سادسًا: استحالة ختم طريق الأنبياء وسائر المرسلين إلّا بالمسيح
ذكرت في الجزء السابق خَمسًا من الملاحظات المتعلِقة بمطالعتي القرآن؛ هي التالي: [1اختلاف روايات القرآن عن روايات الكتاب المقدَّس. 2وجود أغلاط لغوية وعلمية وتاريخية. 3وجود تناقضات موضوعيّة. 4اختلاف أهل التأويل. 5أدلّة قاطعة بأنّ القرآن من تأليف بشري] ثم وعدت في النهاية بذكر ملاحظة سادسة، هي استحالة ختم طريق الأنبياء وسائر المرسلين إلّا بالمسيح، أي بمجيء المسيح ثانية إلى الأرض، لأنّ هذا الطريق طريقه وإلّا لما سار عليه. فأرسل السيد رسله إلى العالم كلّه للتبشير إلى انقضاء الدهر، أي إلى يوم القيامة، ثمّ صعد إلى السماء، ثمّ أرسل الروح القدس إلى رسله وسائر خدّام الكلمة ليمكث معهم إلى الأبد (يوحنّا 14: 16) وسيأتي في اليوم الأخير لكي يدين العالم، لأنّ الله أعطى الدينونة كلّها للمسيح (يوحنّا 5: 22) فالنتيجة أنّ طريق المسيح لا يمكن أن يختمه غير صاحبه- المسيح! وهذا الطريق طويل ومفتوح أمام رسل المسيح الجدد- رسل الله- لتبشير العالم بخلاص المسيح إلى يوم القيامة.
هل سار مؤلِّف القرآن على طريق السيد المسيح؟
قال مؤلِّف القرآن عن نفسه (رسول اللَّه وخاتَم النَّبِيِّين)- الأحزاب:40 وقد بيّنت في ج1 من المقالة أنّ النّبوّات المقدَّسة اقتصرت على بني إسرائيل! فلا نبوّة مقدَّسة لغصن من غير شجرتهم. وبيّنت في ج2 أهمّ خصائص النبي (تحقيق نبوءاته وصنع الآيات- المعجزات- أمام الناس) ما ليس من خصائص مؤلِّف القرآن. فلم يُثبت المؤلِّف المذكور أنّه من المُرسَلين، حسب قوله بلسان منسوب إلى الله [يس:3 والبقرة:252] وإن لم يؤكِّد قرآنيًّا أنّه آخِر المُرسَلين أو خاتمهم. لكنّ الواقع عكس خلاف ما تقدَّم، إذْ ما سار مؤلِّف القرآن على طريق السيد المسيح، أي لم يفعل ما فعل رُسُل المسيح، إنّما عَمِلَ، في مناسبات قرآنية كثيرة، ضِدّ لاهوت المسيح وضِدّ أعمال المسيح. فلو سار في طريق المسيح لأصبح احتمال تأييد الله له بآيات قائما؛ إذ أيّد الله بالآيات رسله ولا سيّما بطرس وبولس (انظر-ي سِفر أعمال الرسل) بينما حاول مؤلِّف القرآن تبرير عجزه عن صنع الآيات في أزيد من مناسبة قرآنية. فالأقوال (إنّك من المرسلين، رسول اللَّه، خاتَم النَّبِيِّين) لا إثبات لواحد منها. وإذا افترضنا، بالمناسبة، أنّ إنسانًا، أيًّا كانت جنسيّته، يظهر لاحقًا ويقرّر السير في طريق المسيح، مُنكِرًا نفسه وحامِلًا صليبه، فسواء أأيّده الله بآيات أم لم يؤيّده، فإنّ سَيْرَهُ لن يجعل منه خاتم المُرسَلين، حتّى إذا أصبح آخر إنسان على قيد الحياة، لأنّ المسيح هو الذي سيأتي ليختم طريقه، كما تقدَّم وفيما يأتي أيضا.
عِلمًا أنّ من مميّزات المرسلين، ومنهم الأنبياء، أنّ الواحد منهم قد سار في طريق مَن سبقه خادمًا الرب؛ مثالًا: يشوع بن نون خادم موسى النبي وخليفته (الخروج 24: 13 ويشوع 1: 1-2) كلّمه الرَّبّ كلمة دعم وتشجيع (يشوع 1: 5) فسار في طريق الرب، لم يَحِد عنه. ومِن آخر كلام يشوع قبل مماته: {وأمّا أنا وبَيتي فنَعبُدُ الرَّبّ}+ يشوع 24: 15
أمّا في العهد الجديد فقد هيّأ يوحنّا المعمدان الطريق للمسيح المخلِّص: {يوحنا (المعمدان) شهد له ونادى قائلا: هذا (المسيح) هو الذي قلت عنه: إن الذي يأتي بعدي صار قدّامي، لأنه كان قبلي}+ يوحنّا 1: 15 فلمّا جاء المسيح قال: {لا تظنّوا أني جئت لأنقض الناموس (شريعة موسى) أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأُكَمِّل}+ متّى 5: 17
وهذا يعني أنّ المسيح أيّد ناموس موسى وكَمَّله بنعمته مُحقِّقًا النبوّات عنه، إذ {الكَلِمَةُ (كلمة الله= المسيح) صَارَ جَسَدًا وحَلَّ بَيننا، ورَأَيْنا مَجْدَهُ، مَجدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآب، مَملُوءًا نِعْمَةً وحَقّا... ومِنْ مِلْئِهِ نَحنُ جَمِيعًا أخَذنا، ونِعمَةً فَوقَ نِعمَة. لأنّ النّامُوسَ بِمُوسَى أُعطِيَ، أَمّا النِّعمَةُ والحَقُّ فبِيَسُوعَ المَسِيحِ صَارَا}+ يوحنّا 1: 14 و16-17 فخَتَمَ المسيحُ مطافَ الأنبياء فلا نبيّ لله من بعده: {أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأوَّل والآخِر}+ الرؤيا 22: 13
ولا رسول من بعد المسيح إلّا رسله الذين أرسل إلى العالم أجمع (متّى 28: 19 ومرقس 16: 15) للتبشير والكرازة، بدعم من الروح القدس. فطريق الرسل امتداد لطريق المسيح.
ولقد ذكرت، في أزيد من مقالة، أمثلة متنوّعة على مخالفة مؤلِّف القرآن جميع وصايا الله، بل طعن بعقائد أهل الكتاب مع سبق الإصرار. وهذا يعني أنّ القرآن بعيد عن طريق المسيح- طريق الله- فأساء إلى الله كلّ مَن نَسَبَ القرآن إلى الله. وهذه نتيجة منطقية لأنّ مؤلِّف القرآن اتّخذ طريقًا غيرَ الذي سَلكَ أنبياءُ الكتاب المقدَّس والأتقياء، فاستحال اعتبار مؤلِّف القرآن من أنبياء الله، أو من رسل المسيح فيما بعد. فمثالًا قوله (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم...)- المائدة:17 وقوله: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهُمْ... إلخ)- النساء:157
ليت مؤلِّف القرآن حصل أوَّلًا على اعتراف به، كرسول أو نبي، قبل تعرّضه لعقيدة أخرى، إذْ لم يعترف به أهل الكتاب ولا المُشرِكون ولا عدد من أقرب الناس إليه، منهم عمّاه أبو طالب وعبد العُزّى (أبو لهب) فالقرآن في نظري تغريدة غرّد صاحبها خارج السرب.
فإذ تعرَّض لغيره، عن عمد ومع سبق الإصرار، دفع الغير إلى استخدام حقّ الدّفاع عن النفس، أو عن المقدَّس أو عن كِليهما، بإحدى الطرق المشروعة قضائيّا، فقد قال السيد المسيح: {بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكمْ}+ متّى 7: 2 ومرقس 4: 24
وأقول؛ ليت مسألة التعرّض القرآني انتهت بمخالفة عقائد الآخرين بدون أن تتعدّى إلى مسألة التكفير! فمعلوم أنّ عاقبة التكفير في الإسلام: القتل. وهذا يشمل جميع الشعوب غير المسلمة. إنّما التكفير كارثة إنسانية شأنها في نظري شأن جريمة الحرب! وإليك ما اعتَبَر بعضُ المسلمين ضوء أخضر لارتكابها: (يا أيّها النّبيّ جاهد الكفّار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنّم وبئس المصير)- التوبة:73 (كما في التحريم:9) فاقتطفت التالي من تفسير القرطبي التوبة:73 [قال ابن عباس: (أمر بالجهاد مع الكفّار بالسيف، ومع المنافقين باللسان وشدّة الزجر والتغليظ) ورُوي عن ابن مسعود أنه قال: (جاهد المنافقين بيدك، فإن لم تستطع فبلسانك، فإن لم تستطع فاكفهِرّ في وجوههم) وقال الحسن: (جاهد المنافقين بإقامة الحدود عليهم وباللسان...) والغلظ: نقيض الرأفة، وهي شدة القلب على إحلال الأمر بصاحبه. وليس ذلك في اللسان...] انتهى. وتعليقي أنّ سورة التوبة لا ناسخ لها، لأنّها من أواخر ما "نُزِّل" كما المائدة. والسيف المذكور أحد الأربعة التي أشرت إليها في جزء المقالة السابق.
قارن-ي لطفًا ما بين الجهاد الإسلامي المذكور وبين معنى الجهاد في المسيحية: إنّه جهاد متواصل مع الله ضدّ الخطيئة؛ مِن أجل المحبة غير المشروطة ومن أجل الوصول الى سلام داخلي مع الله ومع الناس (1) لعلّ القارئ-ة يتّعظان من موعظة المسيح على الجبل (متّى\5 و6 و7) ولا سيّما {أحِبّوا أعداءكم، بارِكوا لاعِنيكم. أحسِنوا إلى مُبغِضِيكم، وصَلّوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويطردونكم...}+ متّى 5: 44
ضوء آخر على مشروع النبوّات والأنبياء
ألقيت بما تقدّم ضوءً على مشروع النبوّات والأنبياء، لكنّ محبّتي الإخوة المسلمين دفعتني إلى مزيد من الشرح والإيضاح، بالمنطق العقلاني وبلطف أيضا، كما جرت العادة؛
فأوّلًا لم تصادق الكنيسة على صحّة نسبة كتب إلى عدد من رسل المسيح، ومنهم تلاميذه، كُتِبت ما بين القرن الثاني الميلادي والقرن الخامس، وكُتِب غيرها ما بعد القرن الخامس أيضا، هي المسمّاة بالمنحولة (2) أو غير المقدَّسة، وهي على أنواع: أسطورية، أبيونية، غنوسية، فمِن المستحيل تاليًا أن تصادق على كتاب منسوب لشخص من غير رسل المسيح وعلى آخَر ظهر بعد القرن الأوَّل الميلادي. عِلمًا أنّ مصادقة الكنيسة بإرشاد من الروح القدس (إرشاد الله) من أهمّ مميّزات الكتاب المقدَّس. فكلّ سِفر (كتاب) لم تصادق الكنيسة على صحّته اعتبرته حلقة في سلسلة الكتب المنحولة. وعِلمًا انّ الكتاب المقدَّس قد خُتِمَ إلى الأبد في القرن الرابع الميلادي، بعد فحص قادة الكنيسة أسفارًا مشكوكًا فيها بتدقيق، عبر حوالي ثلاثة قرون. والقصد بالختم: استحالة إضافة سِفر جديد إلى أسفار الكتاب المقدَّس.
ثانيا: إذ زعم المسلمون أنّ القرآن "خاتم الكتب السماوية" فإنّ هذا الزعم لا أساس له من الصّحّة، في ضوء ما تقدَّم، ولا برهان عليه. إنّما كلّ مَن آمَن أنّ الكتابَ المقدَّس كتابُ الله، فعَلِم أنّ مِن خصائص الله الكمال المطلق، أدرَكَ ألّا نَقْصَ في كتاب الله ولا عيب ولا تحريف؛ فبالتوراة بدأ الله كلامه مع الإنسان وبالإنجيل ختمه. فالقول بوجود "كتب سماوية" قد أساء إلى كمال الله، لذا فإنّ اللائق بالله القول إنّ لله كتابًا واحدًا، هو الكتاب المُقدَّس.
ثالثًا أنّ قصص القرآن خالفت عددًا من قصص الكتاب المقدَّس، فلا مبرِّر لاعتبار القرآن من كتب أنبياء الكتاب المقدَّس أو رسله. إليك مثالَين على مخالفة العهد الجديد؛ الأوّل: اختلاف رواية ميلاد السيد المسيح التي في القرآن عمّا في الإنجيل. والثاني: اعتبار القرآن مريم العذراء من آل عمران، عِلمًا أنّ مريم العذراء من سبط يهوذا، أمّا "عمران" فمِن سبط لاوي، أي سبط الكهنة. وإليك مثالين أيضًا على مخالفة العهد القديم؛ الأوَّل: التباس ذبيحة إبراهيم وترجيح الفقه الإسلامي إسماعيل عوض إسحاق، ممّا في ج3 من المقالة. والثاني: تناقض القرآن في مصير فرعون؛ فهل نجا فرعون من الغرق (وفق يونس:92) أمْ غرق (وفق كلّ من القصص:40 والأعراف:136) عِلمًا أنّ الكتاب المقدَّس بيَّن بوضوح أنّ فرعون وجيشه غرقوا في البحر {لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ وَلاَ وَاحِد}+ انظر-ي التفصيل في سِفر الخروج\14
رابعًا: ليت الإخوة المسلمين تساءلوا في ضوء قراءة الكتاب المقدَّس: ما الجديد المفيد الذي أتى به مؤلِّف القرآن؟ وإذا افترضنا أنّ في كتاب ما جديدًا مفيدًا، ظهر بعد الكتاب المقدَّس، فما الأساس الذي تُبنى عليه نسبته إلى الله غير تصديق أهل الكتاب؟ وفي المقابل؛ توجد في ثقافات العالم كتب كثيرة جديرة بالاهتمام، لكنّ الواحد منها غير منسوب إلى وحي من الله، لا بتصديق من أحبار اليهود ولا بتصديق من آباء الكنيسة.
السيد المسيح: إحذروا من الأنبياء الكذبة
يتعلَّق هذا العنوان ببيت القصيد المذكور في بداية ج1 من المقالة لأنّ الكتاب المقدَّس تنبّأ بعهديه عن ظهور أنبياء كذبة. فمِن البديهيّات أنّ أهل الكتاب رصدوا كلّ مَن ادّعى بنبوّة وحاجُّوه (ألزَموه الحُجَّة أو ناظَروه) ويُعَدّ الكَذَبة اليوم بالعشرات ممّن ادّعوا بالنبوّة وادّعَين بها في أنحاء العالم. فقد حذّر السيد المسيح الناس من الأنبياء الكذبة بقوله: {إِحذَروا من الأَنبياءِ الكَذَبة، الّذينَ يَأْتونَكم بثِيابِ الحُمْلان، وهُم، في الباطِن، ذِئابٌ خاطِفة}+ متّى 7: 15 (الترجمة البولسية) واصفًا إبليس بأنه كذّاب وأبو الكذّاب إذ {كانَ قَتّالًا لِلنّاس مِنَ البَدء، ولَمْ يَثْبُتْ في الحَقّ لأنّهُ لَيسَ فِيهِ حَق. مَتَى تَكَلَّمَ بالكَذِب فإنّمَا يَتكَلّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذّابٌ وأبُو الكَذّاب}+ يوحنّا 8: 44 ومعلوم أن مصير الكذبة النار: {وأمّا الخائفون وغير المؤمنين والرَّجِسون والقاتلون والزُّناة والسَّحَرة وعَبَدَة الأوثان وجميعُ الكَذَبَة، فنَصيبُهُمْ في البحيرة المُتّقِدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني}+ الرؤيا 21: 8
حزقيال (13: 9-1) يُحذِّر من الأنبياء الكذبة
وقد ذكرتُ علامة الرب (التثنية 18: 21-22) التي أعطى بني إسرائيل لتمييز النبي الصادق من غيره، في ج1 من هذه المقالة، وفي أزيد من مقالة. وإليك أيضًا:
{وتكون يدي على الأنبياء الذين يرون الباطل، والذين يعرِفون بالكذب. في مجلس شعبي لا يكونون، وفي كتاب بيت إسرائيل لا يُكتَبُون، وإلى أرض إسرائيل لا يدخلون، فتعلمون أنّي أنا السيد الرب}+ حزقيال 13: 9
وقد ورد التالي في بداية تفسير حزقيال\ الأصحاح الـ13 بقلم القمّص تادرس يعقوب، يمكنك الاطّلاع عليه عبر غوغل:
[عرف اليهود نوعين من الأنبياء الكذبة، نوعًا يمثل العبادة الوثنية المقاومة لله علنًا كأنبياء البَعل الذين قتلهم إيليا النبي (الملوك الأوّل 18: 40) والنوع الآخر يتنبأون من وحي قلوبهم ومشاعرهم الذاتية ورغباتهم الخاصة تحت اسم الله. غالبًا ما كانوا ينطقون بما يُفرح قلب الملك أو المسئولين وذلك من عنديّاتهم كنوع من التملّق (الملوك الأوّل\22) هذا النوع أخطر من الأول لأنهم مخادعون يتكلمون كمن يحملون الوحي الإلهي بينما هم يحملون وحي ذواتهم الشريرة. هؤلاء إرميا النبي يقاومهم، وأيضًا حزقيال النبيّ] انتهى.
فشأن الأنبياء الكذبة معروف لدى اليهود من قديم الزمان، لأنّ النبيّ أوّلًا معروفٌ نَسَبُه وتاليًا مدقَّق في صحّة نبوّته خير تدقيق، كقولك (أهل مكّة أدرى بشعابها) فاليهود شعب عرف أنبياء الله بامتياز. فلمّا جاء السيد المسيح اختصر هذه المعرفة بقول رائع كسائر أقواله وأفعاله: {مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعرِفُونَهُمْ… هكذا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيّدَةٍ تَصنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَة، وأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فتَصنَعُ أثمَارًا رَدِيَّة}+ متّى\7