وضعت على محرّك گوگل الشكر التالي "شكرًا لله على نعمة المسيحية" فلم أجد له أثرًا، لكني وجدت (شكرًا لله على عطاياه) و(صلاة شكر إلى ربنا يسوع المسيح) و(الشكر لله الآب) و(الشكر المسيحي) فقررت تصفّح الأخير لأنه بدا شاملًا. وللأمانة الأدبية؛ لأني مترفّع عن نسبة شيء ما لقلمي وهو مكتوب بقلم غيري، تصفّحته على موقع "كلمة الحياة" واقتطفت منه التالي؛ بقليل من التصرف مع إضافة عدد من المراجع الإنجيلية:
[تحت آية أفسُس 5: 20 {شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِلَّهِ والآب} نقرأ 1. قيمة الشكر: الشكر موجود في دائرة الطبيعة... إلخ. والشكر من مزايا النفوس الشريفة الراقية. فالأمم المتبدّية لم تعرف معنى الشكر، لأن كلمة "شكر" غير موجودة في معجم آدابها، حتى جاءت المسيحية وأدخلت هذه الكلمة على لغات تلك الأمم، بفضل ذبيحة المسيح الكفّارية التي أصبح البشر مدينين لها بحياتهم. هذا هو المعنى الأساسي الذي ترمز إليه فريضة العشاء الرّبّاني المعروفة بـ الإفخارستيا– أي خدمة "الشكر" والشكر طابع خاص امتازت به حياة المسيح وخدمته. فأمام قبر لعازر وقف المسيح شاكرًا (يوحنّا 11: 41) ولعازر لم يزل بعد ميتًا في قبره. وقُبَيل رفعه على الصليب؛ أخذ المسيح الكأس وشكر (متّى 26: 27 ومرقس 14: 23) فإذْ شكر فادينا على الموت أفلا نشكر نحن على الحياة؟ وإذْ شكر على كأس الآلام أفلا نشكُر على كأس الخلاص؟! 2. أوان الشكر: {يَنبَغي لَنا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ كُلَّ حِين...}+ 2 تسالونيكي 1: 3... 3. موضوع الشكر: على كل شيء... 4. وسيط الشكر: في إسم ربنا يسوع المسيح... 5. المآل النهائي للشكر: لله الذي أعلن لنا في المسيح إنه أبونا السماوي. فلولا المسيح لغابت عنّا هذه الحقيقة المجيدة...] انتهى الاقتباس.
فوَرَدَ شُكر الله، مِثالًا من العهد الجديد، ما تقدّم في رسالة أفسس 5: 20 وفي الرسالة الثانية إلى تسالونيكي 1: 3 ومن العهد القديم، في المزامير 56: 12 {اَللَّهُمَّ، عَلَيَّ نُذُورُكَ. أُوفِي ذبَائِحَ شُكْرٍ لَكَ} آمين.
أصل الشكر ومعناه واتجاهه
أقول للأمانة أيضًا؛ لا يوجد لديّ دليل قاطع على أنّ الكتاب المقدّس أوّل من دعا إلى الشكر بشكل عام، لأنّ تقديم واجب الشكر قد يكون سابقًا في ديانات قديمة، سواء الخرافية منها والوثنية. لكن ممّا لا شكّ فيه أنّ ريادة تقديم الشكر، لله تحديدًا، تعود إلى الكتاب المقدَّس؛ لأنّ الإله الحيّ لم يكن معروفًا قبل تدوين التوراة بقلم موسى النبي. فكلمة "شكر" وردت في الكتاب المقدَّس، بحسب ترجمة ڤان دايك، حوالي ستّين مرّة في العهد الجديد وفي غالبيتها شكر لله والنادر منها للإنسان. ووردت ثلاث عشرة مرة في العهد القديم والشكر في جميعها لله وليس لإنسان. لذا ظهر فعل الشكر لاحقًا بفضل انتشار الكتاب المقدَّس، ولا سيَّما الإنجيل، حتّى أصبح شائعًا بين الأمم وصارت له مكانة في جميع اللغات.
فمِثالًا؛ إذا سألت اليوم أيّ سرياني عن كيفية شُكر الله بلغته، يُجيب ببساطة وباللهجة الدارجة: كْشكْرخ آﻻهَنْ (أشكرك إلهنا) ويُجيب الكلداني: شْكِيرا شِمِّتْ آلَهَا (شكرًا لاٌسم الله، واختصارًا: شكرًا لله) علمًا أن "الله" بالسريانية: آلوهو. وبالكلدانية: آلاها، واختصارًا: آلَها. والسريان والكلدان والآشوريون والأرمن والأقباط والعرب والإغريق والرومان من الأقوام الحيّة الموجودة ما قبل المسيح، وأوائل من اعتنقوا المسيحية منذ بزوغ شمسها، لذا فهُمْ يعرفون الشكر وأهمّيته وجزاءه.
والجدير ذكره تاليًا أنّ الشكر في الكتاب المقدَّس موجَّه باتجاهين لا ثالث لهما؛ الأوّل وهو الغالب: تقديم الإنسان الشكر لخالقه (الله) وليس العكس! أي ليس من المعقول أن يقدِّم الله شكرًا للإنسان على فضيلة ما أيًّا كانت، أو على حسنة ما أيًّا كان صاحبها، لأنّ الله مصدر كلّ نعمة على الإنسان منذ ولادته وأنّ الفضل كلّه من الله وإليه يعود. في وقت لا يستطيع الإنسان إيفاء الله حقّه مهما قدّم لله من شكر وتضحيات. هذا ممّا استوحيت من الإنجيل القائل: {فأيُّ شُكرٍ نقدِرُ أنْ نؤدِّيَهُ إلى اللهِ من أجلِكُم على كُلِّ هذا الفرَحِ الّذي نشعُرُ بهِ أمامَ إلَهِنا بفضلِكُمْ؟}+ تسالونيكي الأولى 3: 9
فعلى ماذا يقدِّم اللهُ شكرًا للإنسان، أعَلى الطاعة وحسن العبادة والجهاد الروحي؟ قلت: قد يُجازي اللهُ الإنسانَ خيرًا على هذي وتلك وغفرانًا أيضًا، سواء في الدنيا وفي الآخرة، إلّا أنّ الظّنّ بأنّ الله يُجازي الإنسان بالشكر فهذا الشكر، في تصوّري، ليس من المنطق الإلهي بشيء، إنما من منطق الإنسان. والمجازاة خيرًا لا تعني الشكر في اللغة، كما سنرى بعد قليل. فمثالًا؛ قال السيد المسيح عن المرأة الخاطئة: {غُفِرَتْ لها خَطاياها الكَثيرةُ، لأنَّها أحبَّت كثيرًا. وأمَّا الّذي يُغفَرُ لَه القَليلُ، فهوَ يُحِبُّ قليلا}+ لوقا 7: 47 فالغفران من خصائص الله، وفائدته عظيمة. أمّا احتماليّة أن يقول الله للإنسان "شُكرًا" من باب رضا الله، افتراضًا، فالكلمات لم تعجز عن وصف رضا الله ووصف سروره أيضًا؛ فقد رضِيَ الله عن ذبيحة هابيل (تكوين 4: 4) ورضِي عن محرقات نوح (تكوين 8: 21) لما في هذي وتلك من رمز لذبيحة المسيح على الصليب في العهد الجديد، لكن الجدير ذكره هنا أنّ الله لم يشكر هابيل ولا نوح. والسيد المسيح أيضًا لم يشكر تلميذه بطرس على شهادته أمام التلاميذ: {أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الحَيّ} إنّما هنّأه بالقول: {طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ}+ متّى\16 وتاليًا أنّ مكافأة الله كانت أكبر من إسداء كلمة شكر فحَسْبُ. عِلمًا أنّ الله لم يشكر أحدًا من أتقيائه، ومنهم الأنبياء، في العهدَين. حتّى السيد المسيح لم يشكر أحدًا من أتباعه في العهد الجديد.
والثاني وهو نادر: تقديم الإنسان الشكر لأخيه الإنسان. فقد ورد تحديدًا في أعمال الرسل 24: 3 وفي رسالة بولس الرسول إلى رومية 16: 4 لعلّ سبب الندرة هو أنّ الإنسان، المُعطي أخاه الإنسان شيئًا ما، لم يملك شيئًا أساسًا، إنما الله هو صاحب الفضل على المُعطي، كما تقدَّم. فقد قال السيّد المسيح: {مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا}+ متّى 10: 8 وفي رسالة بولس الرسول بالمناسبة: {لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ}+ 2 كورنثوس 9: 7 قال الرسول: {يُحِبُّهُ اللهُ} ولم يقُل: يشكره.
وفي واقعنا؛ يشكر الإنسان أخاه الإنسان لسبب ما. كقول ربّ العمل للعامل عنده: (شكرًا، يعطيك العافية) وبالمناسبة؛ بئس ربّ العمل الذي يقول هذا للعامل وفي قلبه رغبة بحرمان العامل من أجرته، في دولة مستخفّة بالقانون وبحقوق الإنسان. وتكفي الحليمَ الإشارة.
الشكر في اليهوديّة
في البداية؛ لم تكن اليهودية ديانة تبشيرية! ولم تنتشر التوراة بين الأمم ولا أسفارُ الأنبياء والكتبة. لذا لم ينتشر فِعل شُكر الله من خلال اليهودية. وبالمناسبة؛ لم يتهوّد أحد من أمّة ما، بل لم يسمح اليهود باختلاط نسلهم مع الغرباء، لسبب واحد بحسب عِلمي المتواضع، هو أنّ المَسيّا (أي المسيح) مزمع أن يأتي من نسلهم، بحسب النبوءات. مثالًا: آية ميخا 5: 2 التي استشهد بها متّى 2: 6 {وأَنتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذا، لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ} ومكتوب في الإنجيل أيضًا {لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُود}+ يوحنّا 4: 22 وهو الخلاص الذي بالمسيح؛ فنقرأ في رسالة بولس الرسول: {... لأَجْلِ إِخوَتِي أَنسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ، الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ، ولَهُمُ التَّبنّي... ولَهُمُ الآبَاءُ، ومِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الجَسَد، الكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ}+ رومية 9: 3-5
أخيرًا؛ ورد شكر الله عند اليهود في أحد أمثال السيد المسيح، بقوله: {إِنْسَانانِ صَعِدَا إِلَى الهَيكَلِ لِيُصَلِّيَا، وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ والآخَرُ عَشَّار. أمَّا الْفَرِّيسِيُّ فوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هكَذا: اَللّهُمَّ أَنا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الخاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّناة، ولا مِثْلَ هذا العَشَّار...} والتكملة في إنجيل لوقا\18
شُكر الله في الشعر العربي
ورد شكر الله في الشعر العربي أيضًا، سواء في الفترة ما قبل الإسلام وما بعده. فمثالًا؛ قال أميّة بن أبي الصَّلْت، على وزن بحر الكامل:
الحمدُ لله الذي لم يتَّخِذْ - ولدًا وقدَّر خلقَهُ تقديرا
وعَنا له وجهي وخلْقي كلّه - في الخاشعين لوجهِهِ مشكورا
وتعليقي: لعلَّ البيت الأوّل يذكِّر القارئ-ة بقول مؤلِّف القرآن: (وقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي لمْ يتَّخِذْ وَلَدًا...)- سورة الإسراء:111 فمَن ذا الذي نقل من الآخر حَرفيًّا؟ هذا بحث آخر، لكنه محفوظ في أرشيف بحوثي غير المنشورة. أمّا "عَنا" في شطر البيت الثاني فعن معجم المعاني الجامع؛ عَنا للحقِّ: خضع له وذلّ.
وقال أبو مسلم البهلاني العُمَاني (1859- 1920) على وزن البسيط:
الشكر لله شكرًا ليس ينصرمُ - شكرًا يوافق ما يجري به القلمُ
وممّا قلت في إحدى قصائدي المنشورة على "لينغا" في نيسان 2011 على وزن الخفيف:
سارةُ القدس أصْبحَت في أمانِ – ألفَ شُكرٍ يسوعُ ربَّ الأماني
لأحبّاء سارةِ القدس شُكرًا – عنْ صَلاة وطِلْبةٍ وتَهَانِ
إنّ مَن يقصِدُ المسيحَ بسُؤْلٍ – يتلقّى مِن جودِهِ بثوانِ
ومرادُ المسيح أن يتحلّى – سائلوهُ بقوّة الإيمانِ
الشكر المنسوب إلى الله في القرآن
ما قبل البداية؛ ورد في القرآن أنّ العباد يشكرون الله وإنْ قلّ عددهم؛ مثالًا: (...اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)- سبأ:13 وفي تفسير الطبري، بتصرّف: [اعملوا بطاعة الله شكرًا له على ما أنعم عليكم من النعم التي خصّكم بها عن سائر خلقه... والشكر تقوى الله والعمل بطاعته... وقليلٌ من عبادي المخلصو توحيدي والمُفردو طاعتي وشكري على نعمتي عليهم] انتهى. ونقرأ كذلك: (ولا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)- الأعراف:17
ونُسِبَ إلى الله أنّه يزيد شاكريه مِن نِعمِه- ممّا في تفسير الطبري (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ)- إبراهيم:7 وهنا رجعت إلى الإنجيل فقرأت: {لأَنَّ افتِعَالَ هذِهِ الْخِدْمَةِ لَيْسَ يَسُدُّ إِعوَازَ الْقِدِّيسِينَ فقَطْ، بَلْ يَزِيدُ بِشُكْرٍ كَثِيرٍ ِلله}+ 2 كورنثوس 9: 12 وقد سبق لي التنويه بأنّ الجيّد في القرآن ليس جديدًا على الباحث في الكتاب المقدَّس، عِلمًا أنّ سورة إبراهيم مَكِّيَّة.
لكني توقّفت تاليًا عند الشكر المنسوب إلى الله على أنّه شاكر العباد وشَكُور. وفي لسان العرب: (رجُلٌ شَكورٌ: كثير الشُّكْر) فبدأت بالتالي، حسب تسلسل سور المصحف:
1 ومَنْ تطوّع خيرًا فإن الله شاكرٌ عليم- البقرة:158 وفي تفسير الطبري: [فإنّ الله شاكر له على تطوّعه له بما تطوّع به من ذلك ابتغاء وجهه فمُجازيه به] انتهى. وفي تفسير ابن كثير: [فإن الله شاكر أي: يُثيب على القليل بالكثير] انتهى. وفي لسان العرب- ثوب: [أَثِيبُوا أَخاكم أَي جازُوه على صَنِيعِه. يُقال: أَثابَه يُثِيبه إِثابةً، والاسم الثَّوابُ، ويكون في الخير والشرِّ، إِلا أَنه بالخير أَخَصُّ وأَكثر استِعمالا] انتهى
2 وكانَ الله شَاكِرًا عَلِيمًا- النساء:147 وفي تفسير الطبري: [وكان الله شاكرًا لكم ولعباده على طاعتهم إياه، بإجزاله لهم الثوابَ عليها، وإعظامه لهم العِوَض منها] انتهى. وفي تفسير القرطبي: [وكان الله شاكرًا أي يشكر عباده على طاعته. ومعنى "يشكرهم" يُثيبهم... وذلك شُكرٌ منه على عبادته] انتهى.
3 ومَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا- الإسراء:19 وفي تفسير الطبري: [سَعْيُهُمْ يعني عملهم بطاعة الله (مَشْكُورًا) وشُكر الله إياهم على سعيهم ذلك حسن جزائه لهم على أعمالهم الصالحة، وتجاوزه لهم عن سيّئها برحمته...] انتهى
4 إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُور- فاطر:30 وفي تفسير الطبري: [عن قتادة؛ إنه غفور لذنوبهم، شَكُور لحسناتهم] انتهى
الشكر المنسوب إلى الله في المعاجم العربيّة
أخيرًا؛ ليس غريبًا ما دَوَّن مؤلِّفو المعاجم العربيّة، من ذوي الخلفيّة الإسلاميّة، تأثّرًا بالقرآن وبتفسيراته. فنجد في "لسان العرب" مثالًا أنّ معنى الشكر من الله: (المجازاة والثناء الجميل) وهذا ما دوّن أيضًا صاحبُ "القاموس المحيط" وهذا في رأيي تلاعب بالألفاظ، كما تلاعب المفسِّرون المذكورون أعلى، إذ خلطوا بين الشكر وبين الجزاء أو الثواب، لأنّ مؤلِّف القرآن ذكر الجزاء في مناسبة أخرى: (نِعْمَةً مِّنْ عِندِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ)- القمر:35 وفي تفسير الطبري: [كذلك نُثيب مَن شَكَرَنا على نعمتنا عليه] فالجزاء، أو الثواب، لا يعني الشكر! إنما حصل نتيجة عن الشكر. فالشكر إذًا سَبَبٌ وأمّا الجزاءُ فنتيجة. وفي لسان العرب- جزي: [الجَزاءُ: المُكافأَة على الشيء، جَزَاه به وعليه جَزَاءً وجازاه مُجازاةً وجِزَاءً] وها أنّي أتيت بتفاسير، من الكتب الإسلامية المعتمدة لدى غالبيّة الإخوة المسلمين، كي لا يدّعي أحد إن كاتب هذه السطور تجنّى على القرآن بشيء، أو يزعم إنّ هذا الكاتب فسَّر القرآن على هواه، إلّا إذا كان المدّعي من المُفلِسين لغويًّا وفِقهِيًّا.