده على عود الصليب، وبموته وقيامته وهبنا الخلاص والحياة الأبدية، وهذا يكون فقط بالأيمان بيسوع المسيح ابن الله وليس بالأعمال الحسنة او الانتماء الديني والطائفي، ولا بالأصوام والصلوات والاحتفال بالأعياد!
فهو وحده يسوع المسيح القدوس البار، من قال للص على الصليب :
"اليوم سوف تكون معي في الفردوس"،
فلم يقولها من قبله ولن يقولها من بعده، لا قديس، لا رسول او نبي!

تقديسنا وتكريسنا لملكوت الله:
نحن البشر، وللأسف الشديد أحيانا في وسط شعب الرب، نُركِّز على أخطاء وضعفات الآخرين، وننسى ان نذكر الأمور الإيجابية في حياة الآخرين!
لكن الله القدوس، مع كونه الكامل وحده في معرفته، قدرته ومجده، لا يتعامل معنا هكذا، بل بدافع المحبة يشجعنا ويُرشدنا، واحيانًا يُوبخنا، لكن كل شيء لخيرنا، لتقديسنا وتكريسنا لملكوته السماوي.
ليس انه يتغاضى عن خطايانا، لكن ان اتينا اليه بتوبة حقيقية يومية، بكل طاعة وخضوع قلبي، فسوف يُتمم ويُكمل مشيئته وعمله ودعوته لحياتنا، لأننا اصبحنا أولاد الله بالأيمان بابن الله يسوع المسيح، كذلك نحن خدام للكلمة لأنه هو دعانا لخدمته وخدمة ملكوته الابدي...

فهل نقبل هذه الدعوة من ربنا المبارك يسوع المسيح؟

من اكمل الناموس والانبياء في حياته على الأرض، واتم مشيئة الآب بالكامل بخضوع وطاعة. من اكمل خلاصنا بسفك دمه الكريم على عود الصليب، موته وقيامته من الأموات، وجلوسه عن يمين الآب.

ومن وعد ان من ابتدأ عمل مبارك في حياتنا وعائلاتنا وكنائسنا، سوف يُتمم الى يوم يسوع المسيح.

فهل نُصدِّق؟ وهل نقبل؟

لانه هو وحده الأمين والصادق.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا