خالق السماوات والارض وكل ما فيها، ربنا يسوع المسيح، يُعلن بيقين تام وهو على الصليب هذه الكلمات، قد أكمل. فهو من اتقن خلق الكون، وبه تحققت كل نبوات العهد القديم، وهو من تمم خلاص الله للبشرية، في موته على الصليب وقيامته في اليوم الثالث.
نقرأ في رسالة العبرانيين 5:10 عن يسوع المسيح، انه عند دخوله الى العالم يقول:
"ذبيحة وقربانًا لم ترد، ولكن هيأت لي جسدًا، بمحرقات وذبائح للخطية لم تُسَرَّ. ثم قلت، هأنذا اجيء، في درج الكتاب مكتوب عني، لأفعل مشيئتك يا الله".
ويتابع في العدد 12 عن يسوع، انه بعدما قدَّم عن الخطايا ذبيحة واحدة، جلس الى الابد عن يمين الله، منتظرًا بعد ذلك حتى توضع أعداؤه موطئًا لقدميه، لأنه بقربان واحد قد أكمل الى الابد المقدسين، نعم قد أكمل له المجد كل شيء. (المزمور 7:40).
قد أكمل له كل المجد، جميع نبوات العهد القديم، كلها تحققت في شخصه المبارك، نبوات في تفاوت زمني بعيد جدًا، تحققت في شخص واحد، والامر الرائع انه ليس فقط نبي واحد تنبأ عن المسيح، لكن عدة انبياء اشتركوا في اعلان الروح القدس عن ابن الله، الرب يسوع المسيح، من ميلاده، حتى صلبه، موته وقيامته.
سوف نتأمل اخوتي بهذه النبوات المباركة التي تظهر عظمة وسمو المسيح يسوع الرب، ابن الله وابن الانسان.
- من سبط يهوذا:
نقرأ في تكوين 9:49، نبوة عن المسيح، انه من سبط يهوذا، يهوذا جرو اسدٍ، من فريسة صعدت يا ابني، وفي الاعداد 10-11 يقول انه له يكون خضوع شعوبٍ، وانه غسل بالخمر لباسه، وبدم العنب ثوبه.
وهذا ما نقرأه في رؤيا يوحنا 13:19، انه متسربل بثوب مغموس بدم، ويدعى اسمه كلمة الله، اي يسوع كلمة الله الذي تجسد، هنا اشارة الى سفك دمه على الصليب وموته. ويتابع في عدد 15 انه يدوس معصرة وخمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء، هو ملك الملوك ورب الارباب.
وفي رؤيا 5:5 يؤكد انه قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا، أصل داود، ليفتح السِّفر ويفك ختومه السبع.
- يولد في بيت لحم:
ميخا 2:5، اما انت يا بيت لحم افراتة، وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطًا على اسرائيل، ومخارجه منذ القديم، منذ ايام الازل. اي ان يسوع يولد في بيت لحم، وهو ازلي، ومن غير الله له هذه الصفة؟
وهذا ما ذكره متى البشير 5:2، عندما سأل المجوس عن المولود ملك اليهود، فقالوا في بيت لحم اليهودية كما هو مكتوب بالنبي.
- يولد من عذراء:
اشعياء 14:7، يعطيكم السيد نفسه آية، ها العذراء تحبل وتلد ابنًا، ويدعوا اسمه عمانوئيل، ليس نبيًا ولا رسولًا، بل السيد نفسه اي الرب، وكما فسر لنا متى في انجيله 23:1، عمانوئيل الذي تفسيره " الله معنا "، اي يسوع الله المتجسد معنا.
- يُدعى من مصر:
هوشع 1:11، من مصر دعوت ابني، ويروي لنا متى انه عندما اراد الملك هيرودس قتل الصبي، ظهر ملاك الرب في حلم ليوسف قائلا له ان يأخذ الصبي وأمه وان يهرب الى مصر، وكان هناك الى وفاة هيرودس.
- يسوع النبي:
تثنية 15:18، يقيم لك الرب إلهك نبيًا من وسطك من اخوتك مثلي، له تسمعون.
اعمال 22:3، فان موسى قال للآباء: ان نبيًا مثلي. سيقيم لكم الرب إلهكم من اخوتكم، له تسمعون في كل ما يكلمكم به، ويكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب.
النبوة هنا هي عن يسوع، لأنها عن شخص من سلالة اليهود (اخوتكم)، وليس كما يدعي الاخوة المسلمين انها نبوة عن محمد، فهل كان هو من اصول يهودية؟
وانه حتى الشعب اليهودي، الذي لا يسمع له اي ليسوع ونبوته، تباد هذه النفس، اي تهلك لان الخلاص هو نعم من اليهود (اي من سلالة داود الملك) ولكن الخلاص فقط بيسوع وليس الانتماء العرقي او الديني!
- رفض شعب اسرائيل المسيح:
اشعياء 3:53، محتقر ومخذول من الناس، رجل اوجاع ومختبر الحزن.
كذلك يوحنا يعلن ان يسوع جاء الى خاصته، وخاصته لم تقبله، واما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا ان يصيروا اولاد الله، اي المؤمنون باسمه. يوحنا 11:1.
-يدخل بانتصار الى اورشليم:
زكريا 9:9، ابتهجي جدا يا ابنة صهيون، اهتفي يا بنت اورشليم، هوذا ملكك يأتي اليك، هو عادل ومنصور وديع، وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان.
تحققت النبوة في حياة يسوع ودخوله المجيد الى اورشليم، متى 5:21.
متى 29:11، تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم، تعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم.
- يباع بثلاثين من الفضة:
زكريا 12:12، فوزنوا اجرتي ثلاثين من الفضة، فقال لي الرب، ألقها الى الفخاري، الثمن الكريم الذي ثمنوني به.
متى 9:27.
- خيانة يهوذا الاسخريوطي:
مزمور 9:41، ايضًا رجل سلامتي، الذي وثقت به، آكل خبزي، رفع علي عقبه.
يوحنا 18:13، لست اقول عن جميعكم، انا اعلم الذين اخترتهم، لكن ليتم الكتاب، الذي يأكل معي الخبز رفع علي عقبه.
- صلب المسيح، مزمور 22:
الهي الهي لماذا تركتني، ثقبوا يدي ورجلي، أحصي كل عظامي، يقسمون ثيابي بينهم، وعلى ثيابي يقترعون.
لوقا 34:23، واذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها.
يوحنا 24:19، اقتسموا ثيابي بينهم، وعلى لباسي القوا قرعة.
يوحنا 36:19، عظم لا يكسر منه.
- ينظرون الى الرب الذي طعنوه:
زكريا 10:12، يوحنا 37:19،
رؤيا يوحنا 7:1، هوذا يأتي مع السحاب، وستنظره كل عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الرض.
- القيامة من بين الاموات:
مزمور 7:2، انت ابني، انا اليوم ولدتك،
اعمال الرسل 33:13، انت ابني انا اليوم ولدتك، انه اقامه من الاموات.
مزمور 9:16، لانك لن تترك نفسي في الهاوية، لن تدع تَقِيَّك يرى فسادًا.
اعمال الرسل 27:2، 35:13.
- الصعود الى السماء:
مزمور 18:68، صعدت الى العلاء، ايها الرب الاله.
كما يشهد لنا الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، باعلان الروح القدس، نقرأ كيف ان كل هذه النبوات تحققت في حياة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، لذلك اعلن وهو على الصليب، قد أكمل.
يسوع أكمل العمل على عود الصليب، تمم الخلاص،
ماذا عنك انت، هل قبلت عطية الله الصالحة؟ خلاص الله المجاني بسفك دم يسوع على الصليب.
ونحن اخوتي، ليسترح قلبنا حسب وعد يسوع الصادق والامين، لان الذي ابتدأ فينا عمل صالح يكمل الى يوم يسوع المسيح (فيلبي 6:1).
نعم قد أكمل العمل على الصليب، لكن يسوع يكمل عمله المبارك في حياتنا كل يوم، لكي نشابه صورته ومثاله.
كذلك علينا ان نطيع كلمة الرب ومشيئته الصالحة لنا كل حين، وان نتمم خلاصنا بخوف ورعدة.
هو أكمل العمل، ونحن علينا ان نطيع دائمًا، لان الذي يصبر حتى المنتهى يخلص، والله هو العامل فينا، ونحن متمسكين بكلمة الحياة (فيلبي 12:12، 16:12).