هؤلاء من خلفيّة إسلاميّة
لقد كان مِن حقّ القرطبي اعتبار محمَّد نبيًّا، هو وسائر مفسِّري القرآن، هذا شأنهم لكنّه ليس شأني، بصفتي مِن أهل الكتاب! إذ ثبت لي أنّ القرآن من تأليف محمد، من أثمار مخزون ثقافي في عقله الباطن، كما ثبتت مسألة بشريّة القرآن لكثيرين؛ منهم الشاعر معروف الرصافي مؤلِّف "الشخصية المحمدية" والسيد أحمد القبانجي من العراق والمفكر المغدور مصطفى جحا من لبنان مؤلِّف "محنة العقل في الإسلام" والكاتب حامد عبد الصمد من مصر مؤلِّف "الفاشية الإسلامية" ومقدِّم حلقات "صندوق الإسلام" على يوتيوب والأخ رشيد من المغرب مقدِّم "سؤال جريء" على قناة الحياة الفضائيّة والأخ د. خالد الشّمّري من السعودية مقدِّم "المجلّة السّعوديّة" على القناة المذكورة. والقائمة طويلة، مقدّرة بالملايين من الجنسين، ممّن عبروا إلى نور السيد المسيح وعَبَرن وممّن ارتدّوا عن الإسلام ملحدين وارتددن ملحدات. يمكن البحث في موضوع "متنصرّين" بالنصب والرفع أو "مرتدّين" عبر محرّكات البحث كافة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي لتقصّي حقيقة الارتداد وأسبابه.
أسباب تدعو إلى الارتداد عن الإسلام
لقد حاولت إلقاء ضوء على الأسباب التي دفعت عددًا كبيرًا من المسلمين إلى الارتداد عن الإسلام، بدون استبعاد وجود أسباب أخرى لدى غيري، فلكلّ مرتدّ منهم أسبابه، لكنّي توصّلت إلى أسباب مِحوريّة، ربّما كان بعضها وراء تركهم الإسلام، هي التالي:
الأوّل: انجذاب ملايين المسلمين إلى رُقيّ شخصيّة السيد المسيح؛ لمحبّته الواسعة غير المشروطة، ولغفرانه ووداعته وتواضعه، بالإضافة إلى رصانة أقواله وقوّة معجزاته.
والثاني: لا يوجد برهان على أنّ مؤلِّف القرآن نبيّ؛ إذ لزمت النبيّ المرسل من الله نبوّات، وفق مفهوم النّبوّة المذكور في ج1 من المقالة، متى تحقّقت قرّرت الأمّة أنّه نبيّ، أو لزمته آيات (معجزات) متى رآها شهود عيان قرّروا أنه رسول من الله. ولي في سيرة السيد المسيح خير مثال؛ إذ صنع الآيات قدّام الناس في وضح النهار، لم يكذّبها أحد ولم ينكرها عليه، فكسب ثقة شهود عيان كثيرين. عِلمًا أنّ السيد المسيح لم يصنع الآيات لإثبات صدق رسالته أو نبوّته أو ألوهيّته، لكن صنعها من فيض محبّته ورأفته وتحنّنه. هذا في وقت لم يصنع يوحنّا المعمدان أيّة معجزة، لكن الشعب اعتبره مِثل نبيّ (متّى 21: 26) بينما اعتبره المسيح نبيًّا بل أعظم من نبيّ (متّى 11: 7) إذ كرز للشعب بالتوبة وعمَّدهم بالماء مُعلِنًا عن مجيء المَسِيّا- الأقوى منه الذي سيعمّد بروح القدس ونار (متّى\3 ومرقس\1 ولوقا\3) فامتاز المعمدان بإعلانه عن حضور المَسِيّا فعليًّا بين الشعب بعد انتظار دامَ زمانًا طويلا، ما لم يحظَ به نبيّ قبل المعمدان. وقد أدرك كثير من اليهود أنّ المعلِّم الصّالح؛ الذي رأوا معجزاته بعيونهم، وسمعوا منه ما كان يدور في أذهانهم، كما سمعت المرأة السامرية منه إذ أخبرها بكلّ ما فعلت مِن قبل (يوحنّا\4) نبيّ، بل المَسِيّا المنتظر- ابن الله- مُخَلِّصُ العَالَم، سواء من رصانة أقواله ومن عظمة أفعاله: {وكان رجل في أورشليم اسمه سِمعان، وهذا الرجل كان بَارًّا تَقِيًّا ينتظر تعزية إسرائيل، والروح القدس كان عليه. وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب. فأتى بالروح إلى الهيكل. وعندما دخل بالصبيّ يسوع أبواه، ليصنعا له حسب عادة الناموس، أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيهِ وَبَارَكَ اللهَ وقال: الآن تُطْلِقُ عَبدَكَ يَا سَيِّدُ حَسبَ قَولِكَ بسَلاَم، لأَنّ عَينَيَّ قد أَبصَرَتا خَلاصَك، الَّذِي أعدَدتَهُ قُدَّامَ وَجهِ جَمِيعِ الشُّعُوب، نُورَ إِعلاَن لِلأُمَم، ومَجْدًا لِشَعبكَ إسرَائِيل}+ لوقا 2: 25-32
أمّا اليهود الآخرون فلم يُنكروا على المسيح الآيات التي صنع أمامهم، لكن أنكروا أنه المَسِيّا لأسباب سياسية، إذ انتظروا مَلِكًا مثل داود، أو سليمان ابنه، لتخليصهم من حكم الرومان، الذين كانوا وثنيّين حينذاك، ولإعادة المجد- الأرضي- الضائع إلى اليهود. فكلّ مَن زعم أن فلانًا نبيّ بدون برهان على نبوّته قد أساء إلى الله! لأنّه نَسَبَ إلى الله ما ليس من الله.
والثالث أنّ شجرة الأنبياء معروفة، إن جاز التشبيه، لها جذر (إبراهيم أبو الأنبياء) ولها جذع أو ساق (يعقوب حفيد إبراهيم) ولها أغصان (أبناء يعقوب وهم الأسباط الإثنا عشر- حسب الأبجدية: أشِير، أفرايم، بنيامين، جاد، دان، رأوبين، زبولون، شمعون، مَنَسَّى، نفتالي، يَسَّاكَر، يَهُوذا) فمِن سِبط لاوي المعيَّن للخدمة الكهنوتية خرج يوحنّا المعمدان، ثمرة من نسل هارون، مهيّئًا طريق المسيح. ومعنى السِّبط عند اليهود: القبيلة.
ومن مريم العذراء، من نسل داود، من سبط يهوذا، جاء المسيح بالجسد ما عدا الخطيئة: (القدُّوس الذي يُولَدُ منكِ يُدعى ابنَ الله... مُبارَكٌ ثَمَرَةُ بَطْنِك)+ لوقا\1 فالمعمدان ثمرة الأنبياء الأخيرة ما قبل إعلانه عن المسيح، ليس من المنطق السليم أن تكون الثمرة الأخيرة (خاتم الأنبياء) بعد المسيح، لأنّ بالمسيح نهاية المطاف. ولا من المنطق السليم أن تنتمي الثمرة الأخيرة إلى غصن من جذع آخر (إسماعيل) على افتراض أنّ محمّدًا من نسل إسماعيل، ما لا دليل عليه في أنساب العرب، لكن هذا المسألة ليست ضمن قائمة اهتمام هذه المقالة. فجميع الأنبياء من جذع يعقوب (إسرائيل فيما بعد) كما أنّ مِن المستحيل كينونة خاتم أنبياء الله من غير بني إسرائيل. فالعبارة القائلة إنّ محمّدًا (رسول اللَّه وخاتَم النبيِّين)- الأحزاب:40 لا إثبات لها ولا برهان عليها، لأنّ النبوّات اقتصرت على اليهود وتعلّقت بالمسيح (انظر-ي ج1 من المقالة) فما أوحى الله إلى نبيّ من خارج الأمّة اليهوديّة ولا كلَّف رسولًا من أمّة أخرى بأيّة رسالة، سواء أكانت الأمّة عربيّة أم فارسيّة أم غيرها. فعلى أيّ أساس زعم مؤلِّف القرآن والمسلمون أنّ نبيًّا عربيًّا "خاتم الأنبياء" هل أرسل الله إلى العرب أنبياء ليكون محمّد خاتمهم؟
أمّا "الرسول" فلا رسول من بعد المسيح إلّا رُسُل المسيح وخدّام كلمة الله- المسيح- فمنهم تلاميذه الذين أرسلَ بنفسه: {ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب، فكونوا حكماء كالحَيّات وبُسَطاء كالحَمام}+ متّى 10: 16 ولوقا 9: 2 و10: 3 ومنهم الرسل السبعون (لوقا 10: 1) فليس مؤلِّف القرآن مِن رُسُل المسيح، بل عمل ضدّ المسيح عمدًا وضدّ رسالته الخلاصيّة عمدًا وضدّ تعاليمه عمدًا وضدّ أتباعه عمدا. وقد تمّ إثبات هذه المعطيات في سلسلة (وقفة بين الكتاب المقدَّس وبين غيره) (1) وهذه السلسلة مستمرّة إلى أجل غير مسمّى، وفي سلسلة (مصلوب ما صلبوه ولا شُبِّه لهم) (2) وفي غيرها. فالرسالة الإلهية واضحة المعالم؛ لا غبار عليها، لكن ادّعى حملها كثيرون، تنبّأ السيد المسيح عنهم قائلًا: {وَيَقُومُ أَنبياءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِين}+ متّى 24: 11 صَدَقَ السيد المسيح.
والرابع أنّ زمن النبوّات المقدَّسة قد انتهى بمجيء السيد المسيح، كما تقدَّم، فإذ تنبّأ نوستراداموس بشيء فتحقّق فما ادّعى يومًا أنّه مرسل من الله ولم يقل أحد إن نبوءته مقدَّسة. وبالمناسبة؛ بماذا تنبّأ "محمّد"؟ والجواب حسب علمي: لا شيء! فإن افترضت أنه تنبّأ بشيء وتحقّق فلا تكفي نبوءته حجّة لكي تُنسَب إلى الله بطريقة مباشرة، إنّما إلى سعة الخيال وعمق الرؤية. فالإنسان أيًّا كان قد يتنبّأ، وقد تُدرَج نبوءته في قائمة، كالمسمّاة غينيس للأرقام القياسية، لكنّها غير مقدَّسة، لأنها غير مدرجة في الكتاب المقدَّس. فكم تنبّأ كاتب هذه المقالة بنتائج مباريات رياضية وبإلغاء العملة العراقية الأصلية سنة 1992 وبغيرها وتحققت نبوءاته، لكنّه ما ادّعى يومًا أنها من الله بطريقة مباشرة. فالقول "إنّ فلانًا نبيّ ظهر بعد المسيح" يناقض ما في الكتاب المقدَّس ويُسيء إلى الله.
أمّا الآية- المعجزة- المعروفة عن نبيّ الله فإنّ محمّدًا لم يأتِ بأيّة معجزة، مبرِّرًا عجزه بالتالي وغيره:-
أوّلًا: (وما مَنَعَنا أَن نُرسِلَ بالآياتِ إلَّا أَن كَذَّبَ بها الأَوَّلُون...)- الإسراء:59
وفي تفسير الطبري باختصار: [عن الحسن قال: رحمة لكم أيتها الأمة، إنّا لو أرسلنا بالآيات فكذّبتم بها، أصابكم ما أصاب من قبلكم] انتهى.
وتعليقي أنّ الذي يحقّ له أن يقول هذا الكلام (وما منعنا أَن نُرسِلَ بالآيات... إلخ) أن يكون صانعًا آيتين بأقلّ تقدير، ثم يقول للناس "ألم تروا الآيات التي صَنَعْنا قدّامكم فإذ كذبتموها توقّفنا عن إرسالها إليكم لعلّكم تهتدون" لكن لا شيء من هذا القبيل. فلو صنع آية واحدة قدّام الناس، الذين كانوا صادقين في عزمهم على الإيمان به لو صنع أمامهم آية واحدة، بدون التفاف حول الموضوع وبدون وعيد وتهديد، لآمَنوا برسالته ولما استطاع أحد أن يكذّبها، لأنّ الآية الحقيقية هي التي تمّ صنعها بعون من الله أمام شهود عيان. لكنّ محمّدًا إذ تكلّم عن الآيات وهو عاجز من الإتيان بواحدة منها، أثبت لهم أنه حاول تبرير ما لم يستطع فعله.
أمّا أنّ الله أراد أن يرحمهم من العذاب المزعوم لو كذّبوا الآيات، على أنّ الله على عِلم بأنّهم سيكذِّبونها، فهذه بشكل عام ذريعة كل عاجز من تحقيق معجزة مرئيّة، بل أعطى محمد مبرِّرًا، سواء لنفسه أو لكلّ مَن يريد أن يدّعي النبوّة، كي يتهرّب من سؤال المعجزة. فكيف طلب إلى الناس أن يؤمنوا به وإلّا فإنهم من الكافرين والمنافقين والظالمين... إلخ؟
أمّا بعد؛ فمَنِ الأوّلون الذين كذّبوا بآيات الله، في أيّة فترة مِن التاريخ، مَن كان النبي الذي كذّبت الناسُ آياته؟ وتاليًا؛ مَن العاقل الذي يسمح لهذا الادّعاء بالمرور عبر حاجز سيطرة العقل بدون مساءلة؟ فالحقيقة المُرّة أنّ الله- إله الكتاب المقدَّس- لو كان إلى جانب محمد لأيّده بآيات، ولصَدَّقها الذين كذَّبوا دعوته ولا سيّما أقرب الناس إليه.
وأمّا آيات الله فماذا كان دليل محمد على تكذيبها، ما الآيات التي كُذِّبَت، كيف سُمِّيَت آية لو كانت مكذَّبة- افتراضًا؟
فأقول إنّما الكلام الخالي مِن دليل، أو برهان، مرفوض في زمن تقصّي الحقيقة. وإنّ المنطق يقول: لو كَذَّب الأوّلون بآيات الله لما دُوِّنت في الكتاب المقدَّس.
ثانيًا: (قُلْ سبحان ربّي هل كنت إلّا بشرًا رسولا)- الإسراء:93
وتعليقي متسائلا: أما كان الأنبياء والرسل من البشر حينما صنعوا المعجزات؟
والخامس أنّ مؤلِّف القرآن لم يأتِ بجديد مفيد، بالإضافة إلى أنّ توجّهاته خالفت توجّهات الكتاب المقدَّس (3) منها- مثالًا لا حصرًا- أنّ محمّدًا شرَّع نكاح مثنى وثلاث ورباع وعدد غير محدود ممّا ملكت أيمان جنوده من الإماء (أي الجواري) ممّا في سورة النساء:3 وفي هذا التشريع تشجيع على الزنا، إذ خالف شريعة الزوجة الواحدة المنصوص عليها في الكتاب المقدَّس. فالكتاب المقدَّس شَرَّع الزواج بأن يرتبط كلّ رجل بامرأة واحدة؛ قال السيد المسيح: {يَترُكُ الرَّجُلُ أباهُ وأُمَّهُ ويَلتَصِقُ بامرَأَتِه، ويَكُونُ الاثنان جَسَدًا وَاحِدا}+ متّى 19: 5 ومرقس 10: 7 ومن رسالة بولس الرسول إلى أفَسُس 5: 31 مؤكِّدًا على شريعة الزوجة الواحدة الواردة في أوّل أسفار الكتاب المقدَّس (التكوين 2: 24) بغضّ النظر عمَّن خالفوا هذه الشريعة ولا سيّما داود وابنه- سليمان.
والجدير ذكره بالمناسبة قبح كلمة النكاح لأنّ من معانيها الوطء، حتّى كلمة "الوطء" قبيحة إذا استعملت في العلاقة بين الرجل وامرأته، وقد يُلام الشخص المهذَّب على استعمالها في سياق العلاقة الزوجية، فكيف تليق بلسان شخص قيل عنه "نبي" والأهمّ: كيف تُنسَب هاتان الكلمتان (نكاح، وطء) إلى وحي الله؟ قارن-ي ما تقدّم بلياقة التعبير "عرف، أعرف، يعرف، تعرف" في الكتاب المقدَّس؛ سواء في العهد القديم:
{وعَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِين)+ التكوين 4: 1
{وَعَرَفَ قايينُ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوك}+ التكوين 4: 17
قال لوط: {هُوَذا لي ابنتانِ لَمْ تَعرِفا رَجُلا}+ التكوين 19: 8
أو في العهد الجديد: {ولَمْ يَعرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابنَهَا البِكر. ودَعَا اسْمَهُ يَسُوع}+ متّى 1: 25
{فقالَتْ مَرْيَمُ لِلمَلاَك: كَيْفَ يَكُونُ هذا وأنا لَستُ أعرِفُ رَجُلا؟}+ لوقا 1: 34
وفي مناسبة الحديث عن النبي؛ رأيت أنّ مِن الغرابة أن ينشغل رسول من الله عن تبليغ رسالة الله بنِكاح نساء مؤمنات؛ كقول محمد عن نفسه: (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أنْ (يستنكِحها) خَالِصَةً لَّكَ من دون المؤمنين...)- الأحزاب:50
والأغرب أن يُنسَبَ إلى الله انشغاله، عن هندسة الكون وسائر شؤون الخلق، بتزويج أحد عباده؛ كقول محمد بلسان منسوب إلى الله:
[فلمّا قضى زيد منها وطرًا (زوّجناكها)...]- الأحزاب:37
وقوله: (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أزوَاجًا خَيرًا مِنكُنَّ مُسلِمَات...)- التحريم:5
لذا فليس مستغربًا أن يدعو محمد جنوده إلى نِكاح ما طاب لهم من النساء سواء أكُنّ حرائر أم إماء، لكنّ هذا أيضًا ممّا في سطور الميثولوجيا الرومانية، فلا جديد في القرآن مفيد:
[كان الرومان الأوّلون وثنيّين كغيرهم من الشعوب القديمة؛ عبدوا قوى الطبيعة وتصوّروا أنّ لكلّ مظهر من مظاهرها إلهًا يدبّر أمورها، ثم تطوّروا بفعل احتكاكهم باليونان والفينيقيّين والأيونيّين. فاعتقدوا بوجود آلهة تشبه البشر بأشكالها وصفاتها وعواطفها. وأخذوا مفاهيم عن اليونانيّين حول الألوهية واستوردوا آلهتهم وسمّوها بأسماء رومانية. ولم تكن أشكال الآلهة الرومانية مختلفة عن الأشكال البشرية، كذلك طبائعهم، فآلهتهم تحبّ كما يحبّ البشر وتكره وتغضب وتنتقم. والآلهة خالدة؛ تتمتع بشباب دائم وجمالها لا يخفت وقدراتها لا تضمحلّ وعواطفها لا تنضب. وقد ركّز الرومان على قدرات الآلهة الجنسية وتعدّد الزوجات والأزواج، مع القيام بمغامرات عاطفية لا تعدّ ولا تحصى. لكنّ إلهة أثينا- إلهة الحكمة- في المقابل فضَّلت العفّة وحافظت على بكارتها إلى الأبد...]- بتصرّف\ عن ويكيبيديا: أساطير رومانية.
وفي هذه السطور ما يذكّر قرّاء القرآن بمُرغِّبات الجهاد القرآني، الدنيويّة منها والأخرويّة، وبمفردات الجَنَّة القرآنية. وأقول: لا عتب على مَن قال (إن جنسيّة الإسلام ذكوريّة) ولا عجب من دفاع الذكور عن الإسلام، إذ جلب لهم أسباب المتعة في الدنيا وفي الآخرة، آمِلًا أن يعلموا أنّ الله سيحاسب يوم القيامة كلّ مَن سَمِعَ بشريعة الزوجة الواحدة وتجاهلها.