تبحث هذه المقالة في احتماليّة إرسال الله رسولًا إلى العرب أو إقامة نبيّ بين العرب.
فإنْ سألتني: لماذا سمَّيتَهم "أنبياء العرب" وكلّ منهم كَذّاب؟ فالجواب: كذّاب في رأيك، لكنّه صادق في رأي غيرك الذي اعتبره نبيًّا فاتّبعه، خذ مثالا مسلمة بن حبيب- رحمان اليمامة- الذي اتبعه قوم كثير! سبق رسول الإسلام إلى ادّعاء النبوّة وفاق عدد أتباعه عدد المسلمين. انظر-ي أخبار مسلمة بن حبيب عبر رابط المقالة التالية: مسيحي يُطالع القرآن- الفاتحة ج4 الرحمان والرحيم
وإن سألت: هل كلّ نبوّة موحى بها من الله؟ فالجواب: إمّا من الله أو من خيال المتنبّئ؛ فالأولى هي التي خَصّ بها الله بني إسرائيل، حسب الكتاب المقدَّس، لأنّ الله هو مصدرها وأنها تحققت، لهذا السبب اعتُبِرَ أصحابُها أنبياء واعتُبِرَت مقدَّسة، فتمّ تدوين المتحقق منها في الكتاب المقدَّس وتدوين التي ستتحقق في الأيام الأخيرة ما قبل المجيء الثاني للسيد المسيح له المجد.
تاليًا؛ صحيح أنّ النبوءات من حقّ كلّ متنبّئ-ة؛ منها التي تحققت، ويُحتمَل أن تكون منها التي في طريقها إلى التحقّق، إلّا أنّ المقدَّسة منها هي هذي- المدوَّنة في الكتاب المقدَّس- أمّا الأخرى فليست مقدَّسة، لأنّها ببساطة غير مدوَّنة في الكتاب المقدَّس، لذا فهي ليست من وحي الله! لكنْ مِن مصدر آخر، كخيال المتنبّئ الصادر عن العقل الباطني، ولا أصحابها مِن الأنبياء الذين عيّنهم الله.
وقد كتبت فيما مضى ألّا نبيّ مِن الله مِن بعد المسيح! ولا رسول منه إلى الناس مِن غير رُسُل المسيح! لأنّ الهدف من إرسال الله أنبياءه هو تهيئة الطريق لمجيء مخلّص العالم: هو يسوع المسيح- الله الظاهر في الجسد. فلمّا جاء المخلِّص انتهى مشروع إرسال الأنبياء. والتفصيل في مقالتي: النّبوّة والنّبيّ
مُدَّعو النبوة
يوجد تصنيف في القسم العربي من ويكيپيديا تحت هذا العنوان، وفيه أسماء الذين ادّعوا نبوّة ما، مِن الجنسين؛ منهم يسوع ومسيلمة الكذاب وغلام أحمد القادياني ومارغريت كوملا ويهوذا بن شالوم. فحاولتُ التقاط الصورة التالية لمقطع صفحة التصنيف المتضمّن اسم يسوع.
فلمّا فتحت صفحة {يسوع} وجدت أنّ المقصود به السيد المسيح له المجد!
لذا أدعو محرّر التصنيف إلى تقصّي حقيقة يسوع من مصدرها الأصلي- الإنجيل- لتعديل منشورِه، بوضع "يسوع" في تصنيف خاصّ بشخصيّات الكتاب المقدَّس، ممّا استوجب تحرير هذه المقالة.
عِلمًا أنّ موسى ويوحنا المعمدان وعيسى بن مريم ومحمد والأسود العنسي والقادياني مصنَّفون ضمن قائمة ثانية تحت عنوان "أنبياء ورسل" فاللافت أيضًا أنّ الثانية تضمنت عددًا من الأسماء المدرجة ضمن الأولى، منها العنسي والقادياني، وعددًا من أسماء غير المعترف بهم أنبياء في الكتاب المقدَّس؛ منهم: لوط وإسماعيل وهارون. ما دلّ على تخبّط محرّري القسم العربي في عملهم وعلى افتقار هذا القسم إلى الدّقّة، على افتراض أنّ محرّر القائمة الثانية هو غير محرّر الأولى. فإليه بعض شخصيات الكتاب المقدَّس من غير الأنبياء، ممّا في مقالتي: هؤلاء ما سمّاهم الكتاب المقدَّس أنبياء
https://www.linga.org/varities-articles/NDY3MA
ادّعاء النبوّة قبل الإسلام وبعده
لا يسع المجال هنا لتناول سيرة كلّ مدّعي-ة نبوّة على حِدة، ولا سيّما أنّها مدوّنة على ويكيپيديا ما أمكن، وما يكفي مدخلًا لبحث أوسع. فاكتفيت بذكر الأسماء العربية، لأنّي أكتب الآن بالعربيّة وأنّ كلامي موجَّه إلى النّاطقين بها: ابن أبي الطواجين، الأسود العنسي، حاميم الغماري، رشاد خليفة، سجاح بنت الحارث، صالح بن طريف، طليحة بن خويلد الأسدي، قائد جند السماء، لقيط بن مالك الأزدي، محمد بن جعفر الصادق، محمد جونبوري، مسيلمة الكذاب.
ومن بين هؤلاء أشخاص ادّعوا نبوّات قبل الإسلام، مثالًا: مسلمة بن حبيب الحنفي، المسمّى بمُسَيلمة الكذّاب خلال مشروع حروب الردة الذي بدأه أبو بكر- الخليفة الإسلامي الأول- فلم تُطلَق عليه صفة الكذّاب في حياة رسول الإسلام لأنّه [أشركه معه في النبوّة]- حسب كتاب د. جواد علي، المُفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، فأنزل بلسان ربّه: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن…)- الإسراء:110 أي رحمن اليمامة- والتفصيل في مقالة "الرحمان والرحيم" المذكور رابطها أوّلا.
ومِن بينهم مسلمون، وقد يستغرب القارئ-ة مِن كونهم مسلمين! إذْ ضربوا قول القرآن (رسول الله وخاتَم النَّبيِّين)- الأحزاب:40 عرض الحائط، كما يبدو، لكنّهم من الأمثلة على ادّعاء نبوّات بعد الإسلام.
ـــ ـــ
خلفيّة ادّعاء النبوّة في شبه جزيرة العرب قبل الإسلام
لقد تنبّه مُدَّعو النبوّة قبل ظهور الإسلام، وتحديدًا ما بعد انتشار اليهودية والمسيحية، إلى مجيء نبي جديد إلى اليهود، إذ انتظروا المَسِيّا- السيد المسيح الذي أتى ولم يؤمن به بعض اليهود- وإلى مجيء المسيح من جديد، حسب الإنجيل، وهو المجيء الثاني عند المسيحيّين.
فمِن المدوّن في التوراة، وهي بقلم موسى النبي، حسب الترجمة المشتركة: {يُقيم لكم الرب إلهكم نبيًّا من بينكم، من إخوتكم بني قومكم مِثلي، فاسمعوا له… سأقيم لهم نبيًّا من بين إخوتهم مِثلَكَ وألقي كلامي في فمه، فينقل إليهم جميعَ ما أكلِّمُهُ به}+ التثنية 18: 15 و18
و{مِثلي} و{مِثلك} أي: مِثل النبي موسى. والمزيد في مقطع فيديو على يوتيوب، للأخ رشيد، حوالي 18 دقيقة، تحت عنوان: هل محمد هو النبي الذي مِثل موسى؟
https://www.youtube.com/watch?v=xo4jGZa_Ic0
وإليك المثال التالي من تفسير إشارة آية يوحنّا 6: 31 إلى العهد القديم، من الأدلّة على أنّ المقصود بمثل موسى هو السيد المسيح؛ إذْ [طلب اليهود من السيد المسيح آية (أي معجزة) لكي يؤمنوا به، فهل حسبوا إشباع الجمهور البالغ عدد الرجال بينهم حوالي 5000 نسمة بخمس خبزات شعير وسَمَكتين آية تافهة؟ طلبوا منه معجزة تضاهي التي حدثت في أيام موسى النبي؛ حيث أَكَل آباؤهم المَنّ في البرية، أكَلُوا خبزًا نازلًا من السماء. لقد رأوا معجزة إشباع الجموع بخمس خبزات وسمكتين ولم يؤمنوا. لم يكن ممكنًا أن يروا أعظم من هذا لكنّ أذهانهم لم تكن قادرة على إدراك الحقّ. فلكي يُدركوا الحق؛ كشف لهم المسيح عن أعماق عمل الله مع آبائهم حين عالَهُم في البرية أربعين عامًا بالمَنّ النازل من السماء: لم يكن المَنّ هو الخبز الحقيقي إنما هو رمز للمسيح، والذي من أجله أُعطِي لآبائهم المَنّ رمزًا إليه]- بقلم القمّص تادرس يعقوب ملطي.
وفي تفسير آخر: [لقد رأوا معجزة المسيح بإشباع الجموع (بخمس خبزات وسمكتين) وسمعوا عن سَيره على الماء حتّى أرادوا أن ينصِّبوه مَلِكا! ومع هذِي وتلك؛ طلبوا آيات أخرى، غالبًا لسبب تشكيك الفرّيسيّين (كهنة اليهود) فيه. وسؤالهم عن المَنّ راجع إلى أنّ اليهود اعتقدوا أنّ المَسِيّا (المسيح المتنبّأ عنه في كتبهم) سيُنزِل لهم مَنًّا من السماء ليشبعهم، كما عمل موسى، وسيكون إنزال المَنّ علامة المَسِيّا (إذ اعتبر اليهود نزول المَنّ في زمن موسى أعظم المعجزات) لم يفهموا أن المسيح سيكون لهم خبزًا سماويّا!] بقلم القسّ أنطونيوس فكري.
ومن المدوَّن في إنجيل يوحنّا: {وسأطلب من الآب أنْ يُعطيَكم مُعَزِّيًا آخر يبقى معكم إلى الأبد، هو روح الحقّ الذي لا يقدر العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه. أمّا أنتم فتعرفونهُ، لأنّه يقيم معكم ويكون فيكم… ولكنّ المُعَزّي، وهو الروح القدس الذي يُرسِله الآب باٌسمي، سيعلِّمُكم كلّ شيء ويجعلكم تتذكرون كلّ ما قلته لكم}+ يوحنّا 14: 16-17 و26
تاليًا: {ومتى جاء المعزّي الذي أُرسِلُه إليكم من الآب، روح الحقّ المنبثق من الآب، فهو يشهد لي. وأنتُمْ أيضًا ستشهَدون، لأنكم من البدء معي}+ يوحنّا 15: 26 -27
وأيضا: {صَدِّقوني، مِنَ الخَيرِ لكُم أنْ أذهَبَ، فإنْ كُنتُ لا أذهَبُ لا يَجيئُكُمُ المُعزِّي. أمَّا إذا ذهَبتُ فأُرسِلُهُ إلَيكُم. ومتى جاءَ وَبَّخَ العالَمَ على الخَطيئةِ والبِرّ والدَّينونة:... فمَتى جاءَ رُوحُ الحقِّ أَرشَدَكُم إلى الحَقِّ كُلِّه، لأنَّهُ لا يتكلَّمُ بشيءٍ مِنْ عِندِهِ، بل يتكَلَّمُ بِما يَسمَعُ ويُخْبِرُكُم بِما سيَحدُثُ. سيُمَجِّدُني لأنَّهُ يأخُذُ كلامي ويَقولُهُ لكُم. وكُلُّ ما لِلآبِ هُوَ لي، لذلِكَ قُلتُ لكُم: يأخُذُ كلامي ويَقولُهُ لكُم}+ يوحنّا 16: 7-15
فأغلب الظّن أنّ بين الذين ادّعو نبوة أشخاصًا حاولوا استغلال مقتطفات من الآيات المذكورة في التوراة والإنجيل لمصالحهم الخاصّة؛ إذ التقى في شبه جزيرة العرب أقوام من خلفيّات إيمانيّة مختلفة؛ يهودية وصابئيّة وزرادَشتية وهندوسية ووثنية ومسيحية ونصرانية، وانتشرت أساطير وشائعات وهرطقات، وكان ادّعاء النُّبوّة على قدم وساق، إلّا أنّ واحدًا من المُدَّعين- المَدعوّ محمّدًا فيما بعد- هو الوحيد الذي ثبت عليه دليل استغلال آيات التوراة والإنجيل المذكورة أعلى، من لسانه، ولا سيّما قوله: [الذين يَتَّبِعُون الرّسول النّبيّ الأمّيّ الّذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل]- الأعراف:157 عِلمًا أنّ الأمّيّ: نسبة إلى الأمّة التي ما عندها كتاب من الله- كتاب أهل الكتاب المقدَّس- وجمع الأمّة: الأمم، والمقصود بالأمم في الكتاب المقدَّس: الأمم الوثنية.
وفي تفسير البغوي: [وقيل هو منسوب إلى أمّته، أصله أمّتِيّ فسقطت التاء في النسبة، كما سقطت في المَكّيّ والمدنيّ، وقيل: هو منسوب إلى أمّ القرى وهي مكّة] انتهى.
والمهمّ فيما تقدّم هو أنّ "محمَّدًا" استغلّ الوارد في التوراة (التثنية 18: 15 و18) لمصلحته بعدما نسب نفسه إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل، والتفصيل في حوالي 23 دقيقة في "صندوق الإسلام"- حامد عبد الصمد- الحلقة العاشرة: علاقة الطعن في نسب محمد بقصّة بناء الكعبة
https://www.youtube.com/watch?v=m4Thh09Q57M
ويوجد دليل آخر؛ هو تقويل "عيسى" القرآن ما لا وجود له بين أقوال المسيح: [وإذْ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إنّي رسول الله إليكم مصدِّقًا لِمَا بين يَدَيَّ مِن التوراة ومبشِّرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد]- الصّفّ:6 وبهذا؛ استغلّ مؤلِّف القرآن آيات إنجيل يوحنّا عن روح القدس المعزّي روح الحقّ! والتفصيل في مقطع فيديو قصير، للأخ رشيد، تحت عنوان- هل تنبأ الإنجيل عن مجيء أحمد؟
https://www.youtube.com/watch?v=xJy8SuBBNaQ
تاليًا؛ حاول المسلمون لصق شبهات التحريف والخلاعة بالكتاب المقدَّس؛ لأنّ مزاعم مؤلِّف القرآن عن تنبؤ كلّ من التوراة والإنجيل به عارية عن الصحّة ولا أساس لها، بل مستحيلة في ضوء الكتاب المقدَّس. لكنّ الغريب هو لهاث المسلمين وراء آياته على أمل العثور على خيط ما لمصلحة المؤلف المذكور! سواء من التوراة أو الإنجيل أو سِفر نشيد الأنشاد. وهذا من نماذج ازدواجية الشخصية الإسلامية؛ بعِبارة أخرى: كيف سعيتَ لإيجاد دليل على صحّة معتقدك في ضوء كتاب حاولتَ مسبّقًا لصق شبهات التحريف والخلاعة به؟ والتفصيل هنا: الاقتباس والتأليف وراء لغز شبهة التحريف
https://www.linga.org/varities-articles/ODE0OA
وفي المقالة التالية أنّ مِن سابِع المستحيلات أن يبشِّر السَّيِّد المسيح بإنسان يأتي مِن بعده، أيًّا كان، لأنّ المسيح هو المُبَشَّر بهِ لخلاص العالم أجمع وهو محور نبوّات الأنبياء. والمقالة تحت عنوان:
عائض القرني: آمَنتُ بالمَسِيح – ج5 سبعة مستحيلات
https://www.linga.org/varities-articles/ODM0OQ
مقتطفات من سيرة مؤلِّف القرآن
لقد حاول مؤلِّف القرآن فرض ادّعائه النبوة على جميع الذين عاصرهم، ومن البديهي أن يلاقي مثله معارضة، لكنّها لم تصل إلى درجة التفكير في قتل المدّعي، إلّا ما فعل، هذا والمسلمون من بعده، بالمُدّعين. فكذّبت قريش "محمّدًا" شأنه شأن كلّ مَن كُذِّبَ، ولا سيّما بعد عجزه عن صنع آية واحدة، واعتبرته مجنونًا، وأنّ به شيطانا، لهذا دافع عن نفسه بالقرآن قائلا: [ما أنت بنعمة ربّك بمجنون]- القلم:2 وانظر-ي التفصيل في تفسير القرطبي. وأقول: لا شكّ في تنبّه قريش لنوبات المرض التي انتابت "محمّدًا" طوال حياته، هي التي وصفها الرصافي بحالات من الصرع [عن السيرة الحلبية 2\257 و258 وعن صحيح مسلم، كتاب الفضائل- الرقم 4302 والرقم 4306 ممّا في "الشخصية المحمدية" للرصافي، وانظر-ي بداية تفسير سورة المائدة لابن كثير] ثم أشار إليها مصطفى جحا في "محنة العقل في الإسلام" فهذه النوبات، في أغلب الظّنّ، وراء غضّ أنظار قريش عن احتمالية تشكيل "محمد" خطرًا على حياة أبنائها وعلى مستقبلها، فلم تحسب لهذا المريض حسابًا دقيقًا، كأنْ يأتيهم يومًا ما بجَيش جرّار ليَفرض عليها دعوته [انظر-ي "فتح مكة" على گوگل ولا سيّما إسلام أبي سفيان ضمن المؤلَّفة قلوبهم] هذا لأنّ ادّعاء النبوة مسألة باتت مألوفة لديها ممّن هبّ ودبّ، وأنها انشغلت بتحصيل أرزاقها، شأنها شأن سائر قبائل العرب.
أمّا "محمد" فاعتبر المكذِّبين [كاذبين، مُفترين، ظالمين، مُشركين، كافرين، أعداء الله ورسوله...] فافترى عليهم بعد محاولات استمالتهم إلى "دينه" بالمديح ولا سيّما أهل الكتاب، وحثّ أتباعه على قتالهم، إلّا إذا اتّبعوه أو دفعوا له المال مقابل الأمان (التوبة:29) مُطمِّعًا أتباعه بغنائم في الدنيا وبجنّة وهمية في الآخرة: (فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغيّر طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفّى)- محمد:15 والغريب هنا هو تحليل "محمد" شرب الخمر أمام الله القدّوس وتحريمها على الأرض، وهو القائل [واللهُ أحَقّ أنْ تخشاه- الأحزاب:37] ففي كلا الخَمْرَين لذة للشّاربين!
تجد-ين تفصيل كلّ مِن سيرة "محمد" ولغز الوحي المنسوب إلى الله في "الشخصية المحمدية أو حلّ اللغز المقدَّس" للرصافي، ورقيًّا وعلى الانترنت، وفي حلقات سلسلة "صندوق الإسلام" للباحث حامد عبد الصمد، على يوتيوب، ومدة كل حلقة أقلّ من نصف السّاعة، هنا الحلقة الأولى: الإسلام والماڤيا
https://www.youtube.com/watch?v=ionLMojC_x4
لماذا انتقدت الإسلام دون غيره؟
لقد أباح "محمد" لنفسه انتقاد غيره إلى درجة الافتراء على أهل الكتاب وعلى غيرهم أيضا، كأن ما أحلّ لنفسه أحلّه ربّه محرَّمًا على غيره. فإنْ سألتني: "لماذا ركّزت على "محمد" وقرآنِه وأهملتَ سيرة "مسيلمة" وقرآنِه- مثالًا لا حصرًا؟ فالجواب: لقد قرأت أزيد من مقالة عن مسلمة بن حبيب الحنفي "مسيلمة" لم يذكر الرواة عنه أنّه كفَّر أحدًا مِن مكذِّبيه أو افترى على أحد خصومه أو لطَّخ يديه بدم إنسان، بل لم يضطرّ مُكذِّبُه للهرب إلى مكان آمِن. أمّا "محمد" فقد حفلت سيرته بما سُمّيت اليوم "جرائم حرب" كالغزوات بما ارتكب فيها من أفعال: ضرب فوق الأعناق وسلب أرزاق الآخرين ونهبها وسبي نسائهم واحتلال أرضهم [انظر-ي تفسير الأحزاب:26 مثالا] مستغِلًّا اسم الله! وقد قسّم العالمَ إلى مؤمن به وكافر، إلى درجة اعتبار الكافر به كافرًا بالله أيضا [انظر-ي تفسير التوبة؛ وهي من أواخر سُوَر القرآن، لا ناسخ لها] والهدف هو فرض دعوته بالسيف ونشرها وتأسيس إمبراطورية، مهما سالت دماء الضحايا ومهما انتُهِك مِن أعراض الناس ومهما سُلِبوا من ممتلكات. والتراث الإسلامي، الدموي من بدايته حتى اليوم، واضح فاضح، ما عاد خافيًا إلّا عن المغفَّلين، فبات الدفاع عنه يثير السخرية.
عِلمًا أنّي وأجدادي من الكفّار بحسب "الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء" مِنهُم مَن قُتِل باحتلال العراق إسلاميّا ومِنهم مَن هرب ومنهم مَن خاف فأسلم، لكنّ دماء الشهداء منهم والمغدورين ما تزال صارخة في الضمائر الحيّة. فأقول لكلّ مَن غضّ النظر عن الجرائم الإسلامية، أو حاول تبييض صفحة واحدة منها، أو تذرّع بذريعة ما لإظهار الإسلام بريئًا منها أو أنّ الإسلام ليس وحده في قفص الاتّهام:
(صَهْ يا رقيعُ فمَنْ شفيعُك في غدِ - فلقدْ خسِئتَ وبَانَ معدنُك الرّدي)
مقتبسًا مِن مطلع قصيدة لشاعر عراقي في القرن الماضي، وفي رواية أخرى: فمَنْ مُجيرُك...
ـــ ـــ
دعاء
أسألك اللهمّ تجنيب المسلمين شرور الإسلام، قبل غيرهم، إذْ [ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النار إلّا واحدة]- رواه أبو داود والترمذي... فتكمُن الخطورة في اعتقاد كلّ فرقة، أو طائفة، أنّها الناجية! وأسأله تجنيب المسلمات أيضًا، قبل غيرهنّ، لأنّ القرآن حثّ الرجال على الاستمتاع بهنّ (النساء:24) وعلى ربطهنّ بالهِجار (الحبل) في المضاجع تمهيدًا لِضربهنّ (النساء:34) وثبت عن مؤلِّفه: [يا معشر النساء تصَدَّقن وأكثِرن من الاستغفار فإنّي رأيتُكُنّ أكثر أهل النار]- رواه البخاري ومسلم.
وأقول لأصحاب الصدور المريضة التي لا "يشفيها" إلّا القتل وسائر الأفعال الداعشية البغيضة؛ إنّ يوم الرب قريب: {وَلْوِلُوا لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قرِيب، قادِمٌ كَخَرَابٍ مِنَ القَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيء}+ إشعياء 13: 6 لكن وَرَدَ في كتاب الرب جزاء الشِّرّير الذي يرجع عن شَرِّه: {هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بمَوتِ الشِّرِّير؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أَلا بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فيَحيَا؟… وإذا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ شَرِّهِ الَّذِي فَعَلَ، وَعَمِلَ حَقًّا وَعَدْلا، فهُوَ يُحيِي نَفسَهُ}+ حزقيال 18: 23 و27
ـــ ـــ
لماذا وضع "محمد" بين هذين القوسين؟
والجواب أخيرا: لأنّ المحمَّد والممجَّد، بالإضافة إلى الأمين والصّادق، من ألقاب السيد المسيح التي سرقها مؤلّف القرآن، أو نُسِبتْ إليه زورًا، كما سَرَق غيرها من أهل الكتاب أو سُرِق من جهة ابن إسحاق- دجّال الدجاجلة في نظر أنس بن مالك- كاتب السيرة "المحمدية" الأول. شاهد-ي لطفًا:
صندوق الإسلام 54 فترة ما بين معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان
https://www.youtube.com/watch?v=E-b6N24Tkjs
وأيضًا: سؤال جريء 523 هل أراد محمد أن يكون هو المسيح؟
https://www.youtube.com/watch?v=6olkLeIc8d8