نقد أوّل: إذا كان المسيح هو الله، كما تدّعون، فكيف صلّى؟
يبدو أنّ من الصعب على غير المسيحيّين أن يفهموا أنّ للسيد المسيح طبيعتين، إلهية وإنسانيّة. فقد كشف القدّيس مرقس عن طبيعته الإلهية بالآية الأولى من بشارته: {بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ الله} ومعنى ابن الله: الله، الآتي من الله، من جوهر الله. فلا فرق جوهريًّا بين الله وبين ابن الله. فالنور ابن النور والروح ابن الروح. والدليل: سلطان المسيح الذاتي لعمل المعجزات وإعطاء المسيح تلاميذَه والرسل سلطانًا أيضًا لعمل المعجزات عبر التاريخ الإنساني كلّه. عِلمًا أنّ هذا السلطان لم يُمنَحْ لموسى النبيّ ولا غيره ممّن صنعوا المعجزات بأمر الله. فلم ينتظر السيد المسيح أمرًا من الله لصنع معجزة ما؛ مثالًا: معجزة قيام الكسيح (أو المفلوج أو المُقعَد) أمام الناس ومن بينهم مُعلِّمو الشريعة: {سأُريكُم أنَّ اَبنَ الإنسانِ لَهُ سُلطانٌ على الأرضِ ليغفِرَ الخطايا. وقالَ لِلكسيح: أقولُ لكَ: قُمْ واَحمِلْ فِراشَكَ واَذهَبْ إلى بَيتِك! فقامَ الرَّجُلُ في الحالِ بِمَشهَدٍ مِنَ الحاضِرين، وحَمَلَ فِراشَهُ وذهَبَ إلى بَيتِهِ وهوَ يَحمَدُ اللهَ. فاَستولَتِ الحَيْرَةُ علَيهِم كُلِّهِم، فمَجَّدوا اللهَ. وملأهُمُ الخوفُ، فقالوا: اليومَ رأينا عَجائِبَ!}+ لوقا\5 ومرقس\2
لكنّ المسيح الذي ظهر الله بشخصه (بالتجسّد أو التأنُّس) ذو طبيعة إنسانية أيضًا- ما عدا الخطيئة- لأنّ المسيح لو كان ذا طبيعة إلهية فقط لما استطاع أحد أن يراه لأنّ {الله لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ}+ يوحنّا 1: 18 فمَنْ ذا الذي استطاع أن يُخبِّر عن الله إلّا الذي جاء من الله؟ والدليل على إنسانيّة شخص المسيح هو ولادته بالجسد من القدّيسة مريم العذراء. وقد كشف القدّيس متّى عن طبيعته الإنسانية بالآية الأولى أيضًا: {هذا نسَبُ يسوعَ المسيحِ اَبنِ داودَ اَبنِ إبراهيم:...} فعاش السيد المسيح إنسانيّته، شأنه شأن أي إنسان يهودي، خاضعًا لوالديه ولأحكام الشريعة الموسويّة {كي لا يعثر أحد} فخُتِن في اليوم الثامن، حسب عادة اليهود المنصوص عليها في التوراة وأُعطِيَ إسمًا إذ {سُمِّيَ يَسُوعَ} ورواية الميلاد في بشارة متّى وفي بشارة لوقا.
وحين بدأ رسالته الإلهية اعتمد من يوحنّا المعمدان قائلًا: {هكذا يَلِيقُ بِنا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ}+ متّى 3: 15 وتاليًا؛ عاش السيد المسيح إنسانيّته كاملة، بما لاقَ بإنسان مرسَل من الله، بدون خطيّة، فقد قال لليهود: {مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّة؟}+ يوحنّا 8: 46 بل بالقداسة والحكمة والبِرّ والتعليم السليم والصلاح، فهو {الْمُذَّخَر فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْم}+ كولوسي 2: 3 فاستطاع بإنسانيّته الراقية مصالحةَ الناس مع الله ووعْدَهُم بالخلاص فالحياة الأبديّة.
وقد صام السيد المسيح أربعين يومًا وجاع أخيرًا (متّى 4: 2) وصلّى منفردًا وعلَّم تلاميذه الصلاة في موعظته على الجبل، هي في رأيي المتواضع أفضل أنواع الصلاة لله وأرقى، لكنّ مستويات علاقة الناس مع الله مختلفة عن مستوى علاقة المسيح مع الله، لذا فإنّ صلاة المسيح مختلفة قطعًا في ضوء هذا التحليل. فمعلوم أن المسيح المتّحد جوهريًّا مع الآب والروح القدس منذ الأزل وإلى الأبد (بداية إنجيل يوحنّا) قد صلّى بطبيعته الإنسانيّة {هوَ في صُورَةِ اللهِ، ما اعتبَرَ مُساواتَهُ للهِ غَنيمَةً لَه، بَلْ أخلى ذاتَهُ واتَّخَذَ صُورَةَ العَبدِ، صارَ شَبيهًا بالبَشَرِ، وظَهَرَ في صورةِ الإنسان. تَواضَعَ، أطاعَ حتّى الموتِ، الموتِ على الصَّليب}+ فيلبي 2: 6-8 لذا فهمتُ أنّ صلاة المسيح الانفرادية هي من معالم علاقته المتواصلة مع الآب والروح القدس. عِلمًا أنّ السيد المسيح شُوهِد وهو يقضي الليل كلَّه في الصلاة (لوقا 6: 12) لكن لا أحد سَمِعَ صلاة المسيح منفردًا لكي يدُوِّنها، بل ميَّزها السيد المسيح عن صلاة المؤمنين العاديّة، أو التقليدية، قائلًا: أمَّا أنتَ فإذا صَلَّيتَ... (متّى 6:6) ثمّ قال لتلاميذه: فصَلُّوا أَنْتُمْ هذه الصلاة (أو هكذا...)+ متّى 6: 9 آمِلًا في تركيز القارئ-ة على الضَّميرَين المنفصلين في قوله: {أمّا أنتَ...، فصَلُّوا أنتُمْ...} ومعلوم أنّه ميَّز صلاة المؤمن التقيّ والجادّ عن صلاة المُرائين الذين {يُحِبُّونَ الصَّلاةَ قائِمينَ في المَجامِعِ ومَفارِقِ الطُّرُقِ ليُشاهِدَهُمُ النَّاسُ}+ متّى 6: 5
والجدير ذكره أنّ السيد المسيح قد سمح للناس بأن تسمع شيئًا من صلاته؛ مثالًا: صلاة شُكْرِهِ اللهَ الآبَ خلال معجزة إقامة لِعَازَرَ مِن الموت (1) لكي يؤمن الحاضرون أنّه مُرسَل من الآب. عِلمًا أنّ يسوع بكى لموت لِعَازَر (يوحنّا 11: 35) والبكاء من ردود أفعال الطبيعة الإنسانية.
لكن توجد، في المقابل، نقطة مهمّة خاصّة بالمُعَلِّم، وهو من ألقاب يسوع المسيح بل هو المعلِّم الأوّل: كيف يقبل التلميذ دعوة معلِّمه إلى الصلاة والمعلِّمُ- القدوة- لا يصلّي؟ لذا فالأهمّ في رأيي نَقْدُ مَن عَلَّم غيرَهُ طُرُقًا في ظاهرها تقرُّبٌ إلى الله وفي باطنها افتراءٌ على قداسة الله ومخالفة جميع وصاياه، وذلك "المعلِّم" وسيرته الذاتية على طرفي نقيض. وفي ذاكرتي أبيات شِعريّة رائعة على وزن بحر الكامل، هي على الأرجح للمتوكّل الكناني- المتوفّى سنة 85 هـ- تستحقّ الذِّكر بهذه المناسبة:
يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَلِّمُ غَيرَهُ ـــ هَلّا لِنَفسِكَ كان ذا التَعليمُ
تَصِفُ الدَّواءَ لِذي السَّقامِ وذي الضَّنى ـــ كيما يَصحّ بِهِ وأَنتَ سَقيمُ
وتَراكَ تُصلِحُ بالرَّشَادِ عُقولَنا ـــ أَبَداً وأَنتَ مِن الرَّشادِ عَديمُ
فاٌبدأْ بنَفسِكَ فاٌنهَها عنْ غَيِّها ـــ فإِذا اٌنتهَتْ عَنهُ فأنتَ حَكيمُ
فهُناكَ يُقبَلُ ما تَقُولُ ويُهتدى ـــ بالقول منك ويَنفعُ التعليمُ
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وتأتيَ مِثلَهُ ـــ عارٌ عليكَ إِذا فعلتَ عَظيمُ
ـــ ـــ ـــ
نقد ثان: لماذا اختلف نصّ الصلاة الرَّبِّية ما بين متّى\6 ولوقا\11؟
في البداية؛ حاشا السيد المسيح من اختلاف تعليمه بين مكان وآخر أو بين مناسبة وأخرى. وتاليًا؛ من يقرأ كلمة "اختلف" قد يظن بوجود اختلاف كالذي بين النور وبين الظلمة. أمّا الحقيقة فهي أنّ تعليم المسيح أوَّلًا متّفق مع سيرته المقدَّسة وثانيًا أنّه متطابق في جميع مناسباته المدوَّنة في الإنجيل. فقد دوَّن كلّ مِن الرّسولَين البشيرَين متّى ولوقا مفردات الصلاة الرَّبِّية كما سمعها؛ فمتّى سمعها بنفسه لأنه كان من تلاميذ المسيح، أمّا لوقا فقد سمعها من شهود عيان فدوَّنها، عِلمًا أنه تَتَبَّعَ كُلَّ شَيْءٍ بتدقيق (لوقا 1: 3) وقد كتبت نصّ هذه الصلاة بتدوين متّى في ج10 أوّلًا حسب الترجمة المشتركة لأنّ مترجميها لم يُضيفوا الخاتمة الأخيرة المُضافة في ترجمة ڤان دايك، كما أنّ هذه الخاتمة غير مدوَّنة في نصّ لوقا. إذًا يوجد اختلافان بالحرف؛ الأوّل بين نصّ متّى وبين نصّ لوقا والثاني بين ترجمات النصّ الواحد نفسه.
وقد تلقّف الناقد الإسلامي هذا الاختلاف بشَطرَيه بلهفة، ظنًّا منه أنه دليل على "تحريف الإنجيل" فهو يظنّ أنّ الإنجيل منزَّل من لوح محفوظ، شأنه شأن القرآن. وظنّه هذا لم يأتِ من فراغ، بل أتى إيمانًا منه بـ "صحّة" الوارد في القرآن إذ قال مؤلِّفه: (نَزَّلَ عليك الكتابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِما بين يديه وأنزَلَ التوراةَ والإنجيل)- آل عمران:3 لكي يبرِّر تنزيل القرآن. فلم يبحث مؤلِّف القرآن في حقيقةَ تدوين كُلٍّ من التوراة وأسفار الأنبياء والإنجيل بأيدي كتبة بإرشاد الله، بل ظنّ أنها منزَّلة من الله على قلوب الأنبياء (أنظر-ي سورة الشعراء: 192-193) ولا يُعفى الناقد من مسؤوليّة البحث بنفسه عن حقيقة تدوين الكتاب المقدَّس من خلال قراءته الكتاب بنفسه مستعينًا بأيّ تفسير مسيحي، قبل قراءة أقاويل مؤلِّف ظهرت بعد انتشار الكتاب المقدَّس بقرون.
أمّا بعد فلا يوجد لدى المسيحي المتعلِّم أسهل من الرد على انتقاد الكتاب المقدَّس ولا سيَّما الانتقاد الصادر عن إسلاميّين، لأنّ الجهل سِمَة غالبيَّة انتقاداتهم. وسبب الجهل في شقَّين؛ الأوَّل: تصديقهم أقاويل القرآن وأساطيره، ظنًّا منهم بأنّ القرآن موحًى به من الله. والثاني: لأنّهم لم يقرأوا الكتاب المقدَّس، كتاب الله الوحيد، بأنفسهم، بل نقلوا عن مقالات جهلة سبقوهم بالجهل والتدليس والافتراء والتضليل ولا سيّما الهالك المدعو أحمد ديدات.
1. ردًّا على اختلاف نصّ لوقا عن نصّ متّى
لقد فاتت على النقّاد الإسلاميّين ثلاث حقائق؛ الأولى: أنّ السيد المسيح قد عَلَّم هذه الصلاة- الرَّبِّية- شخصيًّا. فإن اختلفت مفرداتها حرفيًّا بين نصَّين فإنّ المعنى بَقِيَ كما هو، لا اختلاف فيه بينهما.
والثانية: أنّ الحكيم لا يُعنى بحروف النّصّ! إنّما بروح النّصّ وبمعناه. فمثالًا؛ لو يُلقي اليوم أيّ أستاذ محاضرةً على تلاميذه عن محبّة الله- مثالًا- فهل سيحفظ التلاميذ المحاضرة حرفيًّا أم معنويًّا؟ وإذا طُلِبَ إليهم، بعد المحاضرة، تدوين ما فهموا فهل ستتفق جميع التدوينات حرفيًّا؟ هذا على افتراض أنّ جميع التلاميذ أذكياء وأنّ تدويناتهم اتّفقت معنويًّا. ولا يختلف اثنان على أنّ هذا الاتفاق- المعنوي- غاية من الصعب إدراكها، لكنّ كتبة الإنجيل أدركوها قطعًا بإرشاد الروح القدس.
والثالثة: لو افترضنا أنّ أحد النّسّاخ، من جنس ما من طائفة ما في زمن ما في مكان ما، فكَّر في "تحريف الإنجيل" لما وجد الناقد اختلافًا في رواية لوقا عمّا في رواية مرقس عمّا في رواية متّى للحادثة نفسها، بل لَمَا قَبِل أحد آباء الكنيسة بنسخته، عِلمًا أنّ كلّ نسخة قد خضعت للتدقيق من جهة مختصّة. لأنّ الكتاب المقدَّس ليس أيّ كتاب ليسهل التلاعب فيه! فاتّفاق المعنى لدى الثلاثة دليل قاطع على مصداقيّة حدوثها وعلى استحالة تحريف معنى الإنجيل! عِلمًا أنّ نُسّاخَ الكتاب المقدَّس ومترجميه ومفسِّريه وسائرَ خُدّامه رجالٌ مشهود لتُقاهم وموثوق بأخلاقهم وبزهدهم في الدنيا.
بَقِيَ على النّقّاد مراجعة نَصّ الصلاة الرَّبِّية بتدوين مَتّى بين الترجمات العربيّة المتوفّرة على الانترنت، وملاحظة اختلاف نَصّ لوقا عن نَصّ مَتّى بالحرف لا المعنى.
2. ردًّا على اختلاف ترجمة النصّ المقدَّس إلى لغة ما
يعرف المسيحي المتعلِّم أنّ ترجمة الكتاب المقدَّس على نوعين: حَرفيّ ومعنويّ (2) فلا أحد فَرَضَ على المترجم التزامًا بالحَرف دون المعنى في مكان ما من النّصّ المقدَّس ولا العكس. عِلمًا أنّ المترجم مِن أتقياء الله بدون شكّ، شأنه شأن سائر خدّام الرَّبّ، كما أشرت. فلم تبقَ إلّا مسألة القبول بالترجمة. هناك فريق قَبِل بترجمة الصلاة الرَّبِّية التي غلب عليها طابع حَرفي، سواء في نصّ متّى وفي نصّ لوقا، بينما قَبل فريق آخر بالترجمة الغالب عليها طابع معنوي. والترجمة الحرفيّة لا تعني الالتزام بالحرف كُلِّيًّا، إنّما من البلاهة فهم كل فقرة أو نصّ بطريقة حرفية، لكنها عُنِيَتْ بالحرف في مكان ما حيثما اقتضى المعنى، بحسب قناعة المترجم وحسب اجتهاده أيضًا، وما عُنِيَتْ به في مكان آخر. وبما أنّك ناقد إسلامي فسآتيك بقول قرآني لإيضاح فكرتي لعلَّك تفهم القصد: (ولله المشرق والمغرب فأينما تولُّوا فثَمَّ وجهُ الله...)- البقرة:115 فهل لله وجه شأنُه شأنُ مخلوق من مخلوقاته؟ كلّا قطعًا. وعليك بهذه الطريقة أيضًا أن تفهم معنى {ابن الله} فليس لله إبن بالمعنى الجسدي الهابط الذي صدعتَ به رأسي، لكنّ كلّ مَن آمن بالله هو من أبناء الله+ أنظر يوحنّا 1: 12
هذا بالإضافة إلى تطوّر اللغة عبر التاريخ، ما أدّى في المقابل إلى تطوّر الترجمة. وتطوّر اللغة مِن أهمّ عوامل اختلاف الترجمة، أيًّا كانت اللغة المترجم إليها، مراعاة للغة العصر. مثالًا؛ اختلاف اللغة العربية الحديثة عمّا كانت عليه قبل قرنين أو ثلاثة فأزيد، شأنها شأن الانگليزية الحديثة وسائر اللغات. لهذا ظهرت- مثالًا- ترجمات إنكليزية عِدّة بعد ترجمة الملك جيمس للكتاب المقدَّس التي تمّت سنة 1611 م لأنّ عددًا من مفردات الترجمة المذكورة قلّ استعماله أو تلاشى. وفي النهاية؛ ما جدوى قراءة كتاب بلغة غير مفهومة ولا سيَّما المقدَّس؟ بل يجب ألّا ينسى الباحث-ة الآية العظيمة القائلة: {فهوَ الّذي جَعَلنا قادِرينَ على خِدمَةِ العَهدِ الجديدِ، عَهدِ الرُّوح لا عَهدِ الحَرف، لأنَّ الحَرفَ يُميتُ والرُّوح يُحيي}+ 2كورنثوس 3: 6 لذا فإنّ أهمّ ما في ترجمات الكتاب المقدَّس هو أنّ المعنى بقِيَ نفسه في جميع الترجمات المعترف بها بين الطوائف المسيحية الكبرى أنّى اختلفت الترجمات.
وباختصار شديد؛ قد اختلف أسلوب مترجم عن آخر، لغويًّا وبلاغيًّا، مثلما اختلف أسلوب كاتب عن آخر. ولا شكّ لديّ في أنّ المترجم الجديد على اطّلاع مسبّق على الترجمات السابقة، وإلّا لما دعته الحاجة إلى ترجمة جديدة مناسبة للغة عصره، سواء أَلتزم الترجمة الحرفيّة في مكان ما من النَّصّ المقدَّس أم الترجمة المعنويّة.
أخيرًا؛ هل يستحقّ وجود اختلاف حرفي بسيط ما بين نصّين إطلاق شبهة التحريف على كتاب مقدَّس وهي فارغة من أيّة حجّة منطقيّة؟ ألمْ يخجل أولئك النّقّاد من سذاجة هذا التفكير؟ هل يعجز الله الحيّ القدير عن حفظ كلامه؟ حاشا الله.