لقد بدأت بكتابة هذه المقالة (*) منذ حوالي سنتين وتحديدًا 16 آب 2013 لكن ظروفًا طارئة حالت دون الاستمرار في كتابتها، حتّى نسيتها. واليوم عثرت على ملفّها خلال تصفّح أرشيف مقالاتي. لذا وجب التنويه مع الاعتذار.
ــ ــ ــ
سجود المجـوس من الأدلّة على ألوهيّة المسيح
نقرأ في الأصحاح الثاني من إنجيل متّى الآية الأولى: {ولمّا وُلِدَ يسوع في بيت لحم اليهودية، في أيام هيرودس الملك، إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم} والسادسة: {وأنتِ يا بَيتَ لَحْمَ بأرض يهوذا، لستِ صغيرة الشأن أبدًا بين حكّام يهوذا، لأنه مِنكِ يطلع الحاكم الذي يرعى شعبي إسرائيل} وفيهما إشارة واضحة إلى نبوءة ميخا النبي عن مكان ولادة يسوع بالضبط (ميخا 5: 2) وقد كان رؤساء كهنة اليهود وكتبتهم، الذين تحقّق منهم هيرودس مكان ولادة المسيح وزمان النجم الذي ظهر، يعرفون تمامًا هذه النبوءة. فأدرك هيرودس أنّ عليه أن يسجد للملك الجديد (متّى 2: 8) لكنّ في سجوده المزمع أن يفعله وفي سجود المجوس الذي حصل فعليًّا في (متّى 2: 11) دلالة واضحة على ألوهيّة المسيح، لأنّ السجود لله وحده. وقد حقَّق كل من سجود المجوس ليسوع الصَّبيّ وتاليًا تقديم الهدايا وخيبة هيرودس نبوءات في العهد القديم ولا سيَّما الوارد في المزمور 72 لسليمان. أمّا الإشارتان الأُخرَيان اللتان في متّى\ الأصحاح الثاني؛ فالأولى: {مِن مِصرَ دعوت ابني}+ متّى 15:2 وهذه إشارة إلى هوشع 11: 1 والثانية: {صُراخٌ سُمِع من الرامة: بكاء ونحيب شديد! راحيل تبكي على أولادها، وتأبى أن تتعزى، لأنهم قد رحلوا}+ متّى 15:2 وهذه إشارة إلى إرميا 31: 15
رسول يبشّر بمجيء الملك
نقرأ في بداية الأصحاح الثالث: {وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برّيّة اليهوديّة قائِلا: تُوبُوا، لأنه قد اقترب ملكوت السماوات. فإنَّ هذا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبيّ القائِل: صوتُ صارخ في البرّيّة: أَعِدُّوا طريق الرب. اصنعوا سبله مستقيمة} فمن يرجع إلى إِشَعياءَ 40: 3 يجد هذه النبوءة. وقد جرت العادة في الشرق أن يسبق الملكَ رسولٌ يهيئ له الطريق. فبصفة السيّد المسيح مَلِكًا سماويًّا وروحيًّا فقد أعَدّ لنفسه أزيد من رسول، سبق كل منهم فأنبأ عنه، مثالًا بإشعياء النبي، كما لاحظنا، وبإيليّا النبي أيضًا الوارد في التالي: {هأنذا أُرسل إليكم إيليّا النبي قبل مجيء يوم الرب، اليَوْمِ العَظِيم...}+ ملاخي\4
ــ ــ ــ
يسوع والتجربة
سأكتفي، في هذا القسم من المقالة، بقراءة ما ورد في الأصحاح الرابع من محاولة إبليس تجريب يسوع بعدما صام يسوع أربعين نهارًا وأربعين ليلة (متّى 4: 2) هنا المحاولة الأولى: {فتقدّم إليه المجرِّب وقال له: إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا. فأجاب وقال: مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله} وقد أشار يسوع بجوابه إلى العهد القديم وتحديدًا سِفر التثنية 8: 3
وفي المحاولة الثانية: {ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدّسة، وأوقفه على جناح الهيكل وقال له: إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك. قال له يسوع: مكتوب أيضًا لا تُجرِّب الرَّبَّ إلهَك} وقد أشار يسوع إلى العهد القديم أيضًا وتحديدًا سِفر التثنية 6: 16
وأمّا المحاولة الثالثة والأخيرة: {ثم أخذه إبليس إلى جبل عالٍ جدًا، وأراه جميع ممالك العالم ومجدها. وقال له: أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي. حينئذ قال له يسوع اذهب يا شيطان، لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد} وقد أشار يسوع إلى المكتوب في العهد القديم كذلك، في أزيد من آية، مثالًا سِفر التثنية 6: 13 وغيرها.
* إشارات العهد الجديد إلى العهد القديم – أوّلًـا
https://www.linga.org/varities-articles/NTQzNg
¤ ¤ ¤