نقرأ في الأصحاح السابع والعشرين من إنجيل ربّنا يسوع المسيح بتدوين متّى البشير 1 تشاور رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب لقتل يسوع 11 يسوع ملك اليهود 23 الشعب يحثّ الوالي الروماني على صلب يسوع 26 إطلاق سراح باراباس والأمر بجَلد يسوع 32 تسخير سمعان القيرواني لحَمل صليب يسوع 35 صلب يسوع 38 صلب لصَّين إلى جانبَي صليب يسوع 45 ظلمة الأرض ثلاث ساعات 46 يسوع يذكّر اليهود بمزمور لداود ابتداء بقوله: إلهي إلهي لماذا تركتني؟ 50 موت يسوع على الصليب 51-53 انشقاق حجاب الهيكل وتفتّح القبور وخروج قدِّيسين منها بعد قيامة المسيح ودخولهم المدينة المقدَّسة وظهورهم لكثيرين 54 اعتراف قائد روماني والحرّاس بأن يسوع حقًّا ابن الله 57 وضع جسد يسوع في قبر جديد 62 رؤساء الكهنة والفريسيّون يطلبون إلى بيلاطس حراسة القبر خشية سرقة جسد يسوع 66 ختم حجر القبر.
وقد زعم أحد النقّاد من المسلمين أن (سمعان القيرواني هو الذي حمل صليب يسوع وليس يسوع) فكتبت إليه أوّلًا أنّ الإنجيل 27 سِفرًا ليس سفر متّى وحده! وثانيا؛ صحيح أننا نقرأ في سِفر متّى {27 فأَخَذَ عَسكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إلى دار الوِلاية... 31 وألبَسُوهُ ثِيَابَه، ومَضَوا بِهِ لِلصَّلْب 32 وفِيمَا هُمْ خارِجُونَ وَجَدُوا إِنسَانًا قَيْرَوَانِيًّا اسمُهُ سِمْعَان، فسَخَّرُوهُ لِيَحمِلَ صَلِيبَه}+ لكنّ يسوع هو الذي حمل صليبه بنفسه من دار الولاية حتّى خروجهم من بوّابتها، إلى أن وجد العسكر سمعان القيرواني. فكان دور سمعان المشاركة وإن ذكره أيضًا مرقس 15: 21 أمّا لوقا 23: 26 فقد ذكر أنّ سمعان القيرواني حمل الصليب خلف يسوع، أي أن سمعان اشترك مع يسوع في حمل الصليب، فسمعان رمز رائع إلى الكنيسة؛ نقرأ في تفسير آية لوقا المذكورة:
[يشير سمعان القيرواني إلى كنيسة العهد الجديد التي صارت وارثة خلال طاعة الإيمان، وقد جاءت من الأمم لكي تشارك مسيحها صليبه وتنعم بهذا الشرف العظيم. يذكر الإنجيلي يوحنّا أن السيد المسيح حمل صليبه (يوحنّا 19: 17) إذ هو علامة ملكه، كقول الكتاب {وتكون الرئاسة على كتفيه}+ إشعياء 9: 6 وفي الطريق، إذْ أراد أن يجعل من كنيسته مَلِكة تشاركه أمجاده، سُمِح لسمعان ممثل الكنيسة أن يحمله.
يقول القديس أمبروسيوس: ((حان الوقت لكي يرفع المنتصر لواءه، فوضع الصليب على كتفه... حمل الرب لواءه ثم سلَّمَهُ للشهداء ليرفعوه هم أيضًا: "احمِلْ صليبك واتبعني"+ لوقا 9: 23))
ليتنا نخرج مع سمعان بالطاعة النابعة عن الإيمان، منطلقين من حقل هذا العالم، لنحمل صليب ربنا يسوع المسيح فنشاركه ميراثه وأمجاده! ]- بقلم القمّص تادرس يعقوب ملطي.
عِلمًا أنّ نصّ كلام المسيح في آية لوقا 9: 23 هو: {إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فليُنكر نفسه ويحمل صليبه كلّ يوم، ويتبعني}+ انظر-ي أيضا متّى 16: 24 ومرقس 8: 34
وأمّا يوحنّا الإنجيلي فلم يذكر مشاركة سمعان! لا شكّ لديّ في أنه قرأ ما دوَّن الإنجيليون قبله فلم يركّز على سمعان، إنّما أكّد أنّ يسوع حمل صليبه، كما تقدَّم: {فحِينئِذٍ أَسلَمَهُ إليهِمْ لِيُصْلَب. فأخذوا يَسُوعَ ومَضَوا به. فخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إلى المَوضِعِ الّذي يُقالُ لَهُ مَوضِعُ الْجُمجُمة ويُقالُ لَهُ بالعِبرانيَّة جُلْجُثَة}+ يوحنّا 19: 16-17
ـــ ـــ
الإشارة الأولى
توجد في هذا الأصحاح خمس إشارات إلى العهد القديم؛ إليك الأولى:
{9 حينئذ تمّ ما قيل بإرميا النبي القائل: وأخذوا الثلاثين من الفضة، ثمن المثمَّن الذي ثمَّنوه من بني إسرائيل 10 وأعطوها عن حقل الفخّاري، كما أمرني الرب}+ عن ترجمة فان دايك. والإشارة إلى نبوّة زكريّا 11: 12-13
وفي أحد التفاسير المسيحية (1):
[لا يخفى أن أصل هذه الشهادة متضمَّن في نبوّة زكريّا\ الأصحاح الـ11 ولكن سفر إرميا النبي كان في أول أسفار الأنبياء بحسب ترتيبها في كتاب التلمود فكان اليهود معتادين أن يشيروا إلى مجموع النبوّات بتدوين إسم السفر الأوّل منه. فلا يجوز أن ننسب للبشير مَتَّى خطأ كأنه لم يعرف انه اقتبس هذا الكلام مِن أقوال زكريا. وإذا راجعنا الأصحاح المُشار إليه في زكريا نرى أنه يتعلق بخدمة المسيح في إسرائيل بصفته راعيهم. ثم أعطاهم عند نهاية خدمته فرصة ليُظهروا تقديرهم لها. وكان اقتباس مَتَّى هذه النبوة بالمعنى لا باللفظ! إذ أن العمل في عبارة النبي منسوب فعله للنبي كرمز للرب راعي شعبه بينما فِعلُه في عبارة البشير منسوب للرؤساء. وهذا لأن الرب استعمل أولئك الرؤساء كأداة لتتميم العمل. فتمَّموا كلام الرب بدون أن يقصدوا ذلك. كان الله فوق الكل يحوِّل مَشوراتهم وأعمالهم إلى إتمام مقاصده على رغم خبثهم وغاياتهم الشخصية.
وقد قيل أيضًا عن يهوذا في هذه الحادثة {فإنّ هذا اقتنى حقلًا من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشقّ من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها وصار ذلك معلومًا عند جميع سكان أورشليم حتى دُعي ذلك الحقل في لغتهم "حَقَلْ دَمَا" أي حقل دم}+ أعمال الرسل 1: 18-19 فهنا شراء الحقل منسوب إلى يهوذا مع انه ما اشتراه بيده لأن الرؤساء اشتروه نيابة عنه؛ إذ حسبوا الفضة له ولم يقبلوها من يده لما ردّها إليهم وعند ذلك طرحها في الهيكل وانصرف. فالتزموا جانب أن يتشاوروا معًا في كيفية التصرف في مسالة كهذه. فصار شراء الحقل بناء على أن ثمنه دفعهُ يهوذا...]- بقلم بنيامين بنكرتن.
ـــ ـــ
الإشارة الثانية
{27 فأخذَ جُنودُ الحاكِمِ يَسوعَ إلى قَصرِ الحاكِمِ وجَمعوا الكَتيبةَ كُلَّها}+ عن الترجمة المشتركة. والإشارة إلى التالي: {الكلابُ يُحيطون بي. زُمرةٌ مِنَ الأشرار يُحاصِرونني. أوثَقُوا يَدَيّ ورِجلَيّ}+ المزامير 21: 17
وقد اعترض ناقد آخر على تشبيه بعض الناس بالكلاب، على أن وثيقة حقوق الإنسان ترفض هذا التشبيه. فالجواب أنّ التشبيه حاصل حسب السلوك وليس على أساس القيمة. فمعلوم أن قيمة الإنسان عند الله أرقى من قيمة الحيوان ولهذا سلّط الله الإنسان على الحيوان (التكوين 1: 26) ومعلوم أيضًا أن الكلاب نوعان سلوكيًّا؛ منها الأليفة الوفيّة ومنها الوحشية الشرسة. ولا يغيب عن البال أنّ كلا النوعين من خلق الله بالإضافة إلى الإنسان. ولا يغيب أن نظرة كثيرين إلى الأمور اليوم قد تطوّرت عمّا قبْل ثلاثة آلاف سنة. فاليوم بل منذ ذلك التاريخ؛ حين يكون سلوك الإنسان راقيًا فقد يشَبَّه بسلوك قدِّيس أو قِدّيسة. وحين ينحدر بسلوكه إلى هاوية الفساد فالكلب الأليف لو نطق لرفض تشبيه المنحدِر سلوكيًّا به. ومعلوم اليوم أنّ في ثقافات الشعوب اهتمامات خاصّة بالحيوان ولا سيّما الكلب والقطّة، ومنها ثقافة العرب؛ إذ قال الشاعر علي بن الجهم، حسب ويكيبيديا، مادحًا المتوكّل- أحد الخلفاء العبّاسيّين- على وزن بحر الخفيف:
أَنتَ كالكَلب في حِفاظِكَ لِلوُدّ وكالتَيسِ في قِراعِ الخُطوبِ
وفي رواية أخرى- حسب ذاكرتي المتواضعة:
أنتَ كالكلب في وفائِك بالعهد وكالتَّيس في قِراع الطبولِ
أمّا في أحد التفاسير المسيحية: [كِلاب= إشارة لمَنْ هُم أقلّ درجة من الكهنة والرؤساء، إشارة للشعب الذي صرخ {اصلبه! اصلبه!} وإشارة للأمم أي الرومان. فالكلاب دنسة بحسب الشريعة. وهم كانوا كالكلاب الشرسة الدنسة في قسوتهم على الرب يسوع وفي جلدهم وفي شتمهم]- ممّا في تفسير المزمور الـ22 بقلم القس أنطونيوس فكري.
ـــ ـــ
الإشارة الثالثة
{35 وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقتَرِعِينَ عَلَيها، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بالنَّبيّ: اقتَسَمُوا ثِيَابي بَينَهُمْ، وعَلَى لِبَاسِي أَلْقوا قُرعة}- حسب ترجمة فان دايك.
وفي الآية إشارة إلى: {يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَينَهُمْ، وعَلَى لِبَاسِي يَقترِعُون}+ المزامير 22: 18
وفي أحد التفاسير المسيحية: [يصف متّى عمليّة صلب المسيح بطريقة بسيطة غير عاطفيّة، فهو لا يطلق العنان للوصف الدّراميّ، ولا يلجأ إلى الكتابة الصحافيّة المثيرة، ولا يسهب في كتابة التفاصيل اليسيرة. لكنّه يذكر الواقعة ببساطة قائلا: صلبوه. ومع ذلك؛ فلن تسبر الأبديّة نفسها أغوار هذه الكلمة. وكما هو متنبأ عنه في المزمور 22: 18 فإنّ العسكر اقتسموا ثيابه... وألقوا قرعة على الرِّداء. كانت ممتلكاته الأرضيّة ثيابه فقط! ويقول دَنِّي (2) إنّ الحياة الكاملة الوحيدة التي شهدها هذا العالم هي حياة الذي لم يمتلك شيئًا ولم يترك شيئًا وراءه سوى ثيابه التي كان يَلبَس]- بقلم وليم ماكدونالد.
ـــ ـــ
الإشارة الرابعة
{46 ونحوَ السَّاعَةِ التّاسِعة صَرَخَ يَسُوعُ بصَوت عَظِيم قائلا: إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟ أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذا تَرَكْتَني؟} والإشارة إلى بداية المزمور الـ22 لداود، كما ورد أعلى. قال الخوري السرياني يوسف داود- أحد مترجمي الكتاب المقدَّس إلى العربية سنة 1875- في هامش متّى\ الأصحاح الـ27 [إنّ هذه الألفاظ {إِيلِي، لِمَا شَبَقتَنِي} سريانيّة كلدانيّة مأخوذة حرفًا بحرف من المزمور الحادي والعشرين (الثاني والعشرين في النسخة العبرانيّة) وهي محرَّرة هنا بحسب ما لفظها اليهود في ذلك الزّمان] وقد سبق لي التنويه بأنّ هذه الآية قد قالها السيد المسيح وهو على الصَّليب لتذكير اليهود بأنّ نبوّة هذا المزمور عنه قد تحقّقت "الآن" ولم تكن الآية شكوى إلى الآب على أنّه (ترك الابن وحده للعذاب بدون إنقاذ) فأدعو النقّاد إلى قراءة هذا المزمور مع التأمّل فيه ومع الاستعانة بأيّ تفسير مسيحي.
وفي أحد التفاسير المسيحية: [كلُّ مؤمن يمكن أن يجيب: "كان ذلك لئلّا أُنسى أبدا" فلقد أخذ السيد المسيح مكاننا واحتمل غضب الله الذي استحقّته نفوسنا جزاء خطايانا. كانت هذه هي الكأس التي انقبضت نفسه لسببها في جثسيماني؛ والآن قُرِّبتْ إلى فمه، فشَرِبَها: "كانت كأس مُرٍّ ومرارة: كأس اللعنة؛ فاحتملها كلها؛ وصرخته كانت صرخة ألم مرير، عندما حَمَلَ خطايانا" فبعض الذين سمعوا صرخة ألمه بالآرامية لم يعرفوا معنى كلماته {إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي} وظنوا أنه نادى النبي إيليا طالبًا منه العون. فهرع أحدهم مالِئًا اسفنجة بخَلّ فقرَّبها إلى شفتيه لكي يشرب. وهذه اقتبلها. فقال آخرون بلا اكتراث: {ﭐتْرُكْ. لِنَرَى هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا يُخَلِّصُه} ولكن لم يكن هناك مَن يمكن أن يخلِّصَه؛ فقد كان لا بد له من أن يحتمل آلام الموت لئلّا نموت!]- بقلم هنري أ. أيرونسايد.
وتعليقي: أنّ المقصود بالموت في قول المفسِّر "لئلّا نموت" هو الموت الأبدي.
ـــ ـــ
الإشارة الخامسة
{51 وإذا حجاب الهيكل قد انشقّ إلى اثنين، مِن فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت، والصخور تشقَّقت}+ والإشارة إلى سِفر أخبار الأيّام الثاني 3: 14
وفي أحد التفاسير المسيحية: [في الوقت الذي أسلم فيه الربّ روحه، انشقّ حجاب الهيكل الثقيل الذي كان يفصل بين الغرفتين الرئيسيتين فيه. شقّته يدُ الله غير المنظور من فوق إلى أسفل. فحتّى ذلك الوقت كان الحجابُ يَحُول دون دخول أيّ إنسان إلى قدس الأقداس "مكان سكنى الله" ما عدا رئيس الكهنة. فقد كان بإمكان إنسان واحد فقط أن يدخل مرّة واحدة في السّنة إلى ذلك المسكن الداخليّ. لكننا نفهم من الرسالة إلى العبرانيّين أنّ الحجاب يمثّل جسد يسوع. وأنّ شقُّ الحجاب هو صورة عن بذل جسد يسوع بالموت عنّا، فبموته صار لنا {ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقًا كرّسه لنا حديثًا حيّا، بالحجاب، أي جسده}+ عبرانيّين 10: 19-20 وهكذا يستطيع الآن أصغر مؤمن أن يدخل إلى محضر الله مصلّيًا ومُسبِّحًا في أيّ وقت. ولكن عسى ألّا ننسى أنّ هذا الامتياز قد كلّف تأمينه ثمنًا غاليًا جدًّا: دم يسوع المسيح. وقد سبّب موت ابن الله ثورة في الطبيعة وكأنّ الخليقة العديمة الحسّ شعرت مع خالقها. فقد حدثت زلزلة أدّت إلى تشقّق الصخور، وتفتّحت قبور كثيرة]- بقلم وليم ماكدونالد.
ـــ ـــ ـــ
أخيرًا؛ نقرأ في الأصحاح الثامن والعشرين من إنجيل ربّنا يسوع المسيح بتدوين متّى عن 1 قيامة المسيح من الموت 11 دفع رؤساء كهنة اليهود رشوة لحرّاس القبر للتدليس في قيامة المسيح 16 إرسال المسيح تلاميذه إلى العالم أجمع للتبشير.
وبالمناسبة [يختم القدّيس متّى إنجيله بالحديث عن قيامة السيِّد المسيح بكونها سرّ الملكوت: 1. القبر الفارغ 2. رشوة الجند 3. لقاء في الجليل]- بقلم القمّص تادرس يعقوب ملطي.
مَن يرغب في الاطّلاع على تفسير القمّص كاملًا فيمكن وضع أيّة آية من أيّ أصحاح على غوغل ليظهر له هذا التفسير وغيره على مواقع الكترونية مسيحية عدّة.
أمّا بعد فلم يذكر الخوري يوسف داود- رحمه الله- في هامش ترجمة الأصحاح الـ28 إشارة ما إلى العهد القديم، لكنّه ختم ترجمة إنجيل متّى بالتعليق على وصايا السيد المسيح الأخيرة: {دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ في السَّمَاء وعَلَى الأرض، فاذهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وعَمِّدُوهُمْ باسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوصَيتُكُمْ به. وَهَا أَنا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى اٌنقِضَاء الدَّهْر} بالتالي:
[مِن هذا يتّضح أنّ السلطان الذي كان للمسيح في السماء وعلى الأرض أعطاه للرسل لكي يتلمذوا الأمم كلَّها ويعلِّموهنّ حِفظَ الحقِّ كُلِّه. وأنّ هذا السلطان لم يكن مقيَّدًا للرسل فقط بل سلّمه المسيح لهم ولخلفائهم رُعاة الكنيسة من بعدهم لأنّه قال: {وهَا أنا مَعَكُمْ كُلَّ الأيّام إلى اٌنقِضاءِ الدّهر} أي أنّي أكون دائمًا محاميًا لرعاة الكنيسة ومعينهم وحافظهم... ولو كان كلام المسيح عن الرسل فقط لما قال لهم {أنا معكم إلى انقضاء الدهر} لأنّ الرسل ماتوا ولم يعيشوا إلى انقضاء الدهر]- بقلم الخوري يوسف داود.
عِلمًا أنّي اعتمدت إشارات هذا الخوري دليلًا لكتابة هذه السلسلة، من بدايتها إلى النهاية، كما نوهّت في هامش الحلقة الثامنة (3) منها.