مَن وراء امتداد إرهاب أهل الكتاب وغيرهم إلى أجل غير مسمّى؟
من البديهي الاستنتاج أنّ محمّدًا تعمّد الإساءة إلى الكتاب المقدّس، بالافتراء عليه وعلى أهله، في محاولة إيجاد ذرائع لطردهم من منازلهم بأقلّ تقدير، أو قتلهم ما لم يدركوا خطورة دينه على حياتهم قبل فوات الأوان؛ فقد اعترف حسب حديث صحيح: (لأخرجنّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلّا مسلما)- أخرجه مسلم. وأغلب الظّنّ أنّ السبب الأوّل لطردهم من جزيرة العرب هو وجود وثائق ثبوتيّة لديهم ضدّ قرآنه، وتحديدًا النصوص التي اقتبس منها ممّا عُثِر عليه حتّى اليوم، سواء المدوّنة في التوراة والتلمود والإنجيل وكتب التراث المسيحية، كما تقدّم في القسم السادس، وقطعًا لم تكن هذه الوثائق عند غيرهم ولا كان غيرهم خبيرًا فيها. هذا بالإضافة إلى حاجته إلى الاستيلاء على منازلهم لإسكان جنوده وإلى نهب ممتلكاتهم المسمّاة غنائم، بل جعل الله مشتركًا معه في الغنائم، أي السرقة، بقوله: (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خُمسَهُ وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله... إلخ)- الأنفال:41 فحاشا الله ما نسب إليه مؤلِّف القرآن المريض طوال حياته بالصرع، انظر-ي تفاصيل مرضه، نقلًا عن "الشخصية المحمّدية" عن السيرة الحلبيّة وصحيح مسلم، في مقالتي: الاقتباس والتأليف وراء لغز شبهة التحريف – 3 من 3 على الرابط التالي:
linga.org/varities-articles/ODE0OA
فإذْ قيل كيف استطاع مريض عقليًّا الإتيان بالقرآن؟ فالجواب: أن طبيعة هذا المرض لا تمنع المصاب به من الفنّ والإبداع. فمِن الأدلّة أنّ الكاتب الروسي العظيم فيودور دوستويفسكي (1821- 1881 م) عاش ستّين سنة مصابًا بالصرع أيضًا، حتّى قال أنّه يفهم حالة محمّد جيّدا. لكنّ مصيبة الإرهاب امتدّت إلى أبعد ممّا تقدَّم؛ إذ بقيت ذرائع افتراء القرآن مصدر حقد على العالم كلّه، ما عدا بعض المسلمين وتحديدًا الفرقة التي تظنّ أنّها هي النّاجية يوم القيامة، ومصدر حسد وكراهية وانتقام، بما لحق الذرائع من دعم في كتب تفاسير القرآن، ومنها لعائن ابن كثير، ممّا تقدّم ذكره في بداية القسم الخامس، فامتدّ العداء الإسلامي إلى اليوم ليشمل الإرهاب جميع أقطار المسكونة حتّى أجل غير مسمّى.
وقد نجحت داعش في ترجمة العداء، الذي احتواه كلّ من القرآن والحديث والسُّنّة، بفيديوهات فُوجِأ بها الجهلة بالتفاسير الصحيحة وبسيرة "الرسول" الصحيحة، سواء العالم المتقدِّم عمومًا وغالبيّة المسلمين خصوصًا، على خلاف مخططات تجميل الإسلام التي تبنّتها الوهّابية وأذيالها. فما الجوامع في العالم والمساجد سوى بؤر تخطيط للإرهاب المحمّدي ومحطّات انطلاق لتنفيذه في مَن هبّ ودبّ، كلّ زمان وفي أيّ مكان! لكي تشفى صدور "المؤمنين" المريضة: (قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم ويخزِهم وينصركم عليهم ويَشفِ صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء...)- التوبة:14 فإن كانت هذه مقولة خاصّة بمن سمّاهم محمد مشركين، لأنهم حسب تفسير الطبري: (نكثوا أيمانهم ونقضوا عهودهم بين محمد وبينهم وأخرجوه من بين أظهرهم) فهل انتهى العمل بها أم انّ القرآن ما يزال "صالحًا" كل زمان ومكان فاستشهدت داعش بها وبغيرها في الشرق والغرب؟ لست من كاشفي الأسرار إذا قلت أنّ بعض الناس، مِن الذين أدركوا حقيقة الإسلام، قد اعتبروا الأخ المسلم عضوًا في خليّة نائمة أو قنبلة تنتظر توقيتًا مناسِبًا لتنفجر، لكنّي قلت أن كثيرًا من المسلمين مسالمون، على خلاف تعاليم دينهم، فلا يجوز التعميم.
ـــ ـــ
محاولات لإصلاح الإسلام
ها نحن في القرن الحادي والعشرين؛ نفكّر ونحلّل ونبحث عن كل كلمة عبر الانترنت ونتقصّى حقائق ولا سيّما حقيقة كتاب إرهابي، باعتراف الشيخ الظواهري وغيره مع الافتخار بإرهاب الإسلام، زُعِم أنّه صالح زمانيًّا ومكانيًّا، لذا فإنّ مؤلِّفه هو المسؤول عن كلّ حرف من كلامه، إذ نسب الوحي به إلى الله مفتريًا على الكتاب المقدَّس بوضوح تامّ. أمّا مفسِّرو هذا الكتاب فهُمُ الذين اختلفوا فيه وعاشوا حياتهم في شكّ منه لم يكن لهم بهِ مِنْ عِلْم إلّا اتّباع الظّنّ. فالكرة الآن في ملعب الإسلام.
وتاليًا؛ كفى تضليل العالم بسماحة الإسلام وبسائر الشعارات المزيَّفة اللاحقة به من أقطاب الكذب والافتراء والتدليس، سواء في الجوامع وعبر الفضائيات وعلى الانترنت، لن تنفع محاولات تجميله وتلميعه ولا سيّما بعدما كفت داعش ووفّت. لعلّ خير وصف يليق بالإسلام هو التالي- ممّا ورد في كلام المفكر حامد عبد الصمد- بتصرّف: [يحتاج محاول إصلاح الإسلام إلى خيال كاتب روائي يرشّ عطرًا على جثّة الإسلام الهامدة ليغيّر رائحتها الكريهة تمهيدًا للادّعاء بصلاحيّة القرآن كل زمان وفي كل مكان...]- شاهد-ي الحلقة الـ 49 من برنامج صندوق الإسلام: مقارنة بين الاسلام والاسلام السياسي، علمًا أن مدّتها 24 دقيقة.
فما استحقّ القرآن منّي هذا الاهتمام ولا الوقت المبذول لأجل الكشف عن حقيقة الإسلام، لولا أني كتبت لمغيّبي العقل ومساكينه وسائر السّذّج الذين اتّبعوا محمّدًا بدون تشكيك في كلامه، ولا سيّما القرآن، وبدون تدقيق في مصادره ودون تأمّل في معانيه ودون مراجعة تفاسيره المعتمدة إسلاميًّا ودون اطّلاع، سواء على المقالات التي انتقدته وعلى سائر قنوات النقد الموضوعي. لكنّي كتبت في المقابل دفاعًا عن عقيدتي التي افترى عليها محمَّد بدون وجه حقّ وردًّا على النقّاد المسلمين الذين استشهدوا بالقرآن، في الأقلّ، معتبرين أنّه حجّة على الكتاب المقدَّس وأنّ نقّاد الإسلام (أساؤوا فهمه) إنّما القرآن حجّة على مؤلِّفه فقط! لن يكون حجّة على أحد غيره مهما علت صيحات أهل الضمائر النائمة ومهما تطاولت أقلام عميان البصيرة على حجج نقد القرآن الدامغة.
واكتفيت بهذا القدر من دحض مقولة النساء:157 و158 وتفنيدها وحلّ لغزها، متى أجاب النّقّاد على حجّة واحدة ممّا تقدَّم يصبح لكلّ حادث حديث! ولديّ من الحجج ما يفوق تصوّراتهم ومن اللغة ما تفوّق على لغتهم الأمّ، فلم أجد مثل العرب جهلة بلغتهم، وهذا الجهل دليل على أنّهم حفظوا القرآن بدون فهم معانيه، باستثناء المتنوّرين منهم بنور المسيح أو بأنوار ثقافات الأمم المتقدِّمة.
ـــ ـــ
هل تستحقّ حقيقة صلب المسيح الطعن فيها والإنكار؟
واليوم، بعدما وصلت البشرية إلى مستويات راقية من الإيمان بالله ومن العلم والحضارة، بماذا أضرّت حقيقة صلب المسيح حضرة الأخ المسلم لكي يعترض عليها لو لم يخالفها مؤلِّف القرآن؟ فلم يضرّ صليب المسيح أحدًا! بل العكس تمامًا، إذ دفع السيد المسيح ثمن خطايا جميع البشر على هذا الصليب: {مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَص، وَمَنْ لَمْ يُؤمِنْ يُدَنْ}+ مرقس 16:16 والدّيّان قطعًا هو الله يوم الدينونة (يوم الحساب) وتاليًا؛ لا دعوة في رواية الصَّلب إلى غزو قبائل وبلدان وإلى قتال مرتدّين ومشركين وكفّار وإلى سبي صبايا ونساء وإلى استعباد أطفال. لا دعوة في الصّلب موجّهة إلى المسيحيّ لكي يقاتل أخاه الإنسان، أيًّا كان عِرقه ومعتقده. هذه الدعوة موجودة في القرآن فقط، ما تزال تدعو المسلمين لقتال اليهودي والمسيحي حتّى بدون أن يعتدي عليهم يهودي أو مسيحي! فإمّا القبول بالإسلام وإمّا دفع الجزية عن يد والدافع صاغر (ذليل) وإمّا القتال (انظر-ي تفسير التوبة:29 سواء أكان التفسير سُنِيًّا أم شيعيًّا) والتوبة:29 بالإضافة إلى الدعوة إلى قتل المشركين حيثما يجدهم المسلمون (انظر-ي تفسير التوبة:5) ما تزالان محفوظتين في القرآن وفي "اللوح المحفوظ" بل نسختا (أي غيّرتا) ما بدا سلميًّا من أقوال مؤلِّف القرآن في ما سبق، أي خلال الفترة المَكّيّة ما قبل الهجرة، بذريعة مفادها (أنّ الله ينسخ كلامه) قلت: حاشا الله من افتراء النسخ المنسوب إليه. عِلمًا أنّ أحد القرآنيّين، من المتلاعبين بالألفاظ، صرّح أنّ معنى ينسخ "يكتب" في تفسير (ما نَنسَخْ من آية أو نُنسِها نأتِ بخير منها أو مثلها)- البقرة:106 مفسِّرًا على ذوقه. قلت: حتّى هذا التفسير لا يُبعد معاني الإرهاب عن مقاصد القرآن مليمترًا واحدا.
فإذْ ثبت أن قضيّة الصلب لا تضرّ أحدًا فلماذا تهجّم بعض المسلمين عليها؟ والجواب: دفاعًا عن القرآن. ففي تقديري؛ أنّهم يخشون انجذاب عدد من المسلمين والمسلمات إلى الخلاص الذي أعدَّه السيد المسيح بسفك دمه على الصليب كفّارة عن خطايا البشر. عِلمًا أنّ غالبية اختبارات المسلمين والمسلمات مع المسيح ركّزت على ظهور السيد المسيح لهم-نّ في رؤًى وأحلام. ولا يخفى أنّ مِن بينهم-نّ مَن فارق-ت بين الذي أتى لتكون للناس حياة ويكون لها أفضل (يوحنّا 10:10) مضحّيًا بنفسه من أجلها، وبين الذي (اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم...)- التوبة:111 ومنهم-نّ من فارق-ت بين الذي أقام الموتى وبين الذي قتل النّاس أيًّا كان السبب. والمفارقات كثيرة.
ـــ ـــ
أمثلة على المقولات القرآنية المنسوخة
(وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إنّ الله لا يحبّ المعتدين)- البقرة:190
(ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرىٰ)- الأنعام:164
(يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأنّي فضّلتكم على العالمين)- البقرة:47
(لَتَجِدَنَّ أقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى...)- المائدة:82
فسبحان الله الذي من المستحيل أن يُعثِّر المؤمنين فيعكس قراره ⁰180 بين ليلة وضحاها. عِلمًا أنّ كثيرًا من الجهلة بمعاني القرآن، ومن المنافقين ممّن يعلمون لكن يدلِّسون، ما يزالون يعرضون على المارّة في أوروبا وغيرها نصوصًا مكّيّة، تبدو في ظاهرها مسالمة، في وقت ثبت في تفاسير المفسِّرين خلوّ القرآن من المحبة ومن السلم ومن التسامح، إنّما هذه صفات إنجيليّة، ليست قرآنيّة على الإطلاق، متجاهلين نصوص القرآن العدوانيّة النّاسخة. أمّا الغباء فيكمن في تمرير النصوص، التي تبدو في الظاهر سلميّة، على غير المسلمين من الناطقين بالعربية ولا سيّما أهل العلم من المسيحيّين. لهذا السبب تحاشى الدّجّال أحمد ديدات مناظرة مسيحيّين ناطقين بالعربيّة، إلّا د. أنيس شروش؛ إذ هزم ديدات في لندن واعترف ديدات بالهزيمة ومقطع فيديو الاعتراف موجود. وتاليًا؛ حلّ د. شروش ضيفًا على الأخ رشيد في برنامجه (سؤال جريء) مرّتين قبل بضع سنوات متحدِّثًا عن مناظراته مع ديدات. وقد ورد في إحداهما خبر سفر د. شروش إلى جنوب أفريقيا لمناظرة ديدات في عقر داره. وفي الخبر أنّ الله نجّى د. شروش من طعنة سِكّين غادرة، لا أستطيع اتّهام ديدات بالتحريض عليها لصعوبة حصولي على دليل، لكنّ التحليل المنطقي لا يستبعد ضلوعه في هذه الجريمة. وقد تركت الكتابة عن غدر المسلمين، سواء بغيرهم وبأهلهم، إلى مناسبة أخرى بالنظر إلى طول المقالة. عِلمًا أنّي شاهدت مقطعًا على يوتيوب لكذّاب، قطعًا من تلاميذ ديدات، أظهَر فيه ادّعاء ديدات على الكتاب المقدَّس بالتحريف، مقتطعًا الجزئيّة التي تضمنّت ردًّا عليه، في محاولة خداع فاشلة.
فلا سبب لمدح محمد أهل الكتاب، في ما بدا مدحًا، إلّا لاستمالتهم إلى تصديق دعوته لمّا شرع في إظهارها. وتاليّا ظنّ أنّ محاولاته تفيد في دعمه ضدّ "كفّار قريش" لكنّها باءت بالفشل، بينما اتّضح في ما بعد أنّ تكذيبه من جهتهم سبّب لهم معاداة من جهته فغدر بهم بعدما قويت شوكته. وأسباب تكذيبه من جهة اليهود أنهم كانوا ينتظرون المَسِيّا الذي يأتي من نسل إسرائيل- يعقوب بن إسحق بن إبراهيم- فلم يكن محمد من نسل إسرائيل! كذا النّصارى إذ آمنوا بيسوع الناصري نبيًّا لكنّهم لم يؤمنوا بأنّه المَسِيّا. وتاليًا؛ لم تكن أخلاق محمّد في نظرهم منطبقة على أخلاق النبي المذكورة في التوراة ولا منطبقة على أخلاق الإنجيل، إنما كانت بعيدة كثيرًا، بالإضافة إلى قيام محمد بالاقتباس من كتبهم وإلى خلوّ دعوته من جديد مفيد. فكانت عند أهل الكتاب حجج منطقيّة كثيرة على دعوة محمّد. وكان الناس أحرارًا في تصديق زيد وتكذيب عمرو. أمّا صاحب الدعوة المكلَّف بإيصال رسالة ما إلى الناس فما كان من حقّه معاداة مكذّبي رسالته. ولنا في تعامل السيد المسيح مع اليهود ممّن كذّبوه خير مثال. وتفاصيل تعامله معهم مدوَّنة في الإنجيل، لا صحّة إطلاقًا لتفصيل مدوَّن في كتاب آخر، إلّا المقتبس من الإنجيل.
ـــ ـــ
هل يدعم الكتاب المقدَّس الإرهاب؟
هل رأيت يهوديًّا حاملًا التوراة في يد والسلاح في أخرى ليقتل إنسانًا؟ وهل سمعت يومًا أن يهوديًّا فجّر نفسه في معبد أو مسرح أو مطعم؟ إمّا أساء اليهودي إلى غيره فلا دعم له من التوراة وسائر أسفار الأنبياء. لكن ليس محرَّمًا على اليهودي الدفاع عن نفسه وعائلته ومقدَّساته وشعبه ووطنه. ليس هذا الدفاع محرَّمًا على أيّ إنسان أيًّا كانت عقيدته.
وتاليًا؛ هل تظنّ أن الإنجيل دعم تجّار الحروب السياسية، من الدول ذوات الغالبية المسيحية، بآية واحدة، أو حرَّضهم بآية ما على قتال! كذا الحروب التي اصطبغت بصبغة دينيّة، فإنّ الكتاب المقدَّس بريء منها جميعا! لكنّ تسامح المسيحي، اقتداء بتسامح السيد المسيح، لا يعني أنّ على المسيحي أن يذعن إلى محاولة إهانته أو استفزازه أو ابتزازه ولا يعني أن عليه أن يسكت عن إهانة كرامته وعائلته ومقدَّساته. فالسيد المسيح {رأى في الهَيكَل باعَةَ البقَرِ والغنم والحَمام، والصَّيارِفةَ جالِسينَ إلى مناضِدِهِم، فجَدَلَ سَوطًا مِن حِبال وطرَدَهُم كُلَّهُم مِنَ الهَيكَل معَ الغنم والبقر، وبَعثَرَ نُقودَ الصَّيارِفَة وقَلَبَ مناضِدَهُم، وقال لِباعَة الحَمام: ارفعوا هذا مِن هنا، ولا تَجعَلوا مِنْ بَيت أبي بَيتًا لِلتِّجارة. فتذكَّرَ تلاميذُهُ هذِهِ الآية: الغَيرةُ على بَيتِكَ، يا اللهُ، ستأكُلُني}+ يوحنا 2: 14-17 وقد وردت الآية التي تذكّرها التلاميذ في المزامير 69: 9 وهي إحدى إشارات العهد الجديد الكثيرة إلى العهد القديم.
وبالمناسبة؛ لم تعتذر الكنيسة الكاثوليكية عن الحملات الصّليبيّة التي استهدفت مسلمين عاثوا فسادًا في الأراضي المقدَّسة، لم تعتذر إلّا للإخوة في الإيمان ممّن دفع أسلافهم ثمن أخطاء رافقت تلك الحملات. شكرًا للأخت د. وفاء سلطان على تفضّلها بالقول عبر إحدى الفضائيّات: (لولا عيوث المسلمين فسادًا في الأراضي المقدَّسة لما فكّر الصليبيّون في المجيء إليها مقاتلين) لكنّ بعض المسلمين غالبًا ما التفتوا إلى النتائج بدون التفات إلى الأسباب، يريد هؤلاء أن يعيثوا فسادًا في الأرض بدون أن يحاسبهم أحد. لذا فمن الواجب أن يقال لهؤلاء "خَسِئتُم" أنتم وكلّ من حرّضكم وشجّعكم ودعمكم! إذ قال السيّد المسيح له المجد: {بالدينونة التي بها تدينون تُدانون وبالكَيل الذي به تَكيلون يُكال لكم}+ متّى 7: 2 ومرقس 4: 24 ولوقا 6: 38
ـــ ـــ
مِن محبّة الله
لا حاجة إلى تكرار ما أصبح معلومًا، للقاصي كما للدّاني، وهو أنّ السيد المسيح حَثّ أتباعه على محبّة الأعداء ومباركة اللاعنِين والإحسان إلى المُبغِضين والصّلاة لأجْل المُسيئين والمضطهِدين- بخفض الهاء- ممّا في موعظة الجبل الشهيرة (انظر-ي متّى\ الأصحاحات 5 و6 و7) ونهى عن الانتقام وعن مقابلة شرّ ما بشرّ.
والجدير ذِكره تاليًا هو اتّفاق مفسِّري الكتاب المقدَّس على معاني الإنجيل خصوصًا وعلى معاني الكتاب المقدَّس عمومًا، لا اختلاف جوهريًّا بين تفاسيرهم، سواء القدامى منهم والجدد، أيًّا كانت جنسيّاتهم. فالكتاب المقدَّس بليغ بإرشاد الروح القدس، لأنّ إلهه أمين وصادق.
عِلمًا أنّ [الصّادق والأمين من ألقاب السيد المسيح المذكورة في الإنجيل؛ انتحلهما كلّ من ابن اسحاق- صاحب السيرة المحمدية المفقودة- ومقاتل بن سليمان صاحب "تفسير مقاتل" لإضافتهما إلى صفات محمد، على أنّ قريش أطلقتهما على محمّد قبل "البعثة" وقد ثبت دجل كلّ من ابن اسحاق ومقاتل فلم يكونا ممّن يُحتَجّ بهم في الحديث. إنّما اعترف محمّد في القرآن بأنّ قريش أطلقت عليه صفتين مختلفتين تمامًا: (ساحر وكذّاب)- سورة ص:4 فانظر-ي لطفًا تفسير الطبري]- مع الشكر للأخ رشيد. وما يزال تحدّي الأخ رشيد قائمًا أمام كلّ مَن يظنّ أنّ في إمكانه العثور على قرآن، أو حديث صحيح، ليثبت به إطلاق قريش "الصادق الأمين" على محمد، سواء ما قبل "البعثة" وما بعدها. والمزيد عبر الرابط التالي:
سؤال جريء 305 مَن هو الصادق الأمين؟
youtube.com/watch?v=C1GmPbucKco
ـــ ـــ
خاتمة
هذه المقالة في النهاية دفاعيّة، كما تقدّم في بداية القسم الأوّل منها، ضد تضليل القرآن أحبّاءَنا من المسلمين والمسلمات، لأنّنا نتمنّى من أعماق القلب أن يتمتّع الجميع معنا بنعمة الخلاص المجّانيّة التي قدّمها السيد المسيح بسفك دمه النفيس على الصليب لخلاص العالم كلّه فنوال الحياة الأبديّة، كما تقدَّم ممّا في رسالة يوحنّا الأولى بالضبط. إنّما الله هو {الذي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاس يَخْلُصُون، وإِلى مَعرِفة الْحَقِّ يُقْبِلُون}+ 1تيموثاوس 2: 4 آمين.