لقد تركت موضوع تعليم الله الإنسانَ بالقلم (العلق:4) إلى مطالعة هذه السورة لأنّها مسمّاة بالقلم. فقمت بمراجعة تاريخ الكتابة فوجدت أن الإنسان هو الذي اخترعها؛ منها الكتابة المسمارية، المذكورة في التاريخ أوّلًا، اخترعها السّومريّون في العراق خلال فترة أوروك ما بين سنة 4000 ما قبل ميلاد السيد المسيح إلى 3100 ق. م. وقد (ظهرت على ألواح طينية، إذ نُقِشت على الطين وهو طريّ، بقلم سِنّه رفيع، ثم جُفِّف الطين في النار أو تحت الشمس)- بتصرف\ عن ويكيبيديا: تاريخ الكتابة.
هذا وما قال أحد إن الله علّم السومريّين بالقلم. فما كانت لهم علاقة مع الله! لكنّ الله وهب الإنسان نعمة العقل ليفكر ويعرف ويتعلّم ويتفاهم ويكتب ويقرأ ويرسم وينحت ويكتشف ويخترع ويزرع ويصنع فتفنن في ما وهبه الله وأبدع. والخلاصة: لا يوجد دليل مادّيّ، في أيّة بقعة من الأرض، على أن الله علّم الإنسان شيئًا ما بالقلم، إنّما علّم بالكلام: {اسمعوا ما تكلَّم به الرّبّ عليكم يا بيت إسرائيل. لا تتعلّموا طريقة الأمم، ولا تفزعوا من عجائب السماوات، الأمم وحدها ترتعب منها}+ إرميا 10: 1-2
وأيّد كلامه بآيات، أي معجزات وعجائب. والمراد بالأمم: الوثنية منها، ممّا يأتي بعد قليل.
ـــ ـــ
تفسير القرطبي (الذي علّم بالقلم)- العلق:4
ورد في تفسير القرطبي لسورة العلق:4 ثلاثُ مسائل- بتصرّف:
المسألة الأولى: الذي علّم بالقلم يعني الخطّ والكتابة... إلخ] انتهى.
نظام براي Braille system
وتعليقي أوّلًا: كما تقدَّم؛ أي أنّ الخطّ والكتابة من اختراع الإنسان.
وتاليًا؛ كيف كانت حال مكفوفي البصر، مثل بشّار بن برد والمَعَرِّي وهيلين كيلر وطه حسين، هل علّمهم الله بالقلم؟ والجواب: كلّا. فما كان القلم وسيلة وحيدة للتعلّم ولا التعليم! حتّى تمكّن- مثالًا- الفرنسي الضرير لويس براي (1) من اختراع نظام كتابة، أصبح عالميًّا في ما بعد، استخدمه مكفوفو البصر ومكفوفاته وكثير من الذين عانوا من ضعف حادّ في البصر. وكتابة بريل تُقرأ بتمرير الأصابع على حروف مكتوبة بنتوءات بارزة.
النبي، أوّل ما خلق الله، مخاطبة الله القلم
والمسألة الثانية: [ثبت عن النبي أنه قال: أوّل ما خلق الله: القلم، فقال الله للقلم: اكتب، فكتب ما يكون إلى يوم القيامة، فهو عنده في الذِّكر فوق عرشه... إلخ] انتهى.
وتعليقي: رأيت ثلاث إشكاليات في هذه المسألة؛ الأولى: النبي. والثانية: أوّل ما خلق الله. والثالثة: مخاطبة الله القلم. فلو كانت المسألة بعيدة عن الله لما همّتني بشيء. لكن نسبة القرآن إلى الله دفعتني إلى فحص كلّ كلمة في القرآن وفي تفسيره، مثل فحص الحقائب في المطارات الدولية؛ لا يمكن تمرير إبرة دون كشف عنها ولا قطعة حلوى دون كشف عمّا في داخلها.
الإشكالية الأولى: النبي
صحيح أنّ مؤلِّف القرآن نبيّ في نظر القرطبي لذا قال "ثبت عن النبي" لكنّ القرطبي لم يحسب حساب القارئ-ة الباحث-ة عن الحقّ. فكان عليه، في رأيي، أنْ يُثبت للقارئ نبوّة النبيّ الذي أشار إليه، بصفته مفسِّرًا، فيخبر عمّا تنبّأ به النبيّ وتحقّق، حتّى أعلنته الأمّة نبيًّا بإجماع علمائها. لذا قرّرت أن أكتب مقالة عن مشروع النبوّات، تحت عنوان: النبوّة والنبي، لتفنيد ما زعم القرطبي وسائر المفسِّرين، لأنّ مشروع النبوّات انتهى بعد مجيء المخلِّص- السيد المسيح- فكلّ مَن ادّعى نبوّة من بعد المسيح، أي من خارج الكتاب المقدَّس، ليس من الله. أمّا خاتم الأنبياء، أي آخر العنقود، فكان يوحنّا المعمدان (قرآنيًّا: يحيى) وهو من بني إسرائيل، ليس من الحكمة الزعم أنّ آخر العنقود من عائلة أخرى.
الإشكالية الثانية: أوّل ما خلق الله
تعليقي على قول القرطبي (ثبت عن النبي أنه قال: أوّل ما خلق الله: القلم) هو أنّ "النبيّ" لم يأتِ بحجّة دامغة بأنّ القلم أوّل المخلوقات. إنّما الجدير ذِكْره عن أوّل الخلق هو المدوَّن في الكتاب المقدّس وتحديدًا آياته الأُولى: {في البَدءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاواتِ والأرض}+ تكوين 1:1
فمقولة هذا "النبيّ" حجّة عليه، ليست عليّ ولا على قارئ-ة مثلي، لأنّ هذا النبي لم يأتِ ببرهان على قوله ولا دليل. وكلّ كلام مثل ما تقدَّم مرفوض في منطق ذوي الألباب وذواتها ولا يُعتَدّ به في زمن تقصّي الحقائق. بل ثبت لي أنّ القلم من اختراع الإنسان ومِن صُنعه، خلقه السومريّون وغيرهم، ما احتاج القلم إلى تدخّل الله لخلقه. والجدير ذكره أيضًا أنّ الله {أعطى موسى عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء لوحَي الشهادة: لوحَي حجر مكتوبين بإصبع الله}+ خروج 31: 18
ومعنى بإصبعه [بالروح القدس الذي أوحى بالكتاب المقدَّس كلِّه]- ممّا في تفسير كلّ من القس أنطونيوس فكري والقمّص تادرس يعقوب. لكنّ الكتاب المقدَّس، إذ ذكر أن الله كلّم موسى النبي مرّات عدّة، كما كلّم إبراهيم الخليل وغيره، لم يذكر أنّ الله عَلّمهم شيئًا بالقلم.
الإشكالية الثالثة: مخاطبة الله القلم
تعليقًا على قول مؤلِّف القرآن (فقال الله للقلم: اكتب، فكتب القلم ما يكون إلى يوم القيامة) هو التالي: هل نسِيَ الله ما في فكره فاحتاج إلى قلم لتدوين مذكّراته؟- حاشا الله! كيف أمر الله- العاقل- ما هو غير عاقل؟ صحيح أنّ الله قدير على كلّ شيء، لكنّ قدرته ليست على حساب عقلانيّة البشر ولا سيّما العقول الراقية. وتاليًا؛ ماذا كانت لغة الله وكيف فَهِم القلمُ أمْرَ الله؟ كيف تحرّك القلم ليكتب ما يكون إلى يوم القيامة بدون يد تمسكه وتوجِّهُه؟ بأيّة سرعة كتب هذا القلم وكم من الوقت استغرق ما كتب إلى يوم القيامة؟ يبدو أنه قلم الكتروني وكتب بسرعة البرق. قلت تاليًا: كيف يشعر الأخ المسلم والأخت المسلمة وهما يقرآن ما ثبت عن "النبي" أفليست هذه إساءة إلى عقلانيّة الله وإلى عقول الناس الواعية؟
وإليك بالمناسبة إشكالية قرآنيّة من النوع نفسه عن مؤلِّف القرآن: (الرَّحمَنُ. عَلَّمَ القُرآنَ. خَلَقَ الإنسَان)- الرحمن: 1-3 ما دلّ على أنّ الرحمن إذ خَلَقَ أوّلًا القلم، عَلَّم القرآن في ما بعد ثم خلق الإنسان. أي أنّ خلق كلّ من القلم والقرآن سبق خلق الإنسان بحسب القرآن. والسؤال المنطقي: مَن عَلَّم اللهُ تحديدًا قبل خلق الإنسان؟ فهذا كلام في نظر قارئ مثلي، أي من أهل الكتاب، ضدّ العقل! بل من المستحيل الوحي به من الله- حاشا الله ممّا نُسِبَ إليه- حتّى المسلمون من ذوي الألباب يرفضونه؛ مثالًا على يوتيوب: [المفكر احمد القبانجي- اكذوبة الاعجاز البلاغي في القرءان، الجزء الثاني] وفي قسم آخر من أقسام هذه المقالة تحليل خلفيّة مقولة الرحمن: 1-3 من حديث رائع للسيدة عائشة.
حديث رسول الإسلام ضدّ النِّسَاء
والمسألة الثالثة: [قال علماؤنا: كانت العرب أقلّ الخلق معرفة بالكتاب، وأقلّ العرب معرفة به "المصطفى" صُرِف عن علمه ليكون ذلك أثبت لمعجزته وأقوى في حجته. وروى حماد بن سلمة عن... عن عبد الله بن مسعود قال؛ قال رسول الله: (لا تُسكِنوا نساءكم الغرف، ولا تعلِّموهنّ الكتابة) قال علماؤنا: وإنما حذّرهم النبي ذلك لأن في إسكانهنّ الغرف تطلّعًا إلى الرجل وليس في ذلك تحصين لهنّ ولا تستّر. وذلك أنهنّ لا يملكن أنفسهنّ حتى يشرفن على الرجل فتحدث الفتنة والبلاء. فحذّرهم أن يجعلوا لهنّ غرفًا ذريعة إلى الفتنة. وهو كما قال (ليس للنساء خير لهنّ من ألّا يراهنّ الرجال، ولا يَرَين الرجال) وذلك أنها خُلِقت من الرجل، فنهْمتها في الرجل، والرجل خُلِقت فيه الشهوة، وجُعلت سكنًا له، فغير مأمون كل واحد منهما في صاحبه.
وكذلك تعليم الكتابة ربما كانت سببًا للفتنة، وذلك إذا علمت المرأة الكتابة كتبت إلى من تهوى. والكتابة عين من العيون، بها يبصر الشاهد الغائب، والخطّ هو آثار يده. وفي ذلك تعبير عن الضمير بما لا ينطلق به اللسان، فهو أبلغ من اللسان. فأحبّ رسوله أن ينقطع عنهنّ أسباب الفتنة تحصينًا لهنّ وطهارة لقلوبهنّ] انتهى.
وتعليقي على (صُرِف عن عِلمه ليكون ذلك أثبت لمعجزته وأقوى في حجته) في شقَّين؛
الأوّل أن مؤلِّف القرآن قد تعلّم القراءة والكتابة وإلّا لَمَا قيل له "اقرأ" ممّا في مقالتي السابقة (مطالعة سورة العلق) ولَمَا قال عن الله إنّه (علّم بالقلم. علّم الإنسان ما لم يعلم) فهذا التعليم عامّ لم يُستثنَ منه مؤلِّف القرآن. هذا بعد غضّ النظر عن تمرير "المصطفى" و"الرسول" في نصّ التفسير إذ تلزم كلًّا منهما حجّة دامغة للإقناع! ولا تغيب عن البال رسائل مؤلِّف القرآن المزعومة إلى عظماء القبط والروم والفرس، لكنّي لا أحتجّ بهذه الرسائل لأنّها [مشكوك في صحّة نسبتها إلى مؤلِّف القرآن، إذ تمّ تدوينها بخطّ شبيه بالخطّ الكوفي، أي أنها دُوِّنت في العصر الأمويّ- وقت ظهور الخطّ الكوفي- والهدف من كتابة الرسائل الثلاث إيجاد مبرّر للأمويّين كي يغزوا البلدان تحت راية الإسلام] شاهد-ي كشف النقاب عن هذه الرسائل وغيرها على يوتيوب- صندوق الإسلام- الحلقة 59
إنّما أحتجّ بما في وثيقة صلح الحُدَيبيّة: (فمحاها النبي وكتب "محمد بن عبد الله" فغضب الصحابة... إلخ) وهذا ما يدحض مقولة القرطبي "صُرِف عن علمه ليكون ذلك أثبت لمعجزته..." بعد إثبات عِلم مؤلِّف القرآن بالكتاب ولا سيّما بعد اختلاطه مع اليهود ومع النصارى لعلّ في مقدّمتهم القسّ النصراني ورقة بن نوفل- ابن عمّ السيّدة خديجة.
والثاني؛ كيف عمل مؤلِّف القرآن بالتجارة لدى السيدة المذكورة بدون تعلّمه القراءة والكتابة والحساب، ألم يتعلّم شيئًا خلال أربعين سنة، أي ما قبل البعثة المزعومة، وهو عبقري في نظر الأديب العقّاد؟ (2) لذا دعوت إلى فهم معنى "الأمّيّ" في مقولة القرآن (الذين يتّبعون الرسول النبيّ الأمّيّ...)- الأعراف:157 في أزيد من مقالة، بأنّ الأمّيّ منسوب إلى الأمّة، كقولك "مَكّيّ" للمنسوب إلى مكّة لا "مكّتيّ" لذا فلا علاقة للأمّيّ بمَن يجهل القراءة والكتابة والحساب، لكنّ الأمّة مفردة "الأمم" وهذا تعبير في الكتاب المقدَّس عن الأمم التي لا تعبد الله، ليس لها كتاب. وكان مؤلِّف القرآن فاهمًا هذا المعنى جيّدًا يوم قال ما نسب إلى الله: (وقُلْ للذين أوتوا الكتاب والأمّيّين أأسلمتمْ...)- آل عمران:20 فقصد بالأميّين الذين لم يكنْ عندهم كتاب، تمييزًا عمَّن أوتوا الكتاب- أهل الكتاب- ولم يقصد جهلهم القراءة والكتابة! بل لا يُعقَل أنّ أمّة بأكملها في القرن السابع الميلادي جهلتهما. لذا فإنّ مؤلِّف القرآن تعلّمَهما جيّدًا وبالمعنى الذي تقدّم قال: (هو الذي بَعَثَ في الأميّين رسولًا منهم...)- الجمعة:2 بشهادة تفسير القرطبي: [قال ابن عباس: الأمِّيُّون العرب كلّهم، مَن كتب منهم ومَن لم يكتب، لأنهم لم يكونوا أهل كتاب] وقول ابن عبّاس هنا بليغ وهو بيت القصيد.
أمّا تعليقي على مقولة رسول الإسلام (لا تُسكِنوا نساءكم الغرف ولا تعلِّموهنّ الكتابة) فقد رأيت فيها غيضًا من فيض اضطهاد المرأة في الإسلام ومنه- مثالًا لا حصرًا- ضرب المرأة (النّساء:34) لذا اعتبرت هذه المقولة غريبة بل كارثيّة فما صلحت في مكان ما ولا زمان. كذا رأيت في مقولته: (ليس للنساء خير لهنّ مِن ألّا يراهنّ الرجال، ولا يَرَين الرجال) بل رأى العالم الواعي كلّه خلافها؛ لأنّ الاندماج بين الجنسين ضروري لكي يعتاد كلّ منهما على الآخر. لهذا نجحت المرأة في العمل مع الرّجل جنبًا إلى جنب، بل تفوّقت عليه أحيانًا بأدبها وعِلمها وتواضعها وحِكمتها وعملها وفنونها وقدرتها على التحمل... وقلّما انفرد الرَّجل في إتقان عمل ما والمرأة لم تتقنه ما لم تبدع فيه. أمّا النظرة الدُّونيّة إلى المرأة فلم أجد لها مَحَلًّا في غير الكتب الإسلاميّة. تأمّل-ي لطفًا في قول السيد المسيح له المجد:
{إنّ كلّ مَن ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه}+ متّى 5: 28 عِلمًا أنّ في أصحاحات متّى 5 و6 و7 موعظة الجبل، تأمَّل-ي فيها لكي تعرف-ي الله على حقيقته.
ـــ ـــ
حِفظ كلام الله
أخيرًا؛ لا دور للقراءة والكتابة في كلام الله مع شعبه ولا مع أنبيائه وسائر رسله؛ إنّما تكلَّم الله بعبارات مسموعة من الشعب؛ عن العهد والوعد والأمر والنهي والطاعة والتوصية والتوجيه والجزاء والعقاب، مؤيّدة بآيات بعض الأحيان، كما تقدّم أعلى، بدون حاجة الله إلى قلم! فألزم شعبه بحفظها جيلًا فجيلا. وإليك أمثلة من العهد القديم:
{وقالَ اللهُ لإِبرَاهِيم: وأَمّا أنتَ فتَحفَظُ عَهدِي، أَنتَ ونَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ}+ تكوين 17: 9
مِنْ أَجْلِ أَنَّ إبرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَولِي وحَفِظَ مَا يُحْفَظُ لِي: أَوَامِرِي وفَرَائِضِي وشَرَائِعِي+ تكوين 26: 5
فاعلَمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ الله، الإِلهُ الأَمِين، الحافِظُ العَهدَ والإِحسانَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ ويَحفَظُونَ وَصَايَاهُ إلى أَلفِ جيل+ تثنية 7: 9
لكي يسلكوا في فرائضي ويحفظوا أحكامي ويعملوا بها، ويكونوا لي شعبًا، فأنا أكون لهُمْ إلهًا+ حزقيال 11: 20
أمّا العهد الجديد فإليك منه مثالين هما من أقوال السيد المسيح:
{فمَن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعَلَّم الناس هكذا، يُدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأمّا مَن عَمِل وعَلَّم، فهذا يُدعى عظيمًا في ملكوت السماوات}+ متّى 5: 19
{إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونني فاحفَظُوا وَصَايَاي}+ يوحنّا 14: 15
فالذي احتاج إلى القلم كتبةُ الكتاب المقدَّس مِن الذين رأوا وسمعوا وحفظوا فدوّنوا بأمانة ودقّة بإيحاء من الرّوح القدس. فالوحي عند أهل الكتاب- كتاب الله الوحيد- ليس بتنزيل.