لا شك أن الوشم أصبح أكثر شهرة مما قبل. في الوقت الحالي واحد من خمسة أمريكان بالغين يحمل في جسده وشم واحد على الأقل، مما يشكل 21% من تعداد سكان الولايات المتحدّة، وهي النسبة التي ارتفعت من 14% و16% في عام 2003 و2008. ولكن دائما هناك سؤال يدور في عقل المسيحيين، هل الوشم يتوافق مع تعليم الكتاب المقدّس؟
لا يذكر الكتاب المقدس الوشم بشكل مباشر كما يتوافق مع فهمنا للوشم في الأزمنة الحديثة. لكن بعض المسيحيين يدينون الوشم لما ذكر في لاويين 19: 28، وذلك لأن كلمة "وشم" تظهر بالفعل في هذا العدد في بعض الترجمات.
ولكن بعض المسيحيين الآخرين يقولون إنّ هذا الجزء الكتابي لم يعد ينطبق على عصورنا الحديثة وذلك لأنه جزء من ناموس العهد القديم وليس للمسيحيين. ولكن الكتاب المقدس لا يتحدث بشكل واضح عن عملية حقن الحبر تحت الجلد أي "الوشم" لرسم صورة أو علامة دائمة.
لا يمكننا مطابقة ما ذكر في اللاويين على كلمة وشم لأن هذه الكلمة استحدثت في اللغة الإنجليزية في القرن الثامن عشر، ولهذا تستخدم ترجمة الكينج جيمس كلمة مختلفة "لا تضع عليك علامة" بدلاً من وشم.
ولكن الخلفية التاريخية وراء هذا الجزء الكتابي (لاويين 19: 28) هو أنّ الشعب الإسرائيلي في القديم كان في ما بين فترتين هما العبودية في مصر ودخوله إلى أرض كنعان. ففي الفترة الأولى، كان الوشم سائداً بين المصريين ولا سيّما النساء الحوامل إشارة إلى الخصوبة.
بينما في كنعان بدلاً من استخدام الحبر، كانوا يصنعون علامات جارحة بأدوات حادة مختلفة لكي لا تزول من الجسم، وذلك نوحاً على موتاهم وإكراما لآلهتهم. ومن ذلك نفهم تحذير الناموس للشعب من هذين الأمرين أي وضع الوشم وجرح الجسد بأدوات حادة (لاويين 19: 28).
ولكن كوننا مسيحيين يجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أموراً أخرى قبل أن نقرّر وضع الوشم على أجسادنا عالمين أن جسد أولاد الله ليس ملكاً لهم بل هو هيكلا لله أبيهم (1 كورنثس 6: 19-20) يجب على المؤمنين تفحّص الدوافع التي تقودهم وما إذا كانت تعطي المجد لله أم لا (1 كورنثس 10: 31). كما يجب على كل من يريد أن يتبع الله أن يفكّر جيّداً هل وضع وشم أو علامة على الجسد سيقود الآخرين إلى معرفة الله أم الهدف هو مجرّد إظهار المنطقة التي وضع عليها الوشم.
مع العلم أنّ وضع الوشم على الجسد قد يكون له تأثيراً سلبياً على الحياة المهنية، فالكثير من أصحاب الأعمال لا يفضّلون توظيف من لديهم وشم. لذلك علينا أن نراجع أنفسنا هل وضع وشم أو علامة على أجسادنا سيعكس للآخرين الرسالة الحقيقية التي نريد أن نظهرها للعالم فالوشم هو علامة دائمة على الأجساد يصعب إزالتها. هذا كلّه بالإضافة للتكلفة المادية الباهظة التي تنفق لرسم الوشم.
بالإضافة إلى ذلك، ثمة مخاطر طبية وتحذيرات من بعض الأعراض التي قد تحدث نتيجة الوشم (كالالتهابات الجلدية، والحساسية، والعدوى) مما قد يؤول إلى مضاعفات أكبر على المدى البعيد.
آخذين بعين الاعتبار جميع ما سبق، حريّ بالمؤمن أن يفكّر بتأنّي قبل أن يسلّم جسده لمثل هذه الأمور.
لقراءة المقال كاملا باللغة الانجليزية انقر-ي هنا.